-->
مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري
مدونة تُعنى بالتاريخ والتراث والأنساب، لصاحبها: أحمد بن عبد النبي آل فرغل الدعباسي البكري، من محافظة قنا - بصعيد مصر. رئيس لجنة تحقيق الأنساب بمشيخة السجادة البكرية الصديقية. له من المؤلفات: السلالة البكرية الصديقية (في جزأين) ط 2014، إقليم نقادة بصعيد مصر ط 2015، إزالة الالتباس عن نسب الشيخ عزاز ط 2016، كناشة الدعباسي ط 2017، التبيين فيمن وطئ أرض مصر من العمريين ط 2019
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

الإثنيات العرقية والتقسيمات القبلية في صعيد مصر الأبية

(( الإثنيات العرقية والتقسيمات القبلية في صعيد مصر الأبية ))


صعيد مصر , تلك الجنة الأرضية والروضة المصرية والتحفة النيلية , هذا الصعيد الصاعد السامي , الصعيد الأخضر الذي يشق صحراء مصر الجرداء , والذي يشقه نيل مصر العظيم , هذا الصعيد الذي كان مسكنا ومأوى لأكثر أجناس الأرض !! , فقد سكنه الفراعنة القدماء والنوبة والأقباط والهكسوس والفرس وبني إسرائيل واليونان والإغريق والرومان والترك والعرب والجركس والكرد والحبش والزنج والبربر وأجناس أخرى كثيرة .

فاليوم الصعيد عبارة عن قطعة حلوى بها كل الألوان والأشكال , يجمعها دار واحد ودين واحد ومصر واحد فالحمد لله الواحد , مجمع وموفق الخلائق .
كنت قد ترددت كثيرا قبل أن أسطر هذه السطور لما لهذا الموضوع من حساسية شديدة في بيئتنا , ولكن هذا الأمر له من الأهمية بمكان , حيث أنه أمر واقع ,  علمه من علمه وجهله من جهله , ونحن نحب أن نتعلم كل جديد ومفيد , والتعارف بين الناس هو من أسمى المطالب , فعليه نقول , وقبل أن نقول نصلي على سيدنا محمد النبي الرسول وعلى اهل بيته وصحابته على مر العصور .. وبعد :
أغلب سكان صعيد مصر "الأعلى والأوسط والأدنى والأقصى" ينقسم إلى طوائف معروفة أسمائها وأبنائها , نذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر :-


-      السادة الأشراف.

-      العرب .
-      مشايخ العرب .
-      الأقباط .
-      الفلاحين .
-      الهوارة .
-      البرابرة .
-      الأتراك .
-      المماليك .
-      العبيد .
-      النوبة .
-      الجراكسة .
-      الغجر .
-      الحلب .
-      النّور .
-      المساليب .
-      الغوازي .
-      الجمسة .
-      السقاقوة .
-      البجاة .


هذه كانت نبذه مركّزة عن أهم فرق وطوائف أهل الصعيد وإن لم يكن أهل مصر كلها , وقد توارث كل من أبناء هذه الطوائف النسب الي أجداده وورث الإعتزاز بنسبه والفخر بحسبه , كل في مكانه وموضعه , فالله جعل الناس شعوبا وقبائل , جعل منهم شعوبا كالعرب والفرس والروم , وقبائل كـ قريش وتميم وهوازن , وأحرارا وعبيد , وسادة وأشرافا وعواما , إلى اخره من هذه التفاضلات بين البشر والتي لم يجعل الله للإنسان دخل في تكوينها , ولم يجعل له أيضا ضررا منها , بل كان الفيصل هو التقوى , فالرجل التقي أفضل من الرجل الفاجر وإن إختلف نسبهم وحسبهم .



نبدأ لنفصّل – بما قدرنا – نبذه مختصرة عن كل هذه الفرق , وندعوا الله تعالى أن يوفقنا فيما ذهبنا إليه :-

1-    السادة الأشراف : وهو على العموم كل من ساد وشرف في قومه , ففي كل قوم يوجد شرفاء وسادة , ولكن بعد ظهور الإسلام ومرور القرون , أصبح مفهوم "السادة الأشراف" في زماننا المعاصر مقيدا على أشرف قبيلة في العرب والعجم , وهم بنو هاشم "أهل البيت" قوم سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم , فكل من ينتسب إلى "هاشم بن عبد مناف القرشي" فهو من السادة الأشراف.



