الأسمر المقدام (سيدنا علي الإمام) عليه السلام
لـ أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي
==============
قُلنا ولا زلنا نقول: شيمة المحب المبالغة، ونحن نحب سيدنا الإمام علي بن
أبي طالب - رضي الله عنه - ولكن لا نبالغ، فما من مسلم إلا جُبل على حبه
وحب أهل بيته رضوان الله عليهم.
كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كالقمر يتلألأ حسناً، أبيض
مشرب بحمرة، ربعة من القوم ليس بالطويل ولا القصير، وكان أشبه الناس به
سبطه الإمام الحسن عليه السلام، وكذا الإمام الحسين والشهيد الطيار جعفر
عليهما السلام، وابنا عمه: قثم بن العباس، وأبا سفيان بن الحارث بن عبد
المطلب رضوان الله عليهم جميعاً. وأما سيدنا علي الكرار فكان هو وأخيه عقيل
بن أبي طالب وآخرين من بني هاشم لا يُشبهون رسول الله في الشكل والخَلق،
وإن كانوا يشبهونه في الشيم والخُلق.
كثير من الناس يظن أن الإمام علي شبيهاً في الشكل برسول الله، وتجدهم
يعادون من ينقل لهم أقوال أهل السير والعلم والحديث في صفته الكريمة ، ولكن
نعذر بعضهم "فالإنسان عدو ما يجهل". وإن كان هناك من يكابرون رغم وضوح
الحجة، مثل معشر الروافض - عليهم من الله ما يستحقون - فقد صوروه هو وولده
الحسين وأهل بيته في صور مرسومة، وأشبهوا بفعلهم هذا فعل النصارى وبعض
الصابئة بالمسيح والخليل إبراهيم عليهما السلام، فقد صوروهما !! .
سنسوق هنا بعض ما قاله أهل العلم في حِلية الإمام علي الكرار ، مما أُثبت
في بطون كتب السير والحديث والتراجم والتاريخ والطبقات والأعلام والفقه
وغيره ، وإن كان الأمر لا يلزم كثير من أدلة ، فقد قال الشيخ الألباني:
(طالب الحق يكفيه دليل، وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل، والجاهل يُعلَّم ،
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل) ، ونحن نسوق الأدلة لطلبة الحق ليس إلا،
وها هي بعض من تلك الأدلة:
1- حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا حاجب بن أبي بكر، ثنا أحمد بن محمد
الصيرفي، ثنا عمرو بن عبد الغفار، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، ومالك بن
مغول، أنهما سمعا الشعبي، يقول: «رأيت علي بن أبي طالب يخطب على المنبر
شيخا مربوعا أسمر أبلج أصلع له ضفيرتان، أبيض الرأس واللحية، له لحية قد
ملأت ما بين منكبيه» (معرفة الصحابة لأبي نعيم 1/ 79 ) ، وكذا نقل عنه ابن
عساكر صاحب (تاريخ دمشق 42/ 20 )
2- عن رزام بن سعيد الضبي، قال: سمعت أبي ينعت عليا، قال: كان رجلا فوق
الربعة، ضخم المنكبين طويل اللحية، وإن شئت قلت: إذا نظرت إليه، قلت: آدم،
وإن تبينته من قريب قلت: أن يكون أسمر أدنى من أن يكون آدم. (أسد الغابة في
معرفة الصحابة لابن الأثير الجزري 4/ 102 )
3- وكان عليه السلام أسمر مربوعا وهو إلى القصر أقرب عظيم البطن دقيق
الأصابع غليظ الذراعين، حمش الساقين، في عينيه لين، عظيم اللحية ، أصلع
ناتئ الجبهة . ( مقاتل الطالبيين 1/ 42 )
4- وعن أبي جعفر الباقر قال: كان علي آدم، شديد الأدمة، ثقيل العينين، عظيمهما، وهو إلى القصر أقرب. (تاريخ الإسلام للذهبي 2/ 350)
5- كان آدم شديد الأدمة ثقيل العينين عظيمهما أقرب إلى القصر من الطول ذا بطن . (تلقيح فهوم الأثر لابن الجوزي 1/ 79 )
