عند المقريزي : تلاقى العنانان !
كنتُ قد ذهبتُ ورفيقي السيد خالد عبد الله سيد الأهل عنان العمري في كتابنا: (التبين فيمن وطئ أرض مصر من العمريين) بعد مناقشة ودراسة غير قليلة؛ إلى جرح شيخ المؤرخين تقي الدين المقريزي (ت 845 هـ) من ناحية سلامة المعتقد، وبغضه شبه المستتر لبني عُمر الفاروق رضي الله عنه، وكتابنا متاح بالمكتبات لمن أراد مطالعة الدراسة.
والليلة وأنا أنظر في كتاب (مؤرخو مصر الإسلامية ومصادر التاريخ المصري) للعلامة الجهبذ محمد عبد الله عنان (وهو من أسرة السيد خالد عنان)، وجدت دفاعه القوي عن المقريزي فيما نسبه إليه معاصره السخاوي، وقد أجاد الدفاع في تلك المسألة، إلّا أنه ورغم وَضعه للمقريزي في المكانة العليا في التأريخ الإجتماعي والسياسي لمصر والتي لا يدانيه فيها أحد؛ وجدناه لا يجد مناصاً أن يشير إلى وجود نزعة شيعية عند (التقي) المقريزي، والذي رأينا نحن من بعده ثبوتها بأدلة استعرضناها، وتقيّة شيعية عند المقريزي علمناها، ولم نكن نعلم وقتها أن العناني مؤرخ الأندلس العلامة: محمد عبد الله عنان، قد وافقنا فيها غيباً، فرحمه الله رحمة واسعة، ورحم المؤرخ المصري تقي الدين المقريزي، وغفر له ولنا، آمين.