يذكر "إبراهيم رفعت باشا" ما رآه لما يصدر من العربان ونسائهم وقت
الطواف، فإحرامهم عبارة عن كشف أذرعهم ورؤسهم، وباقي جسدهم مستور، وشعرهم
منثور، غير منتظم، وأكثرهم شعرهم طويل مضفور، أشبه بشعور النساء في مصر،
أما نساؤهم فمحتجبات لا يكاد يبدو منهن شئ.
والرجل منهم يقول في طوافه: "يارب البيت اشهد أني جيت، لا تقول ما جيت،
واغفر لي ولوالدي، وإلا تغفر لي غصبا وتغفر لي تراني حجيت"، ويقول ذلك بصوت
جهوري مزعج ويسرع في مشيه في الطواف والسعي، ويأخذ الرجل بيد زوجته، أو
أخته، أو أمه، ويسرع بها في السير إلي أن يصل إلي "الحجر الأسود" ويرفعها
ويضع رأسها في تجويف الحجر، وهي تمسح وجهها وشعرها، ويقول لها:"حجي يا مره
حجي"، وتقبيل الحجر عندهم فريضة لازمة، لا يتركونه، ولو ماتوا دونه،
ومن كثرة دخول رؤوس العربان إلي الحجر الأسود حدث به خدش أصلح فيما بعد،
ويحكي"إبراهيم باشا" انه سمع حوار اثنين من نساء العربان قالت إحداهما للكعبة:"
ياست ليلة ( تقصد الكعبة لسواد كسوتها) إن كان جاتنا المطر في ديارنا،
وجدنا الخير، أجيب لك عكيمة سمن(قربة صغيرة) تدهني بها شوشتك" حيث كان
العربان يزعمون أن الكعبة امرأة تدهن رأسها"،
فقالت المرأة الثانية :"حقيقة تجيبي لها؟"، فقالت الأولي:" اسكتي أنا عماله اكذب عليها إذا جتنا المطر ما جيت".
* نقلا عن: الرحلات الحجازية لقومندان حرس المحمل - اللواء إبراهيم باشا رفعت
أحمد الدعباسي البكري
ههههههه قصة طريفة
ردحذف