(مِسيا) الأمم و(مهدي) الإسلام !
من خلال ما قرأته عن الديانات والتصوف والفلسفة عند كثير من الأمم السابقة ، والأساطير القديمة ونبوءات المُخلِّص - الذي لا يأتي - عندهم، أجد أن التصوف قد نشأ عند أمم كثيرة قديمة ، من أقدمها المصرية القديمة والسومرية والبابلية والهندوكية ، وأن التصوف أصله واحد ومبادئه واحدة عندهم جميعاً . وأن أكثر هذه الأمم وتلك الديانات كانت تنتظر (مِسيا) أو (مُخلّص) أو (مهدي) وكان ذلك يظهر بشدة عندهم في أوقات الأزمات وفي عصور الإضمحلال والظلام ، عندما تضيق بهم الأحوال فينتظرون المعجزة الإلهية .
وكل مُخلّص منتظر عندهم كانت ترتبط بمولده علامات وإرهاصات - مُبالغ فيها - ومنها ظهور نجم في السماء أو سماع صوت من السماء يُنبئ بقرب ميلاد أو ظهور هذا المُخلّص ، ولا أظن أن هناك مُخلّص حقيقي سوى سيدنا المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، ولعله هو من أشارت إليه كل الأمم والأديان السابقة ، وتابعهم من جاء بعدهم - ولم يؤمن به - ولا زالوا في الضلالة يعمهون .
وجاء الإسلام وأخبر عن خليفة مبارك يسير على نهج الصالحين ، كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن وعمر بن عبد العزيز ، مولده كمولد من سبقه ، وحاله كحالهم ، بل إن الله (يُصلحه في ليلة واحدة) ، ولم ينفرد إلا بكونه يُشبه النبي وأنه أجلى الجبهة أقنى الأنف ومن نسل نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
وها نحن قد سرنا على نهج من سبقنا - كما أخبرنا الرسول - حذو القذة بالقذة والنعل بالنعل كما جاء في لفظ الحديث الشريف ، وجعلنا مهديّنا مسيا مُخلّص منتظر ، ترتبط بمولده علامات فلكية كونية ، وأصوات تصيح في السماء ، وأنوار ونجوم ومذنبات ، ولعلنا إن جائنا المهدي الحق لن نُصدّقه ولن نتبعه - مثلما كذّب الناس عيسى بن مريم وأرادوا قتله - لكوننا نسجنا صورة خيالية له ، وكذلك فعل اليهود ومن قبلهم ، نسجوا صورة خيالية عن المسيح ، فجعلوه ملك بني إسرائيل ، ولمّا أرسله الله لهم - يركب حماراً - كذّبوه ، وإلى اليوم هم ينتظرون (المسيا) ، وسيتبعون - حتماً - مسيح الضلالة الدجال .
فأسأل الله أن يُنقذنا حتى لا نصبح مثلهم ونُضيِّع مهدي الحق ونتبع مهدي الضلالة ، وما أكثر المدعين .
..........................
أحمد فرغل الدعباسي البكري