قالوا وأحسبهم صادقين !!
ما نشأت حضارة إلا
بحبل من السماء، وما ارتقت إلا بعلم أتاها عن طريق النبوة ، فمصر بلاد
الأهرام نشأت حضارتها على يد أول من خط بالقلم ، وصاحب خط الرمال ، هرمس
الحكمة ، أخنوخ المعرفة ، إدريس عليه السلام .
واليونان جاءها العلم عن
طريق صاحب النون "نون والقلم" الآتي من نينوى ببلاد العراق، نبي الله يونس
بن متى عليه السلام ، ولعل الأمر كذلك عند أتباع براهما وفشنو وشيفا
"الهنادكة" ومن قبل السنسكريتيين ، وزرادشت الذي جعلوه حكيماً ولعله كان ذو
صلة بالسماء .. ولكن قومه أضاعوه ؛ مثل
بنو عبس الذي أضاعوا نبيهم "خالد بن سنان"، وكذلك الصين وقوم عاد وإرم
وثمود وسبأ وذي ريدان والأنباط وسومر وبابل وكنعان وفينيقيا، بل وربما
المايا والإنكا والأخرى الغارقة "أتلانتس".
علوم ما كانت لتأتي إلا من
السماء ، على يد نبي يأتي بالتوحيد والرسالة، فيتلقف منه الناس العلم، ثم
يحرفونه ويزيدون وينقصون، فتلك أمور يعجز عنها البشر، ولابد لها من بداية
سماوية، ثم يكون دور البشر في التطوير لها ليس إلا ، وما "هاروت وماروت"
منّا ببعيد، وما "كل بناء وغواص" وممالك النمل والطير والملك الذي لا ينبغي
لأحد منا ببعيد ! ... إنها مشكاة النبوة ، إنها صلة السماء ، إنه الإنسان
الذي لم يكن يعرف كيف يدفن أخاه الميت ! ، فجاءه الغراب فعلمه ، فلا علم
إلا بنبوة ، كما أن آدم "النبي" علمه ربه الأسماء كلها، وكما جاء غيره من
النبيين بالعلم والكتاب المنير. ومازال البعض يقول أنه ما كانت الحضارة إلا
بتعليم من سكان الكواكب ، ممن جائوا على الأطباق الطائرة "الفضائيون" ! ،
ولكن نقول لهم: صدقتم وكذبتم ، فإن العلم حقاً قد نزل من السماء ، ولكن على
أجنحة البراق .. والحمد لله رب العالمين.
أحمد فرغل الدعباسي البكري