إياك أن تقرأ له ؟!!
يقولها البعض لك، عندما
يعلمون أنك تقرأ لأحد الكتاب أو المفكرين أو المؤرخين ممن لا يعجب
"حضراتهم"، وسبب هذا أن لذلك المفكر أو المؤرخ رأي لا يعجبهم، أو ربما زلة
وقع فيها، أو أخطأ في مسألة ما !! .. فيرفضون كل ما يقوله "جملة وتفصيلاً"
!!
كل هذا أهون من بعض "الــ ..." ممن "يحبون" و"يبغضون" نتيجة السماع !
، لقد سمعوا من فلان أن الكاتب الفلاني قد تطاول على السلف الصالح، أو قد
قال رأي يخالف فكر "جماعتنا وفرقتنا ومذهبنا" في أحد المسائل الفقهية أو
التاريخية أو الفلسفية "وهي مسائل مُختلف على بعضها أصلاً".. "قد سمع" دون أن يقرأ ما قالوه !!
يا سادة .. ليس كل ما يلفظه الإنسان يُترك ويُضرب به عرض الحائط، حتى إن
رواة الحديث المتهمون بالكذب والوضع، قد يُقبل قولهم في أبواب أخرى من
العلوم - غير الحديث الشريف - مثل التاريخ والأنساب والسير والمغازي ..
فأنظر وقس على ذلك .
ليس لأن فلان قال قول تراه أنت - أو فرقتك وجماعتك
- خطأ فتقول لي امتنع عن قراءة "كل" ما قاله ذلك الشخص، حتى ولنفترض إنه
أخطأ في مسألة ما، فلما نتجاهل كل قوله، فلعله أصاب في مسائل أخرى !
تَحدُث معي كثيراً ... وتؤلمني صراحة .. فما أن نتلفظ بأسماء بعض المفكرين
أو المؤرخين كـ ابن إياس "صاحب بدائع الزهور"، أو يوسف زيدان "صاحب
عزازيل"، أو أنيس منصور "صاحب 200 يوم حول العالم"، أو نجيب محفوظ "صاحب
الثلاثية"، أو غيرهم من العلماء والمفكرين والأدباء والفلاسفة .. حتى نجد
من ينظر لك شزراً وكأنك جئت بجناية !! .. ويقول لك: كيف تقرأ لهذا الرجل ؟
.. ألم تعلم أنه قال كذا وكذا في مسألة كذا كذا ؟ .. وربما يكون الرجل لم
يقل كل هذا ، أو قاله "وأخطأ" ، فهنا لِما نترك كل ما كتبه لأجل هفوة أو
خطأ ؟ ..
أليس التوراة والإنجيل تم تحريفهما ؟ .. ألم يأمرنا الشرع
أن نقبل منهما ما وافق ديننا، ونترك ما خالفه ؟ .. هل منعنا ديننا من
الإطلاع عليهما بسبب أنه قد نالهما (الكثير الكثير) من التحريف ؟ .. لا لم
يأمرنا .. رغم كونهما نصوص إلهية مقدسة تم تحريفها. فما بالنا بنصوص البشر
؟!
أحمد فرغل الدعباسي البكري