(( حين ينزل الغوث .. بشرقي دمشق ))
بقلم/ أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي
============
اليوم أقُصّ عليكم حديثا من الأعاجيب ! , هو خلاصة لتحصيلي المعرفي, وهو
كما أسميته (أعاجيب) فأعلَم أنه لن يُعجب الكثير, ولن يقتنع بما جاء به
سوى أقل القليل, لكونه عجيب وغريب !! .
نرى دوما في كتاب الله الكريم حين نطالعه أنه يصف الأمم الأولى من
السابقين: بالقوة والشدة والتقدم والكثرة, وأنه لم يدركهم أحد من اللاحقين,
حتى "فارس والروم" لم يدركوهم. ومن أعظم هذه الأمم: عاد, وثمود, وقوم
فرعون.تحصلت لديهم علوم مكنتهم من أن يكونوا أعتى أهل الأرض بلا منازع,
وكثير من تلك العلوم تختلف عن علومنا المعاصرة. فعلوم الهندسة لديهم ليست
كما لدينا, وعلوم الطب لديهم كانت أرقى مما لدينا, وعلوم الفلك لديهم كانت
كما لدينا , وعلوم "الطاقة" لديهم كانت مختلفة عمّا لدينا !! .
انقرضت تلك الأمم, وبادت واندثرت حضارتهم, وتبقت بعض شواهدها وأطلالها
ماثلة للعيان, تحكي حكاياتهم, وتدعوا للتفكر والتأمل , لما أبادهم الله؟
وكيف شادوا تلك الحضارات العظيمة ؟ .
نعود للوراء كثيرا, نعود إلى (هرمس الحكمة) الذي قال كثير من المؤرخين أنه
هو (أخنوخ بن يرد بن مهلاييل بن قينن بن أنوش بن شيث بن أدم) وهو إدريس نبي
الله عليه السلام, وهو أول من خط بالقلم كما يُروى, وقيل أنه عاش بمصر,
وعلّم الناس كثير من العلوم التي تمكنوا من خلالها تشييد حضاراتهم الأولى.
وكذلك تعلمت الأمم السابقة من العلوم التي توارثها بنو آدم عن أبيهم (آدم)
عليه السلام, فقد علمه الله تعالى (الأسماء كلها) !! , فاستعملت تلك الأمم
هاته العلوم الإستخدام الخاطئ (السلبي) فأضروا بالناس وبأنفسهم, فعرفوا
حقائق كثير من الأمور والخفايا والأسرار, وكانت المصيبة ! أن عمّ الفساد في
الأرض, فأنزل الله ملكين من السماء بعاصمة الأرض وقتئذ بمدينة (بابل)
بالعراق, ليعلمو الناس (السحر) ليردوا به كيد هؤلاء الأشرار المفسدين في
الأرض, وكان هذا العلم فتنة !! , فما لبث أن استخدمه من تعلمونه الإستخدام
الخاطئ , فكانت ثالثة الأثافي !.
مضت القرون الأولى, وجاء نبي الله موسى بالشريعة وبالكتاب, وجاء في كتبه
وألواحه (تبيان كل شئ) , وكان وقتها بنو إسرائيل هم ورثة الخلافة في الأرض,
فهم المختارين وقتها, فأضيفت لعلومهم علوم, وكان من علمائهم (السامري)
صاحب العجل !! , فأنظر وتأمل كيف فعل فعلته؟ وكيف استطاع أن يفعلها؟ .. إنه
ورث علوم من قد سبقوا !!.
مكّن الله لبني إسرائيل في الأرض المباركة, حتى كان وقت نبي الله سليمان بن
داود عليهما السلام, فحكم الإنس والجن والطير والدواب وغيرهم من خلق الله,
وأتاه الله من فضله, ووصلت العلوم في زمانه إلى الغاية العظمى, فقد سّخر
الله له الجن يعملون بأمره ويشيدون له الأبنية والتماثيل وغيره من الأعاجيب
.. بل الأدهى والأعجب ما حازه بنو إسرائيل من علوم الكتاب !, وما حازه
(آصف بن برخيا) من علم, مكنه أن يأتي بعرش بلقيس من (سبأ) بأقصى جزيرة
العرب للشام في (غمضة عين) .. ثمّ ضُم فعله إلى فعل السامري وأحكم وتأمل ..
كيف يكون هذا ؟ وما هذه العلوم التي ورثها هؤلاء القوم ؟؟ .
أفسَد المُستخلفون في الأرض, فسخّر الله عليهم ملك (بابل) - حيث عُلّم
الناس السحر - حيث بختنصر أو نبوخذ نصر فأهلك بني إسرائيل ووضع فيهم السيف
حتى تمزقوا في الأرض شر مُمزق, وساحوا وتشتتوا فيها, حتى جاء وعد الآخرة ,,
وجاءوا لفيفا للأرض المباركة ... وهنا تبدأ حكايتي .. فما مضى ما هو سوى
مقدمة لما هو آت !! .
