كُتب التفاسير لا تُقرأ بالطول وإنما بالعَرض ....
نصيحة مني كقارئ: لا تمسك كتاباً في تفسير القرآن الكريم وتقرأه من أوله لآخره، فهذا أراه لا ينفع. إنما تعامل معه كما تتعامل مع معاجم اللغة، فتّش عن آية واحدة، ثم انظر تفسيرها في كل ما هو متاح من كتب التفاسير، ولا تقف عند تفسير كتاب واحد.
فمن خلال مطالعتي في كتب التفاسير، لم أجد تفسيراً حاز الشمول والكمال والجمال، وإنما حالهم كحال قارئي القرآن الكريم، يُبدع بعضهم في تلاوة آيات الترغيب، ويبدع آخرون في آيات الترهيب، وهكذا. فقد يفتح الله على مفسر في تفسير آية ما، مَا لم يفتحه على غيره، وقد يغلق عليه فهم تفسير آية أخرى.
وإن من خيرة التفاسير تفسير الفخر الرازي "مفاتيح الغيب"، وتفسير ابن كثير، وتفسير الطاهر ابن عاشور، وكل منهم له مجاله الذي يُبدع فيه في التفسير، وما الأمر إلّا فتوحات: (ففهمناها سليمان)، رزقنا الله وإياكم الفهم وحُسن التمييز.