( تلبية المشركين في عصر الجاهلية )
كانت قريش، وكان نسكهم لإساف، تقول: (لبيك اللهم لبيك، لبيك، لاشريك لك إلا شريك هو لك. تملكه وما ملَك).
وكان لكل قبيلة، بعد، تلبية.
فكانت تلبية من نسك للعزي: (لبيك اللهم لبيك، لبيك وسعديك، ما أحبَّنا إليك).
وكان تلبية من نسك لَّلات: (لبيك اللهم لبيك، لبيك، كفى بيتنا بنية. ليس بمهجور ولا بلية. لكنه من تربة زكية. أربابه من صالحي البرية).
وكانت تلبية من نسك لجهار: (لبيك، اللهم لبيك. لبيك، إجعل ذنوبنا جُبار. واهدنا لأوضح المنار. ومتعنا وملّنا بجهار).
وكانت تلبية من نسك لسواع: (لبيك، اللهم لبيك، لبيك، اُبنا إليك. إن سواع طُلبَن اليك).
وكانت تلبية من نسك لشُمس: (لبيك، اللهم لبيك. لبيك، ما نهارنا نجرُّه. إدلاجه وحره وقره. لا نتقي شيئا ولا نضره. حجا لرب مستقيم بِره).
وكانت تلبية من نسك لمحرِّق: (لبيك، اللهم لبيك. لبيك حجا حقا. تعبدا ورِقَّا.
وكانت تلبية من نسك لوّد: لبيك، اللهم لبيك. لبيك، معذرة إليك).
وكانت تلبية من نسك ذا الخلصة (لبيك، اللهم لبيك، لبيك، بما هو أحب إليك).
وكانت تلبية من نسك لمنطبق: (لبيك اللهم لبيك. لبيك).
وكانت عك إذا بلغوا مكة، يبعثون غلامين أسودين أمامهم، يسيران على حمل، مملوكين، قد جردا، فهما عريانان. فلا يزيدان على أن يقولا: (نحن غراباعك). وإذا نادى الغلامات بذلك صاح من خلفهما من عك: (عك إليك عانيه، عبادك إلىمانيه، كيما نحج الثانية، على الشداد الناجيه).
وكانت تلبية من نسك مناة (لبيك اللهم لبيك. لبيك، لولا أن بكرا دونك، يبُّرك الناس ويهجرونك. وما زال حج عثج يأتونك، إنا على عدوا ئهم من دونك).
وكانت تلبية من نسك لسعيدة: (لبيك اللهم لبيك. لبيك لبيك؛ لم نأتك للمياحه. ولا طلبا للرقاحه. ولكن جئناك للنصاحه.
وكانت تلبية من نسك ليعوق: (لبيك، اللهم لبيك. لبيك، بغَّض إلينا الشر، وحبِّب إلينا الخير. ولا تُبطرنا فنأشر. ولا تفدحنا بعثار).
وكانت تلبية من نسك ليغوث: (لبيك، اللهم لبيك. لبيك، أحبنا بما لديك. فنحن عبادك، قد صرنا إليك).
وكانت تلبية من نسك لنسر: (لبيك، اللهم لبيك. لبيك، إننا عبيد. وكلنا ميسرة عتيد. وأنت ربنا الحميد. اردد إلينا مُلكنا والصيد).
وكانت تلبية من نسك ذا اللباد: (لبيك اللهم لبيك. لبيك، رب فاصرفنْ عنا مضر. وسلِّمنْ لنا هذا السفر. إن عما فيهم لمزدجر. واكفنا اللهم أرباب هجر).
وكانت تلبية من نسك لّمرحب: (لبيك اللهم لبيك. لبيك، إننا لديك. لبيك، حببنا إليك).
وكانت تلبية من نسك لذّريح: (لبيك، اللهم لبيك. لبيك، كلنا كنود. وكلنا لنعمة جحود. فاكفنا كل حية رصود).
وكانت تلبية من نسك ذا الكفين: (لبيك، اللهم لبيك. لبيك، إن جرهما عبادك. الناس طُرف وهم تلادك. ونحن أولى منهم بولائك).
