(( نقادة .. بعضاً من التاريخ المشرف القديم والوسيط , أما المعاصر؟! ))
ذكر الجلال السيوطي في "لب اللباب في تحرير الانساب" , النقادي: بضم النون
إلى نقادةجدّ وقرية بفرغانة من بلاد قارة أسيا, وأيضا هناك صحابي جليل إسمه
"نقادة الأسدي" , فكما نرى فان هناك أكثر من "نقادة" أسماء أشخاص وأماكن ,
ولكن .. الإسم الأشهر في التاريخ هو "نقادة أو نوبت" المدينة التي توجد
بمحافظة قنا بجنوب صعيد مصر , والتي يلقب عصر مع أقدم عصور مصر القديمة
بإسم "عصر نقادة الأول" ثم "عصر نقادة الثاني" , وفي نقادة توجد مقبرة زوجة
الملك مينا نارمر موحد مصر الفرعونية القديمة , وقد عثرنا في أحد كتب
التاريخ والأثار بهذه القطعة الخاصة "بنقادة" :
كانت نقادةالتي نسبت الحضارتان إليها مجرد جبانة لمدينة متحضرة ابتعدت عنها
شمالًا بسبعة كيلومترات وهي مدينة نوبت "ربما بمعنى الذهبية لقربها من
مصادر الذهب في الصحراء الشرقية" وقامت على أطلالها بلدة طوخ الحالية على
الضفة اليسرى للنيل في محافظة قنا وفي مواجهة مدينة قفط. وليس من شيء مؤكد
عن الأوضاع السياسية والدينية في هذه المدينة خلال عهد حضارتها الأولى، وكل
ما يعرف عنها هو أن الأساطير القديمة احتفظت لمعبودها "ست" بذكرى واسعة
واعتبرته ربًّا للصعيد كله، وذلك مما يحتمل معه أن أقاليم الصعيد أو أغلبها
اعترفت بزعامة نوبت وسيادة معبودها في فترة من الفترات القديمة البعيدة.
وفي التاريخ الإسلامي أيضا وجدنا لها ذكرا هاما , ففي عام 569 هجري أوقف
السلطان صلاح الدين الأيوبي "ناحية نقادة" وهي من أعمال قوص بناحية الصعيد
الأعلى , مع ثلث ناحية "سنديس" من القليوبية , على أربعة وعشرين خادما
لخدمة الضريح النبوي الشريف بالمدينة المنورة ببلاد الحجاز , هكذا أخبرنا
المقريزي في كتابه "السلوك لمعرفة دول الملوك".
وقد خرج من نقادة علماء في عصور الإسلام , نذكر منهم :
- محمد بن إسماعيل بن رمضان النقادي , الفقيه الشافعي , الخطيب بها ,
اشتغل بقوص وبمصر , ونازعه بعض الحكام بنقادة في الخطابة , فخرج ولم يعرف
له خبر.
- محمد بن أحمد بن إسماعيل بن رمضان النقادي , وقد توفي ببلده "نقادة" سنة 717 هجري .
وهذان قد ذكرهما الامام الادفوي في كتابه " الطالع السعيد الجامع اسماء نجباء الصعيد".
اعداد : أحمد عبد النبي فرغل .. الدعباسي.