اعتاد الشاعر الشهير هارون بن زوط من أسمنت، وشاعر
آخر من دنفيق - وكلا القريتين بمحافظة قنا بصعيد مصر - على إنشاد الشعر في كل الأوقات والمناسبات مدحاً وهجاءً.
وذات مرة زرع شاعر دنفيق مزروع "بصل" وأثمرت الأرض محصولاً كثيراً، فأشارت
عليه امراته بأن يبيع بعض المحصول بسوق نقادة القريب، حتى يستفيدون منه،
ولكنه خشي أن يراه صديقه هارون بن زوط، فيتحين الفرصة وينشد فيه شعراً. لكونه قد سبق وأن هجا صديقه هارون بقصيدة عندما وجده يبيع هو الآخر بعض الخضروات بسوق بمدينة الأقصر.
ولكن زوجته في النهاية أقنعته بالذهاب وطمئنته أنه لن يجد صديقه في السوق باكراً، وأنه سيبيع المحصول ويعود سريعاً. وفي نهاية
الأمر ذهب. وبعدها دخل الشاعر هارون زوط إلى السوق فوجد صديقه يبيع في البصل، فأنشد
قائلاً:
صلاة النبي عليك تخيل بالصال ..... ودنفيق قبلي نقادة
عمري ما ريت بدوي مأصال ...... باع بصل في نقادة
* بالصال=بالصلاة على النبي ، بدوي مأصال=عربي أصيل .
فقام صديقه الشاعر من فوره وترك كل ما في يده، وذهب إلى امرأته وطلقها، بسبب سوء مشورتها ! ، ولكن صديقه هارون قام بالإصلاح بينهما ، وجعل صديقه يراجع زوجته مرة أخرى .
أحمد فرغل الدعباسي البكري