بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام، قال الحق عز وجل في سورة البقرة: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ). فالحقُ سبحانه يبتلينا لينظر أنصبر أم نيأس من رحمة الله؟ فإن صبرنا فنعمَّ هي، ولنا الأجر إن شاء الله.
ومن أنواع البلاء الذي يبتلي به الربُ عبده:
الأمراض والطواعين والأوبئة، وقد أمرنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم أن نصبر
إن وقع بأرضنا وباء وطاعون، فعن سيدنا أسامة بن زيد رضي الله عنهما: (أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وَقَعَ الطَّاعُونُ بِأَرْضٍ
فَلا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلا تَخْرُجُوا مِنْهَا"). رواه الإمام أحمد والطبراني.
وإن هناكَ مِن جَهَلَة الناس من يرون أن
التواصل مع الأهل والأقارب في هذه الأيام العصيبة هو خيرٌ من تحاشيهم والعزلة عنهُم
بأكبر قدر مستطاع، تجنباً للعدوى، ويقولون: صلة الرحم أوجب من الوقاية من فيروس
الكورونا .. ما هذا الغباء؟!
ووالله إن هذا لجهلٌ كبير، ألم يسمع هذا
القائل مقالة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ
فِرَارَكَ مِنَ الْأَسَدِ) رواه الإمام أحمد والبيهقي. وفي هذا الحديثِ الشريفِ
أمرٌ نبوي ظاهرٌ وواضح، أن نهرب من كل صاحب مرض مُعدي مثل الجُذام والكورونا،
مثلما نفر من الأسد مخافة أن يقتلنا، فإن كنتَ مؤمناً صحيح الإيمان فالتزم بقول
النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تخالط أي مصاب بهذه العدوى، بل وتعامل مع الناس
كأنهم مصابون بذلك المرض، حتى يشاء اللهُ سبحانه وتعالى بزوال هذه الغُمة.
فاللهَ اللهَ في أنفسِكُم أيها الناس، وإن
كنتم لا تخافون على خاصةِ أنفسكم؛ فخافوا على أولادكم الصِغار، وآبائكِم الكِبار، وقانا
الله وإياكم من الغباء قبل الوباء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.