منقول عن الشريف الشاعر فوزي صقر المغازي الحسيني
السلام على الأحبة
كعادته، جمع صاحبنا النسابة البكري أحمد الدعباسي جمعاً طيباً استخلص فيه
من أمهات الكتب المعتبرة وصفاً لأمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب ـ
رضي الله عنه ـ وأظهر فيه كيف كذب الروافض وأمثالهم من الجهال والحاقدين
في وصف أمير المؤمنين بزعم المحبة ، محاولين في ذلك تشبيهه بالنبي ـ صلى
الله عليه وآله وسلم ـ في حين أن الحقيقة غير ذلك ..
فحاولنا أن ننظم
هذا التجميع المبارك في عقد شعري واحد ؛ ليعلم طالب الحق صفة أمير المؤمنين
كما وصفه من عاينوه من الثقات ، وليعلم كيف يخدع الروافض أتباعهم ، وفوق
كل ذلك ليعلم أن أكرم الناس عند الله أتقاهم ، وأن الله لا ينظر للصور
والمال وإنما ينظر للقلوب والفعال ..
جزى الله صاحبنا البكري خيراً ،
وتقبل الله منا ومنه صالح الأعمال ، ورضي الله عن أمير المؤمنين وآل بيته ،
وصلى الله على النبي المختار ، وآل بيته الأبرار الأطهار ، وصحابته
المهاجرين والأنصار ..
......................................................................
(بغية الطالب في وصف الإمام علي بن أبي طالب)
.......................................................................
أبا الحَسَنَينِ ما سيقولُ مِثلي ...... لوَصفِكَ بعدَ ما غالَى المُغالي؟
مَضَوا يُغْلُون فيكَ بغيرِ حقٍ ...... ويَختلقونَ وَصفاً مِن خيالِ
وإنّك مِن مَقالتِهم بريئٌ ...... سُقُوا في النارِ مِن طينِ الخَبالِ
تَوَلَّوا يَخدعونَ الناسَ حتى ...... يُقالَ هم الأحبةُ والمَوالي
وهُم أَولَى بطعنةِ كلِّ سَيفٍ ...... ورَمْيٍ بالحِرابِ وبالنِّبالِ
ألَا لُعِنَ الروافضُ كلَّ لَعْنٍ ...... ومَن جارَى النَّواصبَ في الضلالِ
فأنتَ وإنْ عَلَوتَ الناسَ قَدراً ...... ونِلْتَ مِن الفضائلِ والمَعالي
فأنتَ كمِثْلِ كلِّ الناسِ خَلْقاً ...... وقَدْرُكَ بالغٌ حَدَّ الكمالِ
أبا الحَسَنَينِ حُبُّكَ بَعضُ دِيني ...... وقُربانٌ إلى ربِّ الجَلالِ
ولو أنّي رأيتُكَ رأيَ عَينٍ ...... لجئتُكَ خادماً ومَعي عِيالي
ولا أعصيكَ في أمرٍ تَراهُ ...... ولا أنحازُ عنْ حَمْلِ النِّعالِ
وإنْ لَم تُشبِهِ المُختارَ شَكلاً ...... فقدْ أشْبَهتَهُ في كلِّ حالِ
فأنتَ رَبيبُهُ مُذْ كنتَ طِفلاً ...... سقاكَ الدِّينَ كالماءِ الزُّلالِ
وكنتَ لهُ كَهارونٍ لمُوسى ...... ومَنْ وَالاكَ كانَ لهُ المُوالي
وقدْ أهْداكَ بالزهراءِ زَوجاً ...... فهلْ مِن بعدِ هذا مِن مَقالِ؟!
فإنَّ اللهَ لَم ينظرْ بعَينٍ ...... إلى الأموالِ أو صُوَرِ الرجالِ
ولكنْ للقلوبِ وما طَوَتْهُ ...... وما اكتسبَ ابنُ آدمَ مِن فِعالِ
فتلكَ نَحَافةُ الصِّدِّيقِ تَبدو ...... وفَوقَ الناسِ بعدَ الرُّسْلِ عالي
وهذا الأصْلَعُ الفاروقُ بَدرٌ ...... مَقامُ عُلاهُ للصِّدِّيقِ تالي
وهلْ مِن أبيضٍ في الناسِ يَعلو ...... كَذِي النُّورَينِ قَدْراً أو بِلالِ؟
وذي ساقُ ابنِ مسعودٍ تَراها ...... وفي الميزانِ أثقلُ مِن جبالِ
وهذا ابنُ الجَموحِ مَضَى شهيداً ...... بعَرْجَتِهِ إلى خَيرِ المآلِ
وكانَ لزاهِـرٍ وجهٌ دميمٌ ...... وقالَ لهُ نَبيُّكَ: "أنتَ غالي" ..