وكانت تلية من نسك هبل: (لبيك اللهم لبيك. إننا لقاح. حرَّمتنا على أسنة الرماح. يحسدنا الناس على النجاح).
وكانت هذه الأصنام، كلها في بلاد العرب، تعبد مع - الله عز وجل -، - ولا إله إلا هو! - وكانت العزي شجرة بنخلة عندها وثن تعبدها غطفان. سدنتها من بني صرمة بن مرة. وكانت قريش تعظمها. وكانت غني وباهلة تعبدها معهم. فبعث - رسول الله صلى الله عليه - خالد بن الوليد، فقطع الشجرة وهدم البيت وكسر الوثن.
وكانت اللات بالطائف لثقيف على صخرة. وكانوا يسترون ذلك البيت ويضاهون به الكعبة. وكان له حجبة وكسوة. وكانوا يحرمون واديه. فبعث رسول الله - صلى الله عليه - أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة فهدماه. وكان سدنته آل أبي العاص، من بني يسار بن مالك، من ثقيف.
وكان جهار لهوازن بعكاظ. وكان سدنتهاآل عوف النصريون. وكانت محارب معهم فيه. وكان في سفح أطحل. وكان سواعْ بنَعمان. تعبده بنو كنانة، وهذيل، ومزينة، وعمرو بن قيس ابن عيلان. وكان سدنته بنوصاهلة، من هذيل.
وكان شُمس لبني تميم. وكان له بيت. وكانت تعبده بنواد كلها: ضبة وتميم وعدي وعكل وثور. وكان سدنته من بني اوس بن مخاشن بن معاوية بن شُريف بن جروة بن أسيِّد بن عمرو بن تميم. فكسره هند بن ابي هالة وصفوان بن اسيِّد بن الحلاحل بن أوس بن مخاشن.
وكان وَد لبني وبرة. وكان موضعه بدومة الجندل. وكان سدنته بني الفرافصة بن الأحوص، من كلب.
وكان الفَلْس بنجد تعبده طئ. وكان قريبا من فَيد. وكان سدنته بني بولان.
وكانت الأنصار وأزد شنوءة وغيرهم من الأزد يعبدون مناة. وكان بِسيف البحر. سدنته الغطاريف من الأزد.
وكانت سعد هذيم وسائر قضاعة إلا بني وبرة يعبدون السعيدة ومناة.
وكانت الأزد تعبد السعيدة أيضا. وكان سدنتها بني العجلان. وكان موضعها باُحد.
وكان ذو الخلصة له بيت تعبده بجيلة، وخثعم، والحارث بن كعب، وجرم، وزبيد، والغوث بن مر بن اد، وبنو هلال بن عامر، وكانوا سدنته. وكان بين مكة وإليمن، كان بالعبلاء على أربع مراحل من مكة.
وكان يغوث لمذحج كلها. وكان في أنعم. فقاتلتهم عليه غُطيف، من مراد، حتى هربوا به إلى نجران. فأقروه عند بني النار، من الضباب، من بني الحارث بن كعب. واجتمعوا عليه جميعا.
وكان يعوق لهمدان، وخولان. وكان في أرحب.
وكان نسر لحمير، تنسكه وتعظمه وتدين له. وكان في غُمدان: قصر ملك إليمن.
وكان ذو اللباد لعبد القيس بالمشقَّر. سدنته منهم بنو عامر.
وكان المحرق بَسلمان لبكر بن وائل وسائر ربيعة. وكانوا قد جعلوا في كل حي من ربيعة له ولدا.
وكان في عنزة بلج بن المحرق. فكان في عميرة وغُفيلة عمرو بن المحرق. وكان سدنته آل الأسود العجليون.
وكان ذريح لكندة بالنُجير من إليمن ناحية حضرموت.
وكان مرحب لحضرموت. وكان سادنه ذا مرحب. وبه سمي ذا مّرحب.
وكان المنطبق للسُلف، وعك، والأشعرين. وكان صنمامن نحاس، يكلَّمون من جوفه كلاما لم يسمع بمثله. فلما كسرت الأصنام وجدوا فيه سيفا، فاصطفاه رسول الله - صلى الله عليه -، فسمي (مِخذما).
