قبيلة قصاص المُتمرّدة المُشاغبة !
[أجداد عرب المطاعنة، ودنفيق، والمواضي، والمراشدة]
يذكر المستشرق الفرنسي "جان كلود جارسان" في كتابه الرائع "ازدهار وانهيار حاضرة
مصرية - قوص"، أن: اضطراب الدولة المملوكية قد سمح بأن تستقر جماعة قبلية
جديدة بالضفة الغربية لنهر النيل، قادمة من غرب الدلتا [من حوش عيسى
بالبحيرة] على الرغم من العقبات التي وضعتها سلطات الفيوم في وجه انتقالات
من هذا النوع.
ونحو أواخر
القرن العاشر [الهجري]/ السادس عشر [الميلادي]، في الواقع عام 1589 [م] يصف
رحّالة من البندقية [إيطالي] الضفة الغربية لقوص، من دندرة إلى الجبلين
[الجبلين منطقة بشمال بلاد المطاعنة بمركز إسنا]، بأنها إقليم:
"تسكنه
بعض القبائل المزعجة من العرب المتمردين، حيث لا يُمكن للأتراك ولا
المسافرين أن يغامروا بالذهاب إلى هناك، إنها منطقة يرفض فيها جميع ربابنة
[جمع ربان السفينة] المراكب استضافتك، والجميع يتمترسون على الضفة
الأخرى..
وهذا المكان يسمّيه المسلمون بالقصاص [قبيلة قصاص]".
والحال أن هذا المكان، كما سوف يُوضِّح ذلك بوركهارت [مستشرق ألماني] في
مستهل القرن التاسع عشر [الميلادي]، هو مكان قبيلة القصاص، التي خلعت سُمعة
خبيثة [من وجهة نظر المستشرق الفرنسي .. قاتله الله !!] منذ ذلك الحين،
ولعدة قرون على الضفة الغربية لطيبة [الأقصر].
فمنذ متى استقرت
هناك تلك الجماعات القبلية المنتمية إلى لبيد من آل سليم [تم نقل تلك
المعلومة من القلقشندي] الذين ترجع أصولهم إلى (صحراء برقة) ؟ وألا يجب
تصور أن الهوارة وقد أصبحوا سادة معترفاً بهم للبلد، كان بوسعهم أن يقاوموا
مجيئهم [أي مجيئ قبيلة قصاص، وقبيلة بلي التي سبق الحديث عنها في موضع
متقدم بالكتاب] وأن هذا المجئ أيضاً يضاف إلى حساب السلطنة المملوكية؟.
انتهى بتصرّف بسيط.
ملحوظة*ما بين [قوسين] هو شرح من عندي.
مع تحيات .. الدعباسي (المشاغب)
..................................
أحمد فرغل الدعباسي البكري