2-    العرب : وهم – كما ورد في الحديث الشريف – صفوة بني أدم , حيث أن الله قد اصطفى بني إسماعيل الذبيح – عليه السلام – من بني أدم , واصطفى "كنانة" من العرب واصطفى "قريش" من كنانة , واصطفى "بني هاشم" من قريش , والعرب ينقسمون الي جذمين كبيرين هم "قحطان" و "عدنان" , وكل من ينتسب إليهم نفسا أو حلفا أو موالاة فهو عربي , والأن إختلف المفهوم قليلا وكثيرا , فاليوم كل من نطق لسانه باللغة العربية فهو عربي ! , ولهذا القول شاهد , حيث روي أن العربية ليست نسبا ولكن هي لسان , ويطلق اليوم على ابناء الشعب العربي لقب "العرب" أو "العربان" , والاختلاف بينهم طفيف , حيث أن العربان تعني العرب الذين مازالوا على حالة البداوة أو قريبا منها وعلى شاكلة أعراب البوادي من غزو وكر وفر وغيره من هذه الأمور , ومن أمثله قبائل العرب في الصعيد نذكر "قبيلة جهينة" , و"قبيلة الجعافرة" , و"قبيلة الحويطات ".




3-    مشايخ العرب : لكل قبيلة – عربية أو غير عربية – شيخا جامعا لها , يسمى بشيخ العرب أو شيخ العربان , ويلقب أهل بيته وذريته بلقب "مشايخ العرب" , وما أكثر القبائل المسماة بهذا الإسم في الصعيد , حيث أننا لو ذهبنا إلى أي قبيلة في الصعيد , ولتكن "الهوارة" مثلا , فاننا سنجد بها بطنا يسمى "مشايخ العرب" وهم من كانت فيهم مشيخة هذه القبيلة وهم "بنو عمر بن عبد العزيز الهواري" قديما , وهناك مشايخ للعرب جامعين لعدة قبائل وليس لقبيلة واحدة , ففي كتب التاريخ سنجد الأتي , فلان بن فلان "شيخ مشايخ عربان البحيرة" , و "شيخ مشايخ قبائل الهوارة" , "شيخ شمل قبائل بني فلان" , وهكذا , ومن أمثلة القبائل المسماة بمشايخ العرب في الصعيد , نذكر منها على سبيل المثال قبائل "أولاد محمد و أولاد منصور" , المشهورين بلقب "مشايخ عرب دنفيق" , وهم أهلي وقومي الذين أنتسب إليهم , فقد كانت فيهم مشيخة قبيلتهم "عرب قصاص" فتسموا بمشايخ العرب , ونذكر أيضا شخصا لقب بشيخ العرب وهو "همام بن يوسف الهواري" , حيث كان شيخا لعموم قبائل الهوارة ومن حالفهم في الصعيد في زمانه.




4-    الأقباط : وهم – كما يقال – ذرية قبط بن مصرييم بن حام بن نوح عليه السلام , وهم أصحاب مصر الأصليين ومن سميت مصر بإسمهم , وأغلب أقباط مصر اليوم قد صاروا مسلمين وجهلت أنسابهم وبقاياهم اليوم , غير أن أكثر بقاياهم اليوم اعتبرت ضمن طائفه "الفلاحين" التي سيأتي تفصيلها لاحقا , وبقية الأقباط الذين لم يدخلوا في الإسلام ظلوا على دينهم إلى اليوم , ولكن ليس كل نصارى مصر اليوم من نسل الأقباط هؤلاء !! , ولكن غلب عليهم اللقب , وقد  ثبت علميا أن أكثر نصارى مصر اليوم والمشهورين بإسم الأقباط إنما هم من بقايا "اليونان والإغريق والمقدونيين والرومان وطوائف أخرى" , حيث أن أكثر نصارى مصر كانوا بالإسكندرية في الزمان الأول , وكان سكان الإسكندرية يمثلوا نصف سكان مصر كلها , وأغلب سكان الإسكندرية هم من المقدونيين واليونان الذين قدم بهم الإسكندر الاكبر المقدوني لمصر , وباقي أهل مصر كان أكثرهم على الوثنية إلى أن جاء الإسلام فدخلوا فيه , وكذا نلاحظ أن الأقباط القدماء كانت أشكالهم أقرب الي الشكل الافريقي أصحاب الشعر الأجعد والبشرة السمراء وصور ونقوش معابد الفراعنة شاهدة وتبين ملامحهم جيدا , ولكن اليوم إن نظرنا إلى أشكال وملامح أقباط مصر "النصارى" سنجد ملامحهم هي نفسها ملامح الأوربيين من بياض وحمرة في البشرة وغيره, وهذا الأمر قد يجهله بعض الناس .




