ضريح الدارقطني بالصعيد وظاهرة التعلق بالمشاهير ..
للباحث أحمد فرغل الدعباسى
ولا يزال الجهل آفة الإنسانية
الكبرى، حتى أن نبينا الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم – قد تعوّذ بالله
منه – الجهل أعني وليس الأمية، والجهل قرين الهوى، وإذا إجتمعا هاذان
الأمران كان ضررهما بالإنسان بالغاً. ومن مظاهر الجهل والهوى “التعلق
بالمشاهير”.
بمحافظة قنا بالديار المصرية، التي نعشق مسمّاها الجذاب (الصعيد الجوّاني) توجد قرية ومسجد وضريح، القرية اسمها “قرقطان” وكانت تعرف قديماً بإسم “ديرقطان”، وجاء في القاموس الجغرافي للبلاد المصرية أنها من القرى القديمة بمركز قوص – وألحقت حالياً بمركز نقادة بعد إنشاءه – وأنها وردت في قوانين ابن مماتي، وفي تحفة الإرشاد من الأعمال القوصية، وفي التحفة دنفيقوديرقطان، وهي تعرف اليوم بإسم نجع قرقطان من توابع ناحية دنفيق.
بمحافظة قنا بالديار المصرية، التي نعشق مسمّاها الجذاب (الصعيد الجوّاني) توجد قرية ومسجد وضريح، القرية اسمها “قرقطان” وكانت تعرف قديماً بإسم “ديرقطان”، وجاء في القاموس الجغرافي للبلاد المصرية أنها من القرى القديمة بمركز قوص – وألحقت حالياً بمركز نقادة بعد إنشاءه – وأنها وردت في قوانين ابن مماتي، وفي تحفة الإرشاد من الأعمال القوصية، وفي التحفة دنفيقوديرقطان، وهي تعرف اليوم بإسم نجع قرقطان من توابع ناحية دنفيق.
وأما المسجد فهو (مسجد الداراقطني)
أو (الدارقطني) بتلك القرية ذاتها. وأما الضريح فهو ملاصق للمسجدويَشتهر
بين العامة أنه ضريح العلامة الشهير الحافظ المُحدّث أبو الحسن علي بن عمر
الدارقطني البغدادي، ويُشتهر كذلك أن البلدة “نجع قرقطان” قد سميّت على إسم
هذا المحدث بعد وفاته بها.
وكما أسلفت أقول: آفة الإنسانية
الكبرى الجهل والهوى، ومن ثم “التعلق بالمشاهير”، فهذا العلامة طود في سماء
الإسلام لا يخفى خبره، فهو الحافظ المحدث أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن
مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله الدارقطني البغدادي، وسمّي
بالدارقطني نِسبة إلى “دار القطن” – وهي من أحياء بغداد – التي ولد فيها
سنة 306 هـ، ورحلإلىمصر،فساعدالوزير أبي الفضل جعفر بنخنزابة
(وزيركافورالإخشيدي) هو والحافظ عبد الغني علىإكمالمسنده، وحصل للدارقطني
منه مال جزيل، ثم عادإلىبغدادفتوفيبهايوم الثلاثاء السابع من شهر ذي القعدة
سنة 385 هـ وله من العمر سبع وسبعون سنة ويومان، ودفن من الغد بمقبرة باب
الدير قريباً من قبر معروف الكرخي. وذلك بالعراق وليس بصعيد مصر.
أما نجع قرقطان: فكان يُسمّى فيما
مضى (دير قطان) ولعله كان به دير من الأديرة القديمة فنُسِبت إليه القرية.
وقد نبغ بـ “ديرقطان” عدد من العلماء؛ واشتهروا بلقب “الديرقطاني”، نذكر
منهم: صفي الدين حجازي بن أحمد بن حجازي الديرقطاني المتوفى ببلدته
“ديرقطان” سنة 701 هـ وكان أديباً شاعراً. ولا يُعلم موضع قبره الآن، رغم
كونه موجود في قريته “قرقطان”.
فلعل الضريح الموجود بالمسجد “مسجد الدارقطني” يعود إلى أحد هؤلاء الأعلام (الديرقطانيين)، ومع مرور الزمن حدث الوهم، وحار الناس: من يكون هذا الديرقطاني = القرقطاني؟!، وكانت الآفة الكبرى “التعلق بالمشاهير” وبحثوا عمّن يحمل لقب قريب من لقب تلك القرية، فلم يجدوا أشهر من شيخ الإسلام العلامة الحافظ المحدث أبي الحسن الدارقطني لشهرته، وتم تصديق هذه الكذبة واشتهر الأمر حتى أضحى من المُسلّمات. والله أعلم بالصواب.
ملحوظة: توجد بلدة آخرى في حلب بالشام تسمّى “دار القطن”، ومن مشاهير علمائها: عمر بن علي بن محمد بن قشام، أبو حفص الحلبي الدارقطني، المتوفى سنة 623 هـ .
فلعل الضريح الموجود بالمسجد “مسجد الدارقطني” يعود إلى أحد هؤلاء الأعلام (الديرقطانيين)، ومع مرور الزمن حدث الوهم، وحار الناس: من يكون هذا الديرقطاني = القرقطاني؟!، وكانت الآفة الكبرى “التعلق بالمشاهير” وبحثوا عمّن يحمل لقب قريب من لقب تلك القرية، فلم يجدوا أشهر من شيخ الإسلام العلامة الحافظ المحدث أبي الحسن الدارقطني لشهرته، وتم تصديق هذه الكذبة واشتهر الأمر حتى أضحى من المُسلّمات. والله أعلم بالصواب.
ملحوظة: توجد بلدة آخرى في حلب بالشام تسمّى “دار القطن”، ومن مشاهير علمائها: عمر بن علي بن محمد بن قشام، أبو حفص الحلبي الدارقطني، المتوفى سنة 623 هـ .
اعداد: أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي البكري – باحث في التاريخ والأنساب.
وصاحب كتاب: السلالة البكرية الصديقية – التاريخ والأنساب والمشاهير
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع والمصادر:
1- الأنساب للسمعاني 5/ 273-275
2- سير أعلام النبلاء ط الحديث 12/ 414
3- تاريخ الإسلام ت بشار 13/ 745
4- تاريخ ابن الوردي 1/ 302
5- البداية والنهاية ط إحياء التراث 11/ 362-364
6- شذرات الذهب في أخبار من ذهب 4/ 452
7- أعيان العصر وأعوان النصر 2/ 183
8- الوافي بالوفيات 11/ 246
9- الأعلام للزركلي 4/ 314
10- القاموس الجغرافي للبلاد المصرية 4/ 186
وصاحب كتاب: السلالة البكرية الصديقية – التاريخ والأنساب والمشاهير
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع والمصادر:
1- الأنساب للسمعاني 5/ 273-275
2- سير أعلام النبلاء ط الحديث 12/ 414
3- تاريخ الإسلام ت بشار 13/ 745
4- تاريخ ابن الوردي 1/ 302
5- البداية والنهاية ط إحياء التراث 11/ 362-364
6- شذرات الذهب في أخبار من ذهب 4/ 452
7- أعيان العصر وأعوان النصر 2/ 183
8- الوافي بالوفيات 11/ 246
9- الأعلام للزركلي 4/ 314
10- القاموس الجغرافي للبلاد المصرية 4/ 186