6- وكان رابع الخلفاء الراشدين وكان رجلا آدم شديد الأدمة أشكل العينين
عظيمهما، ذو بطن، أصلع، وهو إلى القصر أقرب وكان عظيم اللحية. (البداية
والنهاية لابن كثير 7/ 222)
7- وكان علي شيخًا سمينًا، أصلع، كثير الشعر، ربعة إلى القصر4 عظيم البطن،
عظيم اللحية جدًّا، قد ملأت ما بين منكبيه بيضاء كأنها قطن، آدم شديد
الأدمة. (تاريخ الخلفاء للسيوطي 1/ 130)
8- وكان علي رضي الله عنه ربعة إلى القصر، أدعج العينين، حسن الوجه، آدم،
ضخم البطن، عريض المنكبين، لهما مشاش كالسبع، أصلع ليس له شعر إلا من خلفه،
عظيم اللحية. (شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد 1/ 224)
9- حدثني الحارث، قال: حدثنا ابن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا
أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، [عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي فروة،
قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي، قلت: ما كانت صفة علي ع؟ قال: رجل آدم
شديد الأدمة ثقيل العينين عظيمهما، ذو بطن، أصلع، هو إلى القصر اقرب]
(تاريخ الطبري 5/ 153 )
10- أخبرنا علي بن محمد المعدل قال أنبأنا الحسين بن صفوان البرذعي قال
نبأنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال نبأنا محمد بن سعد قال أنبأنا
محمد بن عمر قال نبأنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد
الله بن أبي فروة قال: سألت أبا جعفر بن علي: كم كان سن علي يوم قتل؟ قال:
ثلاثا وستين سنة. قلت: ما كانت صفته؟ قال: رجل آدم شديد الأدمة، ثقيل
العينين عظيمهما، ذو بطن، أصلع؛ هو إلى القصر أقرب. (تاريخ بغداد للخطيب
البغدادي 1/ 145)
11- وكان أدم اللون، أصلع، ربعة، أبيض الرأس واللحية. (تهذيب الأسماء واللغات للنووي 1/ 349 )
12- وقال أبو عمر بن عبد البر : سئل أبو جعفر محمد بن علي بن حسين عن صفة
علي رحمه الله، فقال: كان رجلا آدم شديد الأدمة، ثقيل العينين عظيمهما، ذا
بطن، أصلع ربعة إلى القصر، لا يخضب. وقد روي أنه ربما خضب وصفر لحيته.
(تهذيب الكمال في أسماء الرجال للمزي 20/ 480)
13- كان شديد الأدمة، عظيم العينين، أصلع، عظيم اللحية، كثير شعر الصدر،
مائلاً إِلى القصر، حسن الوجه، لا يغير شيبه، كثير التبسم. (المختصر في
أخبار البشر لأبي الفداء 1/ 181 )
14- حدثنا عمرو بن محمد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا رزام الضبعي قال: نعت أبي
عليا فقال: كان فوق الربعة، ضخم المنكبين طويل اللحية، إن شئت قلت إذا نظرت
إليه: هو آدم ، وإن تبينته من قرب قلت: هو إلى أن يكون أسمر أدنى منه أن
يكون آدم.
وقال أيضاً:حدثني محمد بن سعد ، عن الواقدي، عن ابن أبي سبرة: عن إسحاق بن
عبد الله بن أبي فروة، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي فقلت: ما كانت صفة
علي، فقال: [كان آدم شديد الأدمة، ثقيل العينين عظيمهما ذا بطن أصلع إلى
القصر أقرب] . (أنساب الأشراف للبلاذري 2/ 125-126)
15- كان آدم شديد الادمة ثقيل العينين عظيمهما أقرب الى القصر من الطول ذا
بطن كثير الشعر عريض اللحية أصلع أبيض الرأس واللحية (تاريخ الخميس في
أحوال أنفس النفيس 2/ 275 )
============================
كتب الشريف الشاعر فوزي صقر الحسيني :
..
