وقفة مع ملامح وصفات الأشراف الحقيقيين وأشراف الألفية الثالثة
نعرض هنا هذا النص القديم جداً (عمره أكثر من 1100 عام) والقَيّم جداً، والذي يتحدث عن الأشراف الأصليين من بني الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، بأرض ينبع من بلاد الحجاز، الذين كانوا فيها منذ القِدم، وفيها يقول الاصطخري عنهم: (وهم بادية مثل الأعراب، لا تميز بينهم في خَلق وخُلق). وبعده يقول السخاوي: (وأكثر سكانها زيدية - مذهبهم زيدي - شرفاء من بني الحسن، سمر الألوان).
وهنا نستفيد الأتي:
1- السادة الأشراف هم قوم من قريش، من العرب الشماليين العدنانين، لهم نفس الصفات والسمات، بتباين قليل، تغلب عليهم السمرة في اللون، وليست ألوانهم وأشكالهم مثل أشكال الفرس ذوي الوجه الطويل الأبيض أو الأتراك ذوي الوجه المستدير الأحمر، مثلما يروّج سابو الصحابة في طهران وقم وكربلاء، وإنما هم عرب.
2- أن الأشراف ليست في ملامحهم علامات بارزة تُعرّف بهم، فقد قال الاصطخري: (لا تميز بينهم وبين الأعراب في خَلق ولا خُلق)، حيث لهم نفس الأشكال ونفس الطباع والعادات على الغالب الأعم، ولمن لا يعرف فأعراب "ينبع" أكثرهم من قبيلة جهينة، وهذا النص أهديه للذين لا هَمّ لهم ليل ونهار سوى للنظر في المرآة، والتأمل في الملامح الهاشمية القرشية التي ميّزهم بها الله دون الناس، وهم في أقصى بلاد المغرب مثلاً، أو في أحراش دلتا مصر، أو في مرتفعات تورا بورا شرقاً.
خاتمة: الأشراف هم عرب خَلقاً وخُلقاً، وإنما يتميزون عن الناس بمكارم الأخلاق والتقوى الكاملة التي هم أولى الناس بها، فعليهم يصلي الناس خمساً كل يوم وليلة، وقد كان أبيهم علي بن أبي طالب أسمر اللون، وجداهم: السبطين بيض كرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان في قريش والعرب من لهم شبه كبير بالنبي صلى الله عليه وسلم، مثل جعفر بن أبي طالب الهاشمي، ومصعب بن عمير العبدري، وكابس بن ربيعة الوائلي الربعي، وفي بني هاشم كان يوجد الأحمر اللون كأبي لهب، والأسود اللون كموسى الجون بن عبد الله بن الحسن المثنى، والذي بين هذا وذاك وهم الجمهور. وهذا فيما يخص أجدادهم القدماء، وقد تغيّرت الألوان والأجسام بتغير مواطن سكناهم، شاماً ويمناً وعراقاً وفارساً ومصراً وسوداناً ومغرباً وغير ذلك، ولكل مكان مناخه وطعامه الذي يؤثر على الجسد وتركيبه وألوانه. وحري بنا معرفة مدى كذب ما يصوّره سابي الصحابة من صور للإمام علي وسيدنا الحسين تعطيهم ملامح الفرس، بينما هم كانوا عرب أقحاح.
#الدعباسي