-->
مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري
مدونة تُعنى بالتاريخ والتراث والأنساب، لصاحبها: أحمد بن عبد النبي آل فرغل الدعباسي البكري، من محافظة قنا - بصعيد مصر. رئيس لجنة تحقيق الأنساب بمشيخة السجادة البكرية الصديقية. له من المؤلفات: السلالة البكرية الصديقية (في جزأين) ط 2014، إقليم نقادة بصعيد مصر ط 2015، إزالة الالتباس عن نسب الشيخ عزاز ط 2016، كناشة الدعباسي ط 2017، التبيين فيمن وطئ أرض مصر من العمريين ط 2019
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

الدعباسي يكتب: الرَد والإفادة.. مِن نَقْدْ كتاب: إقليم نقادة

(الرَد والإفادة.. مِن نَقْدْ كتاب: إقليم نقادة)
رداً على مقالة الأستاذ دسوقي الخطاري

طالعنا بصحيفة منبر التحرير – عدد 211، مقالة بعنوان "نقادة .. بين الماضي والحاضر"، للأستاذ الشاعر الأديب دسوقي الخطاري: رئيس نادي الأدب بنقادة، جاءت بها ملاحظات عدة حول كتاب (إقليم نقادة بصعيد مصر – المعالم التاريخية والبشرية) للمؤلف الباحث أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي "كاتب هذه السطور".
في البداية نشكر الأستاذ دسوقي الخطاري تشجيعه لنا خلال رحلة البحث والإعداد لكتاب إقليم نقادة، وترحيبه بنا وادارته لندوة مناقشة الكتاب – بعد صدوره – التي قام بتنظيمها نادي الأدب بنقادة، ثم ثناءه على الكاتب في مقالته التي نحن بصدد الرد على بعض ما جاء فيها.
بدأ الأستاذ دسوقي بعد وصفه للكتاب بالثناء عليه، ومما قاله عنه (وإذا استعرضنا سوياً هذا الكتاب نجده بحثاً تاريخياً موجزاً رائعاً، قام الباحث بجمعه واعداده وبذل فيه جهداً مضنياً لم يسبقه إليه أحد من أبناء نقادة). ثم قال أن من المآخذ على الكاتب "الباحث" (عدم التزامه بأبسط قواعد وأسس البحث العلمي).
وأقول: بل قد التزم الباحث بقواعد وأسس البحث العلمي، ومنها: أ- الموضوع: وهو التأريخ للإقليم وبيان معالمه التاريخية والبشرية (انظر صـ 6، 7، 13 من الكتاب)، ب- أهمية الدراسة وهدفها وتفردها: تم بيانهم جميعاً في مقدمة الكتاب (انظر صـ 14: من بداية الفقرة التي تبدأ بجملة "أما منهجنا وخطتنا في البحث فهي" حتى آخر صفحة 15)، وتم بيان مصادر جمع مادة الكتاب، وذلك في قائمة المراجع "63 مرجع" بآخر الكتاب ثم بيان بأهم الزيارات الميدانية "71 زيارة" لكافة قرى الإقليم موضع الدراسة، أما إشكاليات الدراسة والعقبات التي واجهتها أثناء البحث فقد تحدثتُ عنها خلال الندوة الثقافية التي عقدها نادي الأدب بنقادة، ولا أظن أنه ينبغي ذكرها كلها في كتاب مثل هذا، إنما موضعها في دراسات ورسالات الماجستير والدكتوراه، وليس في كتاب بحثي بجهود فردية.
حديثه عن وجود أخطاء معلوماتية في الكتاب، ومردها لتسرع وعجلة الكاتب في طباعة الكتاب، ومنها "تاريخ عام فصل نقادة عن مركز قوص". 
وأقول: (قد واجهتني صعوبات في التحصُّل على البيانات الرقمية الصحيحة، فعند حصولي على التعداد الرسمي لسكان قرى مركز نقادة من السجلات الحكومية لسنة 2014 م وجدت أنه تعداد خاطئ، وبعض القرى جاء تعداد سكانها أقل من تعداد من يحق لهم التصويت في الانتخابات لنفس القرى وذلك طبقاً لإحصاءات رسمية أيضاً).
أما عن حديث الأستاذ دسوقي عن وجود أخطاء املائية ونحوية لا حصر لها في الكتاب، فهو أمر قد حدث بالفعل، وذلك لعدم إلمام الباحث بقواعد اللغة العربية جيداً، حيث أنني لست من أرباب اللغة ولست بشاعر ولا أديب، ولولا ضيق الوقت لكنتُ قدمت الكتاب إلى أحد أهل اللغة لمراجعته، ولكنني لاحظت أيضاً أن الأستاذ دسوقي قد كَتَب في مقالته تلك كلمة لا أدري ما معناها، وهي كلمة (مسالب)، حتى أنّي بحثت في المعجم لها عن معنى.. فلم أجد، وقد كررها أكثر من مرة في مقالته، ولكن لعله كان يقصد بها (مثالب) وهي جمع (مثلبة) أي: عيب ومنقصة، والله أعلم.