وعد عدو الله إبليس (ربه) بغواية بني آدم, وسبحان الله فعدوا الله إبليس
يؤمن بأن الله خالقه وأنه العزيز ! , ونجد من بني آدم من لا يؤمن بوجود
الله أصلا ؟ ! . كانت خطة إبليس هي الغواية حتى يوم (الوقت المعلوم) , وهو
ما بعد شروق الشمس من المغرب إلى ما قبل نفخة الفزع الأكبر !! ولربما بعده
بقليل, وها هو الوقت قد اقترب, حتى جاءت أشراط الساعة وأولها موت نبي الله
محمد عليه الصلاة والسلام .وكلما اقتربت الساعة واقترب يوم الوقت المعلوم,
كلما عَجّل إبليس وزمرته وسارعوا بجهودهم في غواية بني الإنسان, ولا سيما
أهل الإسلام , حتى تكتمل الأركان ويخرج الدجال وتكون الفتنة الكبرى .. حيث
تكون الساعة قد دنت كثيرا كثيرا .
بدأت القصة حين قدم اليهود من شتاتهم للأرض المقدسة, ومعهم علومهم التي
ورثوها من السابقين , بداية من عهد صحف شيث بن آدم, وعلوم
(أخنوخ=إدريس=هرمس) إلى علوم هاروت وماروت وعلوم أهل الكتاب زمن موسى
وداوود , وليتهم ورثوا صحيح العلوم, انم ورثوا تحريفاتها التي تعود بالشر
على البشرية لا الخير, ورثوا علوم الإفساد في الأرض, وقائدهم شيطان الجن
(إبليس) وشيطان الإنس (المسيح الدجال) , كلّ منهما جالس على عرشه في جانبي
الأرض, فهذا على عرشه فوق الماء بغربي الأرض, وذاك مُقيّد في جزيرته وسط
البحار بشرقي الأرض.
يَعلم إبليس أكثر منّا بإقتراب الوقت المعلوم, فيسارع بمحاولات إفساده,
ويساعده في هذا ملايين وربما مليارات الجن الكافر, ليؤذي بني الإنسان ..
ولكن ؟ ما السبيل إلى اضراره المباشر لبني آدم ؟ لو كان الأمر بهذه السهولة
لقتلهم من أول يوم خلقهم فيه الله ؟ فهموا عدوّه الأول والأوحد !! .. ولكن
ليس له سلطان عليهم إلا بسلطان منهم !! .
فحتى يتمكن الجان من إيقاع الشر والضرر بالإنسان لابد له من واسطة من
البشر, بل من (سفلة البشر) من بقية كهنة بني إسرائيل وسحرتهم, ممن يعرفون
علوم السحر والتسخير والعلوم المتوارثة من لدن عهد أدم وشيث وإدريس وموسى
وداود, فيعقدون حلفهم القديم الأتلد مع الشيطان, ويرسلوا بزخّات الشرّ على
أهل الإسلام .. مثل:-
- فيروسات وأمراض وأوبئة ترى بلاد المسلمين المتصدرة بالنسب العليا منها,
أمراض لم نسمع عنها من قبل, يتم تحضيرها معمليا وبثّها في بلاد الإسلام ولا
سيما أمهم (مصر), فكم سمعنا عن الأسمدة والأطعمة المسرطنة .. وكم وكم وكم ؟
- تقنيات غاية في التقدم تمكنهم من تشتيت قزعات السحاب , حتى لا ينزل بأرض الإسلام, ولا سيما ما فُعل ببلاد الصومال .
- نشر جيوش وقبائل من الجن الكافر لفتنة أهل الإسلام, فتجد فساد في
الأخلاق, وتعدد في حالات الطلاق, فالله ذكر في كتابه مدى قدرة السحرة في
التفريق بين المرء وزوجه, ونرى حالات المس من الجان, التي قلما يخلوا منها
إنسان من المسلمين في العصر الحالي, بشكل لم نكن نراه فيما مضى .وغيره مما
يطول شرحه .
كثرت الفتن من سفلة الإنس والجن, من كهنة بني إسرائيل القابعون في ربوع
إسرائيل, والذين يعملون ليل نهار لإيذاء المسلمين, ومعهم أعوانهم من شياطين
الجن, ولكن ربك بالمرصاد. فهذه فتنة عظيمة لم تحدث من قبل !, ولكن اقترب
الوعد الحق, اقترب يوم تدمير إسرائيل, حينها سيفسد مخطط الشيطان ويدمر
وكره, فيغضب حينئذ شيطان الإنس لهزيمة شيطان الجن , فيخرج من قيوده وأغلاله
ويُؤذن له بالخروج, فيسيح في البلاد في أربعين يوما, ولا يترك موضع في
الأرض إلا دخله غير مكة وطيبة, ويعاونه سبعون ألف من اليهود, وأضعافهم من
شياطين الجن, وتكون الحرب الكبرى بين قوى الشر وبين أهل الإسلام !. فكيف
النجاة ؟
ليس لها سوى خاتم الأولياء , سليل بيت النبوة, من ينتظره أهل الأرض جميعا,
خليفة المسلمين ( محمد بن عبد الله المهدي الهاشمي ), فيحارب بمن معه من
أهل الحق أعداء الإسلام من حزب الشيطان, من مردة الجن, ويهود الإنس, وفسقة
المسلمين , وأعوان أخرين, حتى يطول البلاء, فينزل النصر من السماء فوق
المآذنة البيضاء شرقي دمشق, حيث ينزل (الغوث) .. فيدركهم حين صلاة الصبح,
ويَقتل مسيح الحق مسيح الضلالة عند باب لدّ .
والحمد لله رب العالمين, وصلى الله على سيدنا محمد سيد الخلق أجمعين.
.......................
أحمد فرغل الدعباسي البكري