السلام على الأحبة
(بغية الطالب في وصف الإمام علي بن أبي طالب)
كعادته، جمع صاحبنا النسابة البكري أحمد الدعباسي جمعاً طيباً استخلص فيه
من أمهات الكتب المعتبرة وصفاً لأمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب ـ
رضي الله عنه ـ وأظهر فيه كيف كذب الروافض وأمثالهم من الجهال والحاقدين
في وصف أمير المؤمنين بزعم المحبة ، محاولين في ذلك تشبيهه بالنبي ـ صلى
الله عليه وآله وسلم ـ في حين أن الحقيقة غير ذلك ..
فحاولنا أن ننظم هذا التجميع المبارك في عقد شعري واحد ؛ ليعلم طالب الحق
صفة أمير المؤمنين كما وصفه من عاينوه من الثقات ، وليعلم كيف يخدع الروافض
أتباعهم ، وفوق كل ذلك ليعلم أن أكرم الناس عند الله أتقاهم ، وأن الله لا
ينظر للصور والمال وإنما ينظر للقلوب والفعال ..
جزى الله صاحبنا البكري خيراً ، وتقبل الله منا ومنه صالح الأعمال ، ورضي
الله عن أمير المؤمنين وآل بيته ، وصلى الله على النبي المختار ، وآل بيته
الأبرار الأطهار ، وصحابته المهاجرين والأنصار ..
......................................................................
(بغية الطالب في وصف الإمام علي بن أبي طالب)
.......................................................................
أبا الحَسَنَينِ ما سيقولُ مِثلي ...... لوَصفِكَ بعدَ ما غالَى المُغالي؟
مَضَوا يُغْلُون فيكَ بغيرِ حقٍ ...... ويَختلقونَ وَصفاً مِن خيالِ
وإنّك مِن مَقالتِهم بريئٌ ...... سُقُوا في النارِ مِن طينِ الخَبالِ
تَوَلَّوا يَخدعونَ الناسَ حتى ...... يُقالَ هم الأحبةُ والمَوالي
وهُم أَولَى بطعنةِ كلِّ سَيفٍ ...... ورَمْيٍ بالحِرابِ وبالنِّبالِ
ألَا لُعِنَ الروافضُ كلَّ لَعْنٍ ...... ومَن جارَى النَّواصبَ في الضلالِ
فأنتَ وإنْ عَلَوتَ الناسَ قَدراً ...... ونِلْتَ مِن الفضائلِ والمَعالي
فأنتَ كمِثْلِ كلِّ الناسِ خَلْقاً ...... وقَدْرُكَ بالغٌ حَدَّ الكمالِ
أبا الحَسَنَينِ حُبُّكَ بَعضُ دِيني ...... وقُربانٌ إلى ربِّ الجَلالِ
ولو أنّي رأيتُكَ رأيَ عَينٍ ...... لجئتُكَ خادماً ومَعي عِيالي
ولا أعصيكَ في أمرٍ تَراهُ ...... ولا أنحازُ عنْ حَمْلِ النِّعالِ
وإنْ لَم تُشبِهِ المُختارَ شَكلاً ...... فقدْ أشْبَهتَهُ في كلِّ حالِ
فأنتَ رَبيبُهُ مُذْ كنتَ طِفلاً ...... سقاكَ الدِّينَ كالماءِ الزُّلالِ
وكنتَ لهُ كَهارونٍ لمُوسى ...... ومَنْ وَالاكَ كانَ لهُ المُوالي
وقدْ أهْداكَ بالزهراءِ زَوجاً ...... فهلْ مِن بعدِ هذا مِن مَقالِ؟!
فإنَّ اللهَ لَم ينظرْ بعَينٍ ...... إلى الأموالِ أو صُوَرِ الرجالِ
ولكنْ للقلوبِ وما طَوَتْهُ ...... وما اكتسبَ ابنُ آدمَ مِن فِعالِ
فتلكَ نَحَافةُ الصِّدِّيقِ تَبدو ...... وفَوقَ الناسِ بعدَ الرُّسْلِ عالي
وهذا الأصْلَعُ الفاروقُ بَدرٌ ...... مَقامُ عُلاهُ للصِّدِّيقِ تالي
وهلْ مِن أبيضٍ في الناسِ يَعلو ...... كَذِي النُّورَينِ قَدْراً أو بِلالِ؟
وذي ساقُ ابنِ مسعودٍ تَراها ...... وفي الميزانِ أثقلُ مِن جبالِ
وهذا ابنُ الجَموحِ مَضَى شهيداً ...... بعَرْجَتِهِ إلى خَيرِ المآلِ
وكانَ لزاهِـرٍ وجهٌ دميمٌ ...... وقالَ لهُ نَبيُّكَ: "أنتَ غالي" ..
أَيـَا مُـتَـشَـوِّقاً لتَرَى عَلِيـَّاً ...... كَرَأْيِ العَينِ فانْظُرْ في مَقالي:
تَراه العَينُ مَرْبُوعاً ولكنْ ...... يَمِيلُ إلى القِصارِ عن الطِّوالِ
مَليحُ الوجهِ ، أسْمَرُ ، ذو بهاءٍ ...... كساهُ اللهُ ثوباً مِن جلالِ
تَـراهُ آدَمـَـاً لـو مِـن بعـيـدٍ ...... وأسْمَـرُ حينَ يَقْرُبُ مِنكَ جالي
بَشُوشُ الوجهِ ، بَسَّامُ المُحَيّا ...... جَميلُ القَولِ ، محمودُ الخِصالِ
إذا ضَحِكَ استـنارَ إليكَ حُـبَّـاً ...... كأنَّ الليلَ يَضحكُ بالهِلالِ !
عظيمُ العَينِ في ثِقَلٍ ودَعْجٍ ...... فمَكحولاً تراهُ بِلا اكتحالِ !
قليلُ الشَّعْرِ ، ذو صَلَعٍ شديدٍ ...... كأنَّ الشَّيْبَ ثَلجٌ في جبالِ
يَضُمُّ ضَفيرتَينِ لَهُ لِخَلفٍ ...... ويَخضبُ شَيْبَهُ في بعض حالِ
وجَـبْـهـتُـهُ فـنـاتِـئـةٌ قليلاً ...... مُـفَخَّمةٌ بناصيةِ المَجَالي
ويُرْخِي لِحيةً بَيضاءَ كادتْ ...... تُغَطِّي الصَّدرَ مِنهُ باكتمالِ
له عُـنـُقٌ قَويمٌ فيه طُـولٌ ...... فأَغْـيَـدُ بالغٌ حَدَّ الجمالِ
عظيمُ المنْكَبَينِ كمِثْلِ لَيْثٍ ...... رَحِيبُ الصّدرِ ، يَزأرُ في القتالِ
ذِراعـاهُ مُـغَـلَّظـتـانِ بـأساً ...... تَصُولُ بِذِي الفِقَارِ بِلا كَلالِ
وذو كَـفَّيْنِ تَحْسَبُها حَديداً ...... لِقُوَّتِها وبأسٍ واحتمالِ !
إذا قَبَضَتْ ذِراعَ فَـتَىً قَوِيٍّ ...... كأنَّ الليثَ يَفْتِكُ بالغَزالِ !
ومِثْلُ الخَيْلِ: ذو بَطْنٍ عظيمٍ ...... وساقاهُ استَدَقَّتْ في اعتدالِ
إذا يَمْشِي مَشَى في الناسِ هَوْناً ...... بِلا كِبْرٍ لَديهِ ولا اختيالِ
وفي الهَيجاءِ حَيْدَرةٌ ضَروسٌ ...... يُرَاوِغُ في الطِّعَانِ وفي النِّزالِ
يُهَرولُ نَحوها كقُدُومِ سَيْلٍ ...... ويَزأرُ في الصُّفوفِ ولا يُبالي
ويَخترِقُ الحُصونَ بغيرِ خَوفٍ ...... وقدْ لَعِبَ التَّخَوُّفُ بالرجالِ ..
كَذا وَصَفُوه مَن قدْ عاينَوهُ ...... فَدَعْ عنكَ المُجافي والمُغالي ..
وصلَّى اللهُ بالصلواتِ دَوماً ...... علَى المُختارِ أحمدَ ذي الجمالِ
وسلَّمَ ربـُّنـا أزكَى سلامٍ ...... علَى آلِ النبيِّ ، وخَيْرُ آلِ
وأصحابِ النبيِّ النـَّاصِرِيهِ ...... ومَن يَقْفُو خُطاهُ ومَن يُوالي ..