لعمري وما دهري بتأبين هالكٍ = ولا جَزِعٍ مما أصابَ فأَوجعا
لقد كفّنَ المنهالُ تحت ردائهِ = فتىً غيرَ مِبