اللهم ستراً ، اللهم رحمة من لدنك ...
ذكرى زيارة كريمة من رجال كرام في مكان كريم وزمان كريم. في نهار رمضان، عقب عودتي من رحلة العمرة منذ عامين، حلَّ عليّ بمشيخة السجادة البكرية ضيوف كرام من دولة باكستان:
الدكتور حافظ محمد منير : رئيس قسم اللغة الأوردية بدار الإفتاء المصرية.
والشيخ محمد زاهد محمود النقشبندي الأسدي : شيخ الطريقة النقشبندية "الصديقية" المجددية الأسدية بإقليم البنجاب بباكستان ؛ والتي يتصل سندها الصوفي بالصديق الأكبر أبي بكر رضي الله عنه، حتى أنها أضحت تُعرف بالطريقة الصديقية.
وقد طلب مني الشيخ "محمد زاهد" - من خلال ترجمة الدكتور "حافظ" لكلامه - وأصر أن أُجيزه تبرّكاً، وإن كان مثلي أقل من أن يجيز مثله، إلْا أنّي إكراماً لزيارته وامتثالاً لرغبته أجبت مطلبه، سائلاً المولى عز وجل أن يجعلني خيراً مما يظنون، وأن يغفر لي ما لا يعلمون ، وأن ينفع بي وبه المسلمين . كما سعدت بإهداءه نسخة من كتاب (السلالة البكرية الصديقية)، كانت هي نسختي الوحيدة المتبقية عندي، ولكرامة الضيف أهديته إياها. ومن أدب الشيخ فقد خلع عمامته عندما تصافحنا وأعطيته الإجازة.
وكلما تذكرت هذه الزيارة الميمونة تذكرت معها أبيات عبد الله القحطاني، إذ يقول في نونيته:
والله لو علموا قبــيح ســريرتي *** لأبـــى الســلام علي من يلقــاني
ولأعرضوا عني وملّوا صــحبتي *** ولبــؤت بـــعــد كــرامـة بــهــوان
لـــكن ستـرت معايبي ومثالبي *** وحلمت عن سقطي وعن طغيـاني
فـلـك المحــامد والمــدائح كلها *** بخــواطــري وجـوارحي ولسـاني
# الستر نعمة
# اللهم أصلح سائر أحوالنا