من تاريخ الصعيد وقنا المجهول ...
إلتماس للقاضي حسين (قاضي قنا والقصير) سنة 989 هـ
مُقدَّم مِن أحد علماء بلاد الشام، يذكر فيه رجلاً من "حماة" المحميّة، بسوريا، اسمه: الشيخ سليمان، وأن له بضاعة موقوفة بمدينة قنا بسبب خصومة قضائية، تم الحكم فيها لصالح الشيخ سليمان، ولكن هناك تباطؤ كبير في إرسال الحمولة إلى ميناء القصير مع صاحبها، فكتب هذه الإلتماس إلى قاضي قنا الذي كان متواجداً وقتذاك في مدينة القصير على ساحل البحر الأحمر، للإسراع بتنفيذ أمر القضاء وتحرير البضاعة من قنا وإرسالها إلى القصير.
ومما جاء:: (... وأن عبدكم الأخ له على المُخلِص بعض فتوح جاء لطلبه في محمية حماة، فعوّضه الفقير عنه بماله موضوعاً في قناة، من تلك البضاعة المزجاة، وقد تخلّف في قنا لجعل هذا الموضوع معدولا، وتصيره إلى القصير محمولا، فلم تظل طائفة إلى لين ينبئون الأمر على حروف التراخي والتعليل، ولم يظهر هذا الحمل والعدول نوع تحصيل، فالمسؤول من عالي همّتكم أن توجّهوا إلى هذه القضية جهة من نظركم السعيد، وتؤكدوا على الشيخ سليمان في هذا الخصوص نوع توكيد، وتلزموا المحكوم عليه في القضية بالحمل إلى القصير بلا تقصير، وهذه بلا شك من أكبر المنن عند محبكم الفقير، ونفي التقصير، وقع تأكدا للحمل لا للإلزام، فحاشا أن ينسب التقصير إلى جنابكم الرفيع المقام، وقد بلغ المخلص توجّه ذاتكم الكريمة إلى القصير في هذا الأوان، فإن أتممت الجميل بالتأكيد على من يقول عليه في بيعه فذلك من إحسانكم الكامل، بل من كامل الإحسان، والسلام في المبدأ والختام).
#الدعباسي