[ الأجداد الأجواد الأزواد ]
- طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم، جدنا
الأعلى، كان يُلقب بطلحة الدراهم ، لكثرة عطاءه من الدراهم، وهو أحد
الطلحات الست المشهورين بالجود.
وهو حفيد طلحة بن عبيد الله التيمي رضي الله عنه، المعروف بطلحة الفياض ،
وطلحة الجواد، وطلحة الخير (لقّبه رسول الله - صلى الله عليه وآل وسلم -
بتلك الألقاب، لكثرة جوده)، وهو أحد الطلحات الست المشهورين بالجود، وابنته
عائشة بنت طلحة هي والدة طلحة الدراهم - المذكور آنفاً - وأمها: أم كلثوم
بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
- عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، لم ترد له سيرة
وافية في كتب التراجم والسير، ولكن رجل أباه عبد الرحمن، وجده أبا بكر،
وصهره طلحة بن عبيد الله الفياض، وولده طلحة الدراهم .. لا يكون إلا جواداً
كريماً .. فلا بدع فأمه: قريبة الصغرى بنت أبي أمية زاد الركب بن المغيرة
المخزومية، وأبي أمية هذا ثالث ثلاثة من قريش كانوا يدعون بأزواد الركب،
لشدة كرمهم وسخاءهم المنقطع النظير، فكان لا ينحر ولا يذبح ولا يُطعم ولا
يُنفق أحد غيرهم إن كانوا في سفر، فسمّوا (بزاد الركب).
وأم قريبة الصغرى بنت زاد الركب: عاتكة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس
القرشي، السيد الجواد المشهور، وثاني اثنين من قريش سادا رغم قلة مالهم -
هو وأبا طالب بن عبد المطلب بن هاشم - وكان من مطعمي قريش وأجوادهم.
- عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، السيد الجواد الشجاع، كان من
شجعان ورماة قريش، وحكاياته في الجود مشهورة مسطورة في بطون الكتب، فلا
غرو فأخواله بنو دهمان بن غنم الكنانيون، اخوة بني فراس بن غنم الشجعان
الكرام الأجاويد، من تمنى علي بن أبي طالب - عليه السلام - أن يتسبدل جيشه
الجرار بألف رجل من بني فراس، ومنهم فارس العرب ربيعة بن مكدم الذي أجار
وهو ميت .. ولا يُعلم رجل من البشر أجار وهو ميت سواه.
وقد تزوج عبد الرحمن من إمراة فراسية كنانية من ولد "جذل الطعان" أنجب منها
ولده الأكبر: محمد أبو عتيق، الصحابي الجواد الشهير بالدعابات، وكذا ولده
عبد الله الشهير بابن أبي عتيق.
- أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وعنه يخبرك القرآن ، وعنه يخبرك سيد بني
عدنان عليه الصلاة والسلام، ولن نزيد على هذا الحديث: (قال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم: ما لأحدٍ عندَنا يدٌ إلا وقد كافيناه ما خلا أبا
بكرٍ فإن له عندنا يدًا يكافئُه اللهُ بها يومَ القيامةِ وما نفعَني مالُ
أحدٍ قطُّ ما نفعَني مالُ أبي بكرٍ ولو كنت متخذًا خليلًا لاتخذتُ أبا بكرٍ
خليلًا ألا وإن صاحبَكم خليلُ الله) رواه الترمذي.
- وأما الجد الأعلى لأبي بكر الصديق: وهو عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة
القرشي، فكان يُدعى (عمرو السيال)، لفرط جوده وكرمه، فكأنه السيل في
عطاءه، وكأن الكرم يتقطر ويسيل منه، وبنو عمرو السيال هذا هم بيت بنو تيم
بن مرة وسادتهم وقادتهم، ومنهم أيضاً: عثمان بن عمرو السيال، وكان يُدعى
(شارب الذهب)، فكان لا يشرب إلا في آنية الذهب، وهو أحد أجداد طلحة الدراهم
من قبل أمه: عائشة بنت طلحة الفياض بن عبيد الله بن عثمان شارب الذهب بن
عمرو السيال بن كعب بن سعد بن تيم، ومن بني عمرو السيال أيضاً: عبد الله بن
جدعان بن عمرو السيال، وكان من أجود أجاويد العرب، ومن أسخى قريش، وقيل
كان يُدعى أيضاً – مثل عمه عثمان – (حاسي الذهب)، وكان يُضرب به المثل في
الجود، فيقال: أقرى من حاسي الذهب، لأنه كان لا يشرب الماء إلا في آنية
الذهب، وحكايات جوده وكرمه وعطاءه تملأ الصحف والكتب، فليُطالعها من أراد
الإستزادة. فهؤلاء قوم هم بيت الكرم والجود والسخاء كابراً عن كابر، فلله
درك يا طلحة الدراهم.
أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي
الدنفيقي القَصّي الطلحي البكري الصديقي التيمي القرشي .