وكذا أشار الأستاذ دسوقي إلى أن الباحث لم يوضح بجلاء مقصده من كلمة (الجبل)، حيث ليس بنقادة جبال إنما هي تلال، وأقول: (قد استخدمتُ الكلمة المُتعارف عليها عند أهل نقادة، وقد وصفتُ الجزء بوصف الكل، فمما لا شك فيه أن وادي النيل مُحاط بجبال وتلال من كلا جانبيه، وقد درج الناس على وصف ما حولهم من تلال وجبال بلفظة "الجبل"، وقد سبقني إلى هذا مؤرخون وجغرافيون عمالقة كبار، مثل الشريف الإدريسي المتوفى سنة 560 هـ حيث يقول عن قمولا "أحد قرى نقادة": (وبشمال هذه القرية "جبل" يمر من الجنوب إلى الشمال)، وكذا قد أجمع المسيحيون من قبل ومؤرخيهم على وصف تلال نقادة الغربية بـ "الجبال"، وقالوا أن فيها: "جبل" بنهدب، و"جبل" بشواو، فإن كانت معلوماتي ناقصة فإذن كل هؤلاء الجهابذة من المؤرخين والجغرافيين المسلمين والمسيحيين الذين وصفوا تلال نقادة الغربية بالجبال تكون "معلوماتهم ناقصة").
عاب الأستاذ الخطاري على الباحث الدعباسي ما ظنه تكرار لمواضع بعينها، إذ قال الأستاذ الخطاري: (ذكر الباحث أماكن بعينها في أكثر من موضع كـ "نجع الطود"، على سبيل المثال ذكره الباحث صـ 68 تابعاً لقرية دنفيق ثم عاد وذكره صـ 77 تابعاً لقرية الأوسط قمولا).
ويقول الدعباسي: أولاً صـ 77 هي بداية فصل البحري قمولا وليس الأوسط قمولا، ثانياً هذا ليس بتكرار وإنما هو "سِعة اطلاع للباحث تُحسب له" في معرفة جغرافية بلاده، فمن توابع دنفيق بالفعل نجع باسم "الطود" وهو قريب من قرية المنشية، أما البحري قمولا – وليس الأوسط قمولا – فبه نجع الطود أيضاً، وينقسم إلى "الطود الشرقي" و "الطود الغربي"، ولكل من طود "دنفيق" و"طود" البحري قمولا بشقّيه (الشرقي/والغربي) بيان بتعداد سكانهم سنة 1897 م، فالأمر ليس به أي تكرار.
وتابعَ – أستاذنا – قائلاً (وكذلك لفظة "الصدر" و"السدر" وجب فيهما التساؤل عما إذا كان اللفظان اسماً لنجع واحد أو لنجعين مختلفين).
وأقول: من قرأ الكتاب قراءة جيدة سيعلم أنهما مختلفان، وأن الكاتب – الدعباسي – ذكر النجع الأول "نجع السدر" ضمن نجوع ناحية البحري قمولا وذلك صـ 81 وأوضَحَ أن سبب تسمية النجع بـ "السدر" لكونه يشتهر بأشجار السدر "النَبَق"، وأما الثاني "نجع الصدر" فقد ذكره المؤلف صـ 90 ضمن ناحية الأوسط قمولا، وهو ما يوضح اختلاف اللفظين اسماً ومكاناً.
وعند حديث الأستاذ دسوقي عن فصل فن الواو، فإنه أشار إلى أنه كان من الواجب اصداره – أي فصل فن الواو - في كتاب خاص مستقل لما له من أهمية. 
وأقول: (أشار عليّ كثير من الناس بنفس رأي الأستاذ دسوقي، ولكنني رأيت أن نقادة لم تتميز في شيئ تميزها في فن الواو، ولذا وجب اضافته في "كتابها" فهو سجل تاريخها ومنبع فخرها، ولعله كان من الأفضل أن يسبقنا لجمع هذا التراث الشعري أحد من "شعراء نقادة" أهل التخصص في هذا الضرب من العلوم، ولكن لمّا لم أجد من يُشمّر ساعده .. شمّرتُ فسَبقتُ).
أشار الأستاذ دسوقي إلى أن المؤلف قد أخطأ عند اعتماده نقل رواية المقربين لأصحاب المربعات الشعرية "شعراء الواو"، وفنّد أسباب رأيه ذاك. 
وأقول: (قد اعتمدتُ نقل الرواية من أسرة كل شاعر ما أمكن ذلك، ثم عرضتُ ما جمعته منهم على آخرين من ذوي الحفظ والرواية والدراية لمربعات فن الواو، وكنت أفاضل بين رواياتهم، وأُثبِتُ ما أراه أصوب، وأمحو ما عداه، حتى أنني تركتُ رواية "صحيحة" رواها لي بعض أقاربي لقصة الشاعر علي النابي والشاعر المغني وأحد أعيان قرية طوخ "بشمالي مركز نقادة"، واعتمدتُ رواية الأستاذ دسوقي الخطاري – انظر صـ 198 - لنفس الحكاية، حيث ذكرها في أحد اصداراته "صفير البلابل"، وكان الأستاذ دسوقي قد ذكر أن الحادثة التي بسببها قيل هذا المربع وقعت في قريته "الخطارة"، فنقلتُ رأيه لحُسن ظني في تمكنّه من جمع فن الواو "حيث أن الشعر والواو فنّه ومجاله".
