لعله الذي أنزل على هاروت وماروت عليهما السلام ؟!
طالعت عدة مقالات للكاتب الروائي د.أحمد خالد مصطفى حول روايته المثيرة للجدل (أنتيخريستوس) والذي شرح في تلك المقالات استنباطاته التاريخية من حكايات النمروذ ملك بابل ومؤسس نينوى ، وعن عشتار العاهرة المقدسة ! ، وعن حكاية ملكيَّ بابل : هاروت وماروت ، وحاول تفسير الشيء الذي كان يعلمانه الملكان للناس، وهو طبقاً لما جاء في القرآن الكريم (شيء تعليمه أو ممارسته بطريقة ما قد تؤدي إلى الكفر ، حيث أنه يمكنك من خلاله معرفة كيف تفرّق بين المرء وزوجه .. وهكذا) ويطمئننا الله أنه لن يصيبنا إلا ما أراده هو... فلله الحمد .
ذهب د.أحمد خالد مصطفى بخياله بعيداً عن الحقيقة الواضحة - هكذا أظن - فبالطبع لا يصح أن يكونا هاروت وماروت يعلمان الناس الإستعانة بالجن المؤمن لدحر الجن الكافر ! ، فالإستعانة بغير الله شرك وإن الله يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء بمجرد الدعاء والإلتجاء إليه .
أرى أنا كاتب هذه السطور، أن - لعل - ما كان يعلمه الملكان ببابل هاروت وماروت هو: شرح لكيفية حدوث السحر، لأن السحر إنما هو خداع للعين مع الإستعانة بالجن، فكان - لعل - الملكان يشرحان للناس أن ما يفعله هؤلاء السحرة هو خداع بصري ويصفون لهم كيف يفعلونه تماماً ، ويخبرونهم كيف يسخرون الجن وكيف يقوم الجن بأفعالهم تلك. مع تنبيههم أن ما يعلمانه لهم إنما هو لكشف وفضح هؤلاء السحرة أتباع الشياطين، ويحذران الناس أن يقوموا بتنفيذ السحر طبقاً لشرح هاذان الملكان .. اللذان ما أوضحا طرق السحر تلك: إلا لفضح ألاعيب شياطين الإنس والجان هؤلاء.
مثال معاصر: قد يأتيك أحد الدجالين السحرة بورقة فارغة، ويقول لك انظر إليَّ الأن سأستعين بقوة سحري وأجعل على هذه الورقة تظهر كلمات معينة، ويقوم طبعاً باستخدام بخور ونار وفحم وكلمات غريبة، وفجأة بالفعل تظهر الكلمات .. وهنا قد يصدق الناس أن للرجل قدرة على السحر وفعل ما يريده !
ماذا لو قمنا بإعلام الناس حقيقة هذا الدجل، وأن حقيقة الأمر أن هذه الأوراق تم الكتابة عليها بسائل حمضي (مثل عصارة الليمون) وأنها بمجرد تمريرها على وهج النار تسخن ويتحول لونها إلى لون غامق، تظهر من خلاله الكتابة على الورق... وهذا مثل ما قد يكون فعله الملكان ببابل هاروت وماروت، ولكن بعض من تعلموا منهم هذا قاموا هم أنفسهم بمزاولة نفس الطريقة وخداع غيرهم من الناس الذين لم يصلهم كلام هاروت وماروت !
..
أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي
باحث في التاريخ.
طالعت عدة مقالات للكاتب الروائي د.أحمد خالد مصطفى حول روايته المثيرة للجدل (أنتيخريستوس) والذي شرح في تلك المقالات استنباطاته التاريخية من حكايات النمروذ ملك بابل ومؤسس نينوى ، وعن عشتار العاهرة المقدسة ! ، وعن حكاية ملكيَّ بابل : هاروت وماروت ، وحاول تفسير الشيء الذي كان يعلمانه الملكان للناس، وهو طبقاً لما جاء في القرآن الكريم (شيء تعليمه أو ممارسته بطريقة ما قد تؤدي إلى الكفر ، حيث أنه يمكنك من خلاله معرفة كيف تفرّق بين المرء وزوجه .. وهكذا) ويطمئننا الله أنه لن يصيبنا إلا ما أراده هو... فلله الحمد .
ذهب د.أحمد خالد مصطفى بخياله بعيداً عن الحقيقة الواضحة - هكذا أظن - فبالطبع لا يصح أن يكونا هاروت وماروت يعلمان الناس الإستعانة بالجن المؤمن لدحر الجن الكافر ! ، فالإستعانة بغير الله شرك وإن الله يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء بمجرد الدعاء والإلتجاء إليه .
أرى أنا كاتب هذه السطور، أن - لعل - ما كان يعلمه الملكان ببابل هاروت وماروت هو: شرح لكيفية حدوث السحر، لأن السحر إنما هو خداع للعين مع الإستعانة بالجن، فكان - لعل - الملكان يشرحان للناس أن ما يفعله هؤلاء السحرة هو خداع بصري ويصفون لهم كيف يفعلونه تماماً ، ويخبرونهم كيف يسخرون الجن وكيف يقوم الجن بأفعالهم تلك. مع تنبيههم أن ما يعلمانه لهم إنما هو لكشف وفضح هؤلاء السحرة أتباع الشياطين، ويحذران الناس أن يقوموا بتنفيذ السحر طبقاً لشرح هاذان الملكان .. اللذان ما أوضحا طرق السحر تلك: إلا لفضح ألاعيب شياطين الإنس والجان هؤلاء.
مثال معاصر: قد يأتيك أحد الدجالين السحرة بورقة فارغة، ويقول لك انظر إليَّ الأن سأستعين بقوة سحري وأجعل على هذه الورقة تظهر كلمات معينة، ويقوم طبعاً باستخدام بخور ونار وفحم وكلمات غريبة، وفجأة بالفعل تظهر الكلمات .. وهنا قد يصدق الناس أن للرجل قدرة على السحر وفعل ما يريده !
ماذا لو قمنا بإعلام الناس حقيقة هذا الدجل، وأن حقيقة الأمر أن هذه الأوراق تم الكتابة عليها بسائل حمضي (مثل عصارة الليمون) وأنها بمجرد تمريرها على وهج النار تسخن ويتحول لونها إلى لون غامق، تظهر من خلاله الكتابة على الورق... وهذا مثل ما قد يكون فعله الملكان ببابل هاروت وماروت، ولكن بعض من تعلموا منهم هذا قاموا هم أنفسهم بمزاولة نفس الطريقة وخداع غيرهم من الناس الذين لم يصلهم كلام هاروت وماروت !
..
أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي
باحث في التاريخ.