أَيـَا مُـتَـشَـوِّقاً لتَرَى عَلِيـَّاً ...... كَرَأْيِ العَينِ فانْظُرْ في مَقالي:
تَراه العَينُ مَرْبُوعاً ولكنْ ...... يَمِيلُ إلى القِصارِ عن الطِّوالِ
مَليحُ الوجهِ ، أسْمَرُ ، ذو بهاءٍ ...... كساهُ اللهُ ثوباً مِن جلالِ
تَـراهُ آدَمـَـاً لـو مِـن بعـيـدٍ ...... وأسْمَـرُ حينَ يَقْرُبُ مِنكَ جالي
بَشُوشُ الوجهِ ، بَسَّامُ المُحَيّا ...... جَميلُ القَولِ ، محمودُ الخِصالِ
إذا ضَحِكَ استـنارَ إليكَ حُـبَّـاً ...... كأنَّ الليلَ يَضحكُ بالهِلالِ !
عظيمُ العَينِ في ثِقَلٍ ودَعْجٍ ...... فمَكحولاً تراهُ بِلا اكتحالِ !
قليلُ الشَّعْرِ ، ذو صَلَعٍ شديدٍ ...... كأنَّ الشَّيْبَ ثَلجٌ في جبالِ
يَضُمُّ ضَفيرتَينِ لَهُ لِخَلفٍ ...... ويَخضبُ شَيْبَهُ في بعض حالِ
وجَـبْـهـتُـهُ فـنـاتِـئـةٌ قليلاً ...... مُـفَخَّمةٌ بناصيةِ المَجَالي
ويُرْخِي لِحيةً بَيضاءَ كادتْ ...... تُغَطِّي الصَّدرَ مِنهُ باكتمالِ
له عُـنـُقٌ قَويمٌ فيه طُـولٌ ...... فأَغْـيَـدُ بالغٌ حَدَّ الجمالِ
عظيمُ المنْكَبَينِ كمِثْلِ لَيْثٍ ...... رَحِيبُ الصّدرِ ، يَزأرُ في القتالِ
ذِراعـاهُ مُـغَـلَّظـتـانِ بـأساً ...... تَصُولُ بِذِي الفِقَارِ بِلا كَلالِ
وذو كَـفَّيْنِ تَحْسَبُها حَديداً ...... لِقُوَّتِها وبأسٍ واحتمالِ !
إذا قَبَضَتْ ذِراعَ فَـتَىً قَوِيٍّ ...... كأنَّ الليثَ يَفْتِكُ بالغَزالِ !
ومِثْلُ الخَيْلِ: ذو بَطْنٍ عظيمٍ ...... وساقاهُ استَدَقَّتْ في اعتدالِ
إذا يَمْشِي مَشَى في الناسِ هَوْناً ...... بِلا كِبْرٍ لَديهِ ولا اختيالِ
وفي الهَيجاءِ حَيْدَرةٌ ضَروسٌ ...... يُرَاوِغُ في الطِّعَانِ وفي النِّزالِ
يُهَرولُ نَحوها كقُدُومِ سَيْلٍ ...... ويَزأرُ في الصُّفوفِ ولا يُبالي
ويَخترِقُ الحُصونَ بغيرِ خَوفٍ ...... وقدْ لَعِبَ التَّخَوُّفُ بالرجالِ ..
كَذا وَصَفُوه مَن قدْ عاينَوهُ ...... فَدَعْ عنكَ المُجافي والمُغالي ..
وصلَّى اللهُ بالصلواتِ دَوماً ...... علَى المُختارِ أحمدَ ذي الجمالِ
وسلَّمَ ربـُّنـا أزكَى سلامٍ ...... علَى آلِ النبيِّ ، وخَيْرُ آلِ
وأصحابِ النبيِّ النـَّاصِرِيهِ ...... ومَن يَقْفُو خُطاهُ ومَن يُوالي ..
..