5-    الفلاحين : وهو مسمى يختلف معناه وتبعاته تبعا لاختلاف المكان والأشخاص , فاولا قيل ان هذا اللقب مشتق من "الفلاحة" وهي تعنى الزراعة , فمن كان يقوم بها فهو "فلاح" أي مزارع , وقد عثرنا في كتب التراث ما يفيد بهذا , حيث وصف من يقوموا بالزراعة بلقب "الفلح" وهم الفلاحين , وهم نقيض "العربان" اصحاب البداوة , وذكر أن مهنة الفلاحة لا يقوم بها الا القبائل الضعيفة التي استذلت , والعربان يتصفون بصفات مناقضة لصفات "الفلح" حيث أن "الفلاحين" قد يمتهنوا ويشتغلوا في مهن يراها "العربان" أنها مهن وضيعة مثل "السقاية والحجامة والحلاقة وغيرها" , وليسوا أصحاب غارات وصولات وجولات مثل مناظريهم . وهناك قول أخر حول "الفلاحين" وهو أنه كان يطلق على المصري النصراني الذي دخل في الإسلام لقب "فلح" وهي تعنى أنه أفلح في تركه للنصرانية ودخوله في الإسلام , فاصبح يلقب كل الذين اسلموا بهذا الإسم "الفلاحين" , وهذا القول لا أراه صائبا تماما , حيث أننا وجدنا في كتب التاريخ والأنساب قبائل عربية صريحة النسب , وكانت ضمن طائفة "الفلاحين" وإنما لقبت بالفلاحين نظرا لاشتغالهم بفلاحة وزراعة الأرض, هذا ما كان بخصوص اللقب . أما التقسيم القبلي فيختلف بإختلاف المكان والأشخاص , فعند العربان الذين مازالوا على حالة البداوة يكون "الفلاحين" هم من سواهم من أهل القرى والأرياف وان كانوا من ابناء القبائل العربية الصريحة , وعند بعض القبائل العربية التي نزلت من البادية واستطونت الريف , يكون "الفلاحين" هم اصحاب البلد الأصليين الذين كانوا بشتغلون بالفلاحة في زمن مجئ هؤلاء العربان الي البلدة , فيطلق عليهم الفلاحين حتى لو اشتغل العربان هؤلاء بمهنة الفلاحة ايضا بعد مجيئهم . وفي بعض البلاد يطلق القوي لقب "الفلاح" على الضعيف , فنجد أن قبائل من "الهوارة" أطلقت لقب الفلاحين على قبائل عربية صميمة في بلادها التاريخية , نظرا لقوة الهوارة في زمانهم وتفوقهم على هذه القبائل , ولكن هذه التقسيمة زالت بعدما تكافئ النظريين , فاسترد العرب لقبهم مرة أخرى .

 فعليه يكون هذا التقسيم "الفلاحين" ليس تقسيما عرقيا أو متعلق بالنسب بالأساس , ولكنه متعلق بظروف معيشية أو سياسية , وعادة لا يزوج "العربان" أو "العرب" نسائهم لطائفة "الفلاحين" حيث يرونهم ليسوا أكفاء لهم في النسب , بينما يتزوج العربي من "الفلاحين" , وهذا الأمر يعيب عليه البعض حيث يقولوا ويستشهدوا بأن "المسلم كفء للمسلم" و"لا فرق بين عربي وأعجمي" و"من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" , ولكني أرى – من وجهة نظري – أن هذا الأمر هو من الأمور الاختيارية في الشرع , فقد ألزم الامام الشافعي في مذهبه لصحة عقد النكاح أن يكون هناك تكافئ في النسب بين الزوجين , وايضا فإننا مأمورين بأن نعمل بالـ "عرف" , مالم يتعارض مع الدين , والعرف العربي منذ القدم يقول بتكافئ النسب كشرط للزواج , وهذا العرف ليس متعارضا مع الشرع بدليل قول الإمام الشافعي , وقد علمنا بتطليق إمرأة عربية من زوجها "الخضيري" بالسعودية - والخضيري عندهم يساوى "الفلاح" في الصعيد - امرت المحكمة بفسح الزواج بسبب عدم الكفاءة في النسب وبسبب انه قد تحدث اضرار اكبر من المفعة المترتبة على هذه الزيجة .. والله أعلم .



