درر لا تخرج إلا من مشكاة أهل بيت النبوة الطاهرين !
من درر شيخ أهل بيت النبوة عليهم الرضوان؛ أنقل لكم ما رواه الإمام شمس الدين الذهبي، عن الخليل بن أحمد، قال: سمعت سفيان الثوري يقول: قدمتُ مكة فإذا أنا بأبي عبد الله جعفر [الصادق] بن محمد [الباقر] قد أناخ بالأبطح.
فقلت: يا ابن رسول الله لم جعل الموقف [موقفة عرفة] من وراء الحرم ولم يصير في المشعر الحرام؟
فقال: الكعبة بيت الله، والحرم حجابه، والموقف بابه، فلمّا قصده الوافدون أوقفهم بالباب يتضرعون، فلمّا أذن لهم في الدخول أدناهم من الباب الثاني وهو المزدلفة، فلما نظر إلى كثرة تضرعهم وطول اجتهادهم رحمهم، فلمّا رحمهم أمرهم بتقريب قربانهم [يوم النحر]، فلما قرّبوا قربانهم وقضوا تفثهم وتطهروا من الذنوب التي كانت حجاباً بينه - عز وجل - وبينهم: أمَرَهم بزيارة بيته على طهارة.
قال [سفيان الثوري]: فلِم كره الصوم أيام التشريق؟
قال: لأنهم في ضيافة الله، ولا يجب على الضيف أن يصوم عند من أضافه.
قلت [الثوري]: جعلت فداك, فما بال الناس يتعلقون بأستار الكعبة وهي خرق لا تنفع شيئاً؟
قال: ذاك مثل رجل بينه وبين رجل جرم, فهو يتعلق به, ويطوف حوله, رجاء أن يهب له ذلك, ذاك الجرم.
#الدعباسي