وكان الشاعر علي النابي قد هجى أحد أعيان قرية طوخ قائلاً: (ريتك بتخِب في الجوخ .. زي جحش العطارة ، أتاريك فلاح من طوخ .. ولا تليق في النظارة)، وعندها أتى الجواب من الشاعر الطوخي "المغني" فقال: (صحيح فلاح من طوخ .. وماشي تحت ضِل سيفي، أضرب العاصي لمّا يدوخ .. وأحكم وأرسم بكيفي)، فكانت المكافأة له "فدان وساقية" طبقاً لأكثر من رواية، أما رواية الأستاذ دسوقي فقد نَسَبَت المربع الثاني لعلي النابي أنه قائله، وقالت أنه هو الذي حصل على مكافأة الفدان عندما رد على شاعر قرية الخطارة، وشاعر الخطارة هذا هو الذي قال المربع الأول ونال فيه من أحد رجال طوخ وذلك أيضاً طبقاً لرواية الأستاذ دسوقي الخطاري)، وبعد طباعة الكتاب علمتُ من أسرة الشاعر علي النابي – بمركز قفط – بخطأ ما جاء في "صفير البلابل" وأن جدهم النابي قد قال فقط المربع الأول ليُغيظ به أحد أعيان طوخ. ولعلي هنا أكون قد أوضحت جلياً عدم اعتمادي على "إخباري واحد" مثلما تم اتهامي.
قام الأستاذ دسوقي بتفنيد ونقد ما جاء عن فن الواو بصفحة 151، 152، وأسهب في الرد، لكونه شاعراً مُجيداً لفنه، ولكن لعل الأستاذ دسوقي لم ينتبه – أو لعله انتبه – لكون ما جاء عن تعريف فن الواو بالصفحات 151، 152، 153، 154 بالكتاب إنما هو قول الشاعر عبد الستار سليم (نقلاً عن مجلة الشعر: العدد 82 سنة 1996 م)، وهو من كبار الشعراء بالصعيد، ولأنني لست من أهل الاختصاص بعلوم الشعر والواو، قمتُ بنقل قول أحد أهل العلم فيه، ولم آتِ بشيئ من عندي، ولذا لا أدري لمن كان ينبغي توجيه هذا النقد ؟ ، لي أم للأستاذ عبد الستار سليم ؟!
وصَفَ الأستاذ دسوقي بعض ما قمتُ بجمعه من مربعات فن الواو بالركاكة، وأقول أنه قد أصاب في ذلك، وإنّي خوفاً من ضياع هذا التراث الكبير، بسبب وفاة رواته، أو ضياع وتلف ما سُجّل منه في الأوراق، كنت أجمع كل ما أجده، سواء كان مربع كامل صحيح، أو آخر ناقص، حيث أن بعض من نقلت عنهم كانوا من كبار السن، وذاكرتهم لم تسعفهم أحياناً، فأردت أن أعود إليهم بعد طباعة الكتاب، وأعرض عليهم ما – كل ما - جاء فيه من مربعات، حتى يتذكروا ما تناسونه، وبالفعل فبعد طباعة الكتاب أخبرني أحد من طالعه أنه سمع أحد مربعات الشاعر "حسن موسى – الأوسط قمولا" بصيغة كاملة، فكان بعض أسرته يقولها ويكررها قديماً، وقد جاء المربع ناقصاً في الكتاب، فأخذت منه الرواية الكاملة للمربع، لأضيفها للطبعة الجديدة للكتاب، وأظن أنّي قد أصبت فيما فعلت.
وفي الختام أتوجه بجزيل الشكر لأساتذتنا أعضاء نادي الأدب بنقادة، وعلى رأسهم الأستاذ دسوقي الخطاري والأستاذ الطيب أديب والأستاذ فتحي حمد الله وبقية أعضاء نادي الأدب، لتشجيعهم ودعمهم للثقافة بنقادة، وقيامهم بخير دور للتوعية والتنمية الثقافية رغم تردي وسوء المناخ الثقافي العام في عموم بلادنا المحروسة "مصر". وأخيراً نسأل الله العون والتوفيق للجميع، والحمد لله رب العالمين.

أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي، أمين التوثيق باللجنة العلمية لبحوث التاريخ والأنساب بالسجادة العنانية العمرية, وصاحب كتاب: السلالة البكرية الصديقية – التاريخ والأنساب والمشاهير.
السبت 2 يناير 2016 م

عن الكاتب

أحمد فرغل الدعباسي البكري

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري

2016