وكان إساف ونائلة لقريش والأحابيش.
وكان هُبل لبني بكر، ومالك، وملكان، وسائر بني كنانة. وكانت قريش تعبد صاحب بني كنانة، وبنو كنانة يعبدون صاحب قريش.
وكانت العرب تعظم هذه المجمع عليها التي يجتمع إليها كل سنة مرة. وكان في كل حي، بعد، أشياء لا تفارقهم، يسألونها ويجابون منها.
وكان ذو الكفين لخزاعة، ودَوس. فلما كسره عمرو بن حممة الدوسي قال: (ياذا الكفين لستُ من تلادك. ميلادنا أكبر من ميلادك).
فهذه رؤوس طواغيتهم التي كانوا يصدرون إليها من حجهم. لا يأتون بيوتهم حتى يمروا بها، فيعظموها ويتقربوا إليها وينسكوا لها.
--------------
المصدر : المحبر - ابن حبيب
*************
وأيضاً:
العرب كانت تلبي بتلبية مختلفة في الجاهلية :
فكانت جرهم وطيء تلبي : اللهم إن جرهما عبادك الناس طرف وهم تلادك.
وكانت تلبية بكر بن وائل : لبيك ما نهارنا بجره إدلاجه وحره وقره لا نبتغي شيئا ولا نضره إلا بحج نستديم بره.
وكانت حمير تلبي : لبيك أتيناك نصاح ولم نأتك ركاح.
وكانت تلبية همدان : لبيك حقا حقا تعبد أو رقا إليك جئنا أتيناك للمناحة ولم نأتك للركاحه.
وكانت تلبية كندة : أن جعلتنا ملوكا خرجنا من ملكنا إليكا فوافق الناس الذين أتوكا.
وكانت تلبية عك : لبيك قد أتتك عك عانية عبادك اليمانية كما تحج النائية على قلاص ناجية.
وكانت تلبية عك، إذا خرجوا حجاجاً، قدموا أمامهم غلامين أسودين من غلمانهم، فكانا أمام ركبهم. فيقولان: نحن غرابا عك! فتقول عك من بعدهما: عك إليك عانية، عبادك اليمانية، كيما نحج الثانية!
وكانت تلبية بجيلة : لبيك أن هديت للتكرم وحج بيتك للحرم نزوره لحقه المعظم.
وكانت تلبية خزاعة : لبيك نحن أهل الوادي وبيتك المستور بالأبراد زاعه ذو العد والعداد إليك تأتي عصب الوراد فنحن بين حاضر وباد.
وكانت تلبية خزاعة : لبيك نحن أهل الوادي وبيتك المستور بالأبراد زاعه ذو العد والعداد إليك تأتي عصب الوراد فنحن بين حاضر وباد.
وكانت تلبية غسان : لبيك أتتك غسان معا ملبية أولاد جفنة الند والنادية تقصد قصد الكعبة اليمانية.
وكانت تلبية قضاعة : لبيك أتتك قضاعة تطالب الشفاعة فهب لنا التباعة.
وكانت تلبية تميم : لبيك لولا أن بكر دونكا ببرك الناس ويفخرونكا ما زال منا عبد يأتونكا.
وكانت تلبية ثقيف : لبيك لم نأتك من بعيد نحن عبيد لك من عبيد أنزلتنا بالطائف الشديد قرب ثبير والحرى البيد.
وكانت تلبية الأوس والخزرج : لبيك جئناك مع المعاشر نسير سير العجل المبادر نزور بيتا لك ذا المشاعر.
وكانت تلبية الأزد : إليك صرنا بمطي صبرا يرفلن في الوعث تراها حسرا نزور بيتا قائما مسترا.
وكانت تلبية قريش : لبيك اللهم لبيك لا شريك لا إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك.
المصادر :
تاريخ دمشق - ابن عساكر
الأصنام - ابن السائب الكلبي
.......................
جمع وإعداد: الباحث/ أحمد فرغل الدعباسي البكري