6-    الهوارة : هي قبيلة بربرية أمازيجية الأصل , من بلاد المغرب , وقد هاجرت لمصر قديما , وسكنت بالصعيد , وقد دخل بها كثير من قبائل العرب عن طريق الحلف بين القبائل , فصارت اليوم "الهوارة" عبارة عن خليط من القبائل العربية والبربرية , تشترك في لقب الهواري وتتباين في أنسابها , ويشتهر الهوارة بإسم شعبي وهو "الهواوير" أو "الهواورة" , وقد كانت لهم شبه دولة في الصعيد تمتد من جنوب الجيزة إلى أقصى الصعيد .




7-    البرابرة : وهو مشتق من كلمة "البربر" كنسب أو كصفة , فالنسب هو "البربر الأمازيج" وهم شعب يسكن ببلاد المغرب العربي , ولكن لكلمة "البرابرة" بالصعيد مدلول خاص جدا قد لا يعلمه كثير من الناس من سوى أهل الصعيد , فالبرابرة تعنى هنا "شعب النوبة" اصحاب اللكنة الشبيهة بلكنة "البربر" , فأطلق على أهل النوبة لقب "البرابرة" , ولكن أهل النوبة ينفرون من هذا الإسم , وحاليا لا يقول هذا المصطلح سوى كبار السن من أهل الصعيد , وهذا اللقب قارب على الإنقراض أو الإنحسار التدريجي .



8-    الأتراك : وهم الجنس التركي على عمومه , حيث أن الترك هم شعب كبير يسكن رقعة كبيرة جدا من قارة اسيا , فالترك شعب وأمة كبيرة , منها بقايا في الصين ومنها التتار والمغول ووكثير من الشعوب الأخرى , وبعض الناس يظن أن دولة "تركيا" فقط هي بلاد الأتراك وهذا خطا . وقديما كان يطلق على أهل بلاد وسط اسيا وجبال القوقاز لقب الأتراك , وخاصة شعوب " التركمان والشراكسة أو الجراكسة والتتر والغزّ وغيره من شعوب هذه المنطقة" , وأيضا فإن مصطلح "الأتراك" في الصعيد يعني بشكل أساسي "المماليك بيض البشرة" , لان أكثر المماليك بيض البشرة كانوا من الجنس التركي "شراكسة أو تركمان أو تتر أو غز وغيره" , ومازال بقايا المماليك البيض يسمون إلى اليوم بالأتراك , وإن كان منذ عهد قريب نسبيا قد شاركهم في هذا اللقب بعضا من الأتراك الذين قدموا من "تركيا"  في عصر محمد علي باشا , ولكنهم قلة بالنسبة إلي الأتراك المماليك.



9-    المماليك : وهم العبيد الذين تقلدوا حكم مصر بعد عصر الدولة الأيوبية , وهم جنسين , مماليك بيض ومماليك سود , فالمماليك البيض يطلق على أغلبهم الأتراك , والمماليك السود وهم الذين يرجع أصلهم الي بلاد الحبشة والسودان والزنج , وبقاياهم أغلبها –أعني المماليك سود البشرة - حسب ضمن طائفة "العبيد" , ولا اعلم أن هناك منهم من يحتفظ بلقب المملوكي .




10-     العبيد : وهم الرقيق , وتوجد أسر وعائلات كثيرة بالصعيد مازالت تلقب بهذا اللقب , وهم نوعين , منهم عبيد تم عتقهم في مراحل متفرقة , ومنهم عبيد المماليك , وهم إن صح التعبير "عبيد العبيد" , حيث أن المماليك – العبيد الأصل – كان لهم عبيد وموالي يقومون بخدمتهم وبجباية الضرائب , وقد كان عددهم كثير جدا في العصر المملوكي , وما زالت لهم بقية في الصعيد , وأغلبهم يحتفظ بالبشرة السوداء , وكثير منهم يدعي أنه من نسل "المماليك الذين حكموا مصر" وهذا لا أصل له , ولكن هم عبيد المماليك "عبيد العبيد".



11-     النوبة : وهم شعب عظيم له تاريخ قديم منذ عصور الفراعنة , وله لغة خاصة وديار كبيرة , وكانت لهم شوكة وقوة , فلم يستطع العرب فتح بلادهم الا بعد قرون طويلة وعناء وبلاء شديد , واليوم أغلبهم يتواجدون بجنوب مصر وشمال السودان , وهم عدة فرق نذكر منهم : الفاجوك والماتوك والكنوز والعرب , والكنوز هم قبائل عربية من بني ربيعة خالطت النوبة فصاروا في عدادهم واكتسبوا البشرة السوداء , أما العرب فهم قبائل عربية خالطت النوبة ولكنها مازالت تحتفظ ببشرتها البيضاء , والفاجوك والماتوك فهم بقايا النوبيين القدماء , وإن كانت هناك أقوال وتفاصيل اخرى حول الماتوك والفاجوك ولكن يبقى أنهم صميم النوبة , وكان يطلق على النوبيين إلي عهد قريب لقب "البرابرة" نظرا للكنتهم القريبة من لكنة ولهجة البربر الامازيج.




12-     الجراكسة : أو الشراكسة , وهم من شعوب بلاد القوقاز بين البحر الأسود وبحيرة قزوين , وهم من الجنس التركي , وهم يمثلون طائفة كبيرة من المماليك الذين حكموا مصر , واليوم هناك اسر كثيرة ما زالت تحتفظ بلقب "الشركسي أو الجر كسي" , واغلبهم اليوم في الصعيد في عداد طائفة "الفلاحين" , ومازال أكثر بقايا الجراكسة يحتفظون بالملامح التركية الواضحة المتصفة بالجمال .



13-     الغجر : وهم شعب كبير , أصله من الهند , ومنتشر في أكثر بقاع العالم , يمتاز هذا الشعب بصفات مذمومة عند كثير من الشعوب , مثل السرقة وعدم الغيرة والحمية وممارستهم للمهن الوضيعة , وهذا الشعب الغجري يضرب به المثل في الرذالة ورداءة الخلق , فيقال لمن فعل أمرا مذموما "يا غجري" كسبة له , والغجر نزلوا ببلاد الشام فأطلق عليهم أهل الشام لقب "النّور" , وسكنت طائفه كبيرة من الغجر هؤلاء بمدينة "حلب" بالشام , وقد هاجر الغجر إلى مصر على مراحل , قيل طلبا للرزق , وقيل بسبب مجاعات زمن الحروب الصليبية على بلاد الشام , والغجر يشبهون في مسماهم وصفاتهم ما يعرف اليوم بالصلب أو الصليب في الجزيرة العربية, والغجر هؤلاء لا يزوّجهم أكثر أهل الصعيد وخاصة العربان .



14-     الحلب : وهم من طوائف الشعب الغجري , قدموا من مدينة حلب الشامية وسكنوا صعيد مصر , فأطلق عليهم أهل مصر لقب الحلب نسبة إلي البلدة التي قدموا منها , وهم يمتهنون مهن يعتبرها كثير من أهل الصعيد مهن وضيعة للغاية , والحلب كنظام شبيه بالقبيلة , حيث للحلب عمدة وهو بمثابة شيخ قبيلة , والحلب ينقسموا إلي فئات وطبقات نذكر منها "المساليب" وهم يعدوا من أدنى طبقات الحلب في الصعيد , فبعض الحلب الذين لا ينتموا إلي المساليب إن أخطات وناديته "يا مسلوب" يغضب ويقول بفخر "أنا حلبي ولست مسلوبا" , ولكل حق في الإفتخار بأصله ونسبه .



