(( اللغة العربية بين الإبداع وبين "الفرانكو" و"البتاع" ))
بقلم/ أحمد الدعباسي .
=============
كم سعى الكثير من ذوي الأهواء, ومن أعداء الإسلام, بل ومن المسلمين
الشعوبيين أعداء العروبة لمحو اللغة العربية, ولكن ما استطاعوا, فالله وعد
بحفظ القرآن الكريم, المنزّل والمنطوق والمكتوب باللغة العربية, ولكن ها هي
هجمة جديدة, لاقت قبول من بعض بني جلدتنا ممن يتبعون سنن أهل الكتاب, حذو
النعل بالنعل, والقذة بالقذة كما وصفهم سيد الورى عليه الصلاة والسلام .
سمعنا وشاهدنا وعاينا ثم عانينا مما عاينا, رأينا اللغة العربية تكتب بحروف
أعجمية, وتسمى بـ "الفرانكو" , فنكتب: سلام عليكم=salmo 3likom !! . قد
كانت الأمم فيما مضى تكتب لغتها بالحروف العربية, وان كانت مكتوبة لغتها
بحروف سابقة فانها قد غيرتها وجعلتها بالعربية, ومنها مثلا: الفارسية
والأردية والعثمانية , ولكن جاء "اتاتورك" بعد أن أسقط خلافة المسلمين
بمساعدة شياطين الإنس والجن من اليهود والنصارى, فغير "اللغة العثمانية"
المكتوبة بالحروف العربية إلى "اللغة التركية" المكتوبة بالحروف اللاتينية
الأعجمية , ولكن لم تزل اللغة الفارسية واللغة الأردية تكتبا بالحروف
العربية.
سمعنا عن دعوات للكتابة باللغة العربية وبالحروف العربية ولكن بكتابة
مماثلة لطريقة نطقنا للهجة المحلية, فقد رأيت في صحيفة مغربية - منذ فترة
طويلة نسبياً - دعوة لإحلال الكتابة العربية الفصحى بالكتابة باللهجة
المغربية الشعبية الدارجة, ولكنها لاقت صدودا كبيرا, ورأيت مثلها بمصر.
ظننت الأمر انتهى عند تلك الدعوات الفاشلة, ولكن اذا بي أجد أكثر من موقع
تتم كتابة محتواه بالطريقة الكئيبة هذه !! .
كنت اليوم أبحث في الموسوعة الحرة "الويكيبديا" عن تفصيل أوسع لمصطلح
"الأناركية" الفوضوية, فإذا بي أجده مكتوبا باللهجة المصرية الدارجة. مثال
مما وجدت بالمقال: ( كمان بتتسمى - ملهاش - شوية اناركيين - ما يوافقوش -
وأخيرا: بتاع ميول تانية ) .
مضت الحرب الأولى القديمة تجر ذيول الخيبة والخسارة, فجائت الثانية
"الفرانكو" ولكن تأثيرها نراه أخف وطأة, لكون مستخدميها قلائل وعبر ساحات
الانترنت فقط, ومعظمه من الشباب "السيس" مدعي الحداثة. ولكن العقبة الكؤود
هنا هي الكتابة باللهجة الدارجة الركيكة !! , لانها تكتب وتدوّن في الصحائف
والورق , وكل مكتوب يُخلّد في الغالب, والأجيال الناشئة قد تستسهل هذا,
وتجد فيه يسر ورفاهية, وعدم تقيد بقوانين النحاة واللغويين . وإنها والله
لثالثة الأثافي !! .
ربما قد نجد في الأيام القادمة اقرار لقوانين تجيز الكتابة باللهجة الدارجة
من قبيل ما يسمى بالحرية والإبداع, فإن حدث هذا, فحينها سنقول على الدنيا
العفاء !! , ولعل الله أن يقيض للغة القرآن الكريم من يحفظها من أيدي وعقول
العابثين المخربين, وإنا لله وإنا إليه راجعون .
................................
أحمد فرغل الدعباسي البكري