من غرائب المشجرات، وفيها:
(اعلم وفقك الله تعالى أنه كان بمصر غائباً لزيارة أهل البيت وأولياء القرافة، واشتاق إلى وطنه بكفر المسلمية بمنية يزيد بولاية الغربية، فاشترى رحاة من الجبل وحملها على حمارته وركب عليها وسار إلى أن أقبل على منية حواي، فبات عند جماعة من المريدين لان الناحية المذكورة وكفرها للسادات المسلمية من قديم الزمان، فأخذوا الحمارة ووضعوها في زريبة على بقية من فاضل من البهائم، وبات سيدي محمد أبو بكر الرياشي تلك الليلة ولم يأمرهم بالعليق على الحمارة ولا على من يسقيها، فلمّا أصبح الصباح أخذ بخاطر أهل المحل وتوجه قاصداً إلى كفر المسلمية.
فأنطق الله الحمارة وقالت له يا شيخ محمد ليس لي طاقة على حملك وحمل الرحا، فإنك تعشّيت الليلة ونسيتني ونسيت صحبتي، فقال رضي الله عنه: الان حرام علي ركوبكي أيتها الدابة. فنزل عنها وألقى عليها الرحا، وسار إلى أن وصل إلى مكان مقامه الكريم بالجزيرة المذكورة، وجلس وجعل الطيلسان على رأسه وصار يبكي وقد اجتمع أهل البلد عنده).
من مشجر للسادة المسلمية - منسوب للسيد عمر مكرم الأسيوطي الحسني زمن ولايته لنقابة الأشراف بمصر
#الدعباسي