15-     النّور : وهم من الشعب الغجري , الذي قدم من الشام إلى مصر , فاحتفظ بلقبه "النّور" وهو اللقب الذين كانوا يلقبون به في بلاد الشام , واغلب النّور هؤلاء في شمال مصر وليس منهم بالصعيد عدد كبير , وهم يمتهون مثل إخوانهم "الحلب" المهن الوضيعة وخاصة "السرقة" وما شابهها .



16-     المساليب : وهم من طوائف الحلب الذين هم من الشعب الغجري , وأكثر المساليب بالصعيد , وهم مثل سابقيهم , يمتهون مهنهم , وإشتهر بين كثير منهم مهنة "الشحاذة" و امتهنوا مهن زراعية مذمومة مثل مهنة "المقرقر" و أيضا منهم طوائف كثيرة إشتغلت بمهنة "المزمار الشعبي" .

وهناك معلومة هامة أخرى , فهناك مساليب نسبة إلي أنهم "مسلوبي الحقوق" وليسوا من المساليب الحلب الغجر , حيث أن الحكومة في العصور السابقة كانت تحكم على بعض الناس بسلب أملاكهم وأموالهم , فيقال " فلان بن فلان المسلوب" , وهو مسلوب مما يملك وليس مسلوبا من طوائف الحلب الغجريين , ولكن هؤلاء قلة قليلة , وأكثرية المساليب هم من الحلب أصلا .


17-     الغوازي : وهي على قولين , الأول أنها نسبة إلى قبائل "الغز التركمان" الذين كانت لهم حروب شهيرة في الصعيد , والآخر نسبة إلي مهنة الرقص حيث تسمى الراقصة بـ "الغَزيّة" , ولكن الأرجح هي النسبة الأولى , وهم قبائل الغز التركمان , وهم من صنوف المماليك .. والله أعلم.



18-     الجمسة : وهؤلاء اشتهر عنهم أنهم قبائل عربية , جاءت متأخرة عن القبائل الأخرى التي حشدت للحرب , فجاءت وقت المساء , وعند صباح اليوم التالي رأتهم القبائل الأخرى فسألوا عنهم , فقيل لهم "هؤلاء إخوانكم الذين جاءوا مساء " فأطلق عليهم "الجمسة" المشتقة من "جاءوا مساء" , وهذا القول أراه قريبا من الصحة , وهؤلاء الجمسة امتهنوا مهنا وضيعة يترفع العرب عنها ,  وأهمها مهنة "السقاية" , فصاروا سبة للكثير من أهل الصعيد , وفي نسبهم أقوال لا داعي لسردها فليس هنا مجالها .



19-     السقاقوة : وهي مهنة وليست نسبا , وهي من المهن المبغوضة من جانب العرب , وكانت قبائل كثيرة من بني هلال بالصعيد بعد أن أدال عليهم الزمان وبعد هجرتهم من المغرب العربي , قاموا بالاشتغال بهذه المهنة الوضيعة في نظر الكثيرين , بينما بني هلال هم من العرب الصرحاء النسب , ولكن لأسباب ما امتهنوا هذه المهنة , وقلما نجد قرية أو نجع في الصعيد لا توجد فيه أسرة من نسل هؤلاء السقاقوة , وهذه المهنة انقرضت منذ فترة قريبة العهد , وأيضا هذه المهنة أكثر من امتهنها هم "الجمسة" وطوائف الغجر بأنواعها "حلب ونور ومساليب" وبعض بني هلال وغيرهم .



20-     البجاة : هم شعب قديم يسكن الصحراء الشرقية بشكل أساس , وهو أحد مكونات سكان الصحراء الشرقية مثل الحداربة والكواهلة  و البشارية والعبابدة والهدندوة وغيرها, وهم فصيل مستقل مثله مثل النوبة وله لهجته الخاصة ودياره الخاصة .


وإلى هنا .. ينتهي الحديث .. وندعوا الله التوفيق والسداد .. والحمد لله رب العالمين .



كتبها .. أحمد عبد النبي فرغل .. الدعباسي .

عن الكاتب

أحمد فرغل الدعباسي البكري
  1. أحسنت النشر يا استاذ احمد

    ردحذف
    الردود
    1. ربنا يشفيك
      من نسى قديمه تاااااااه

      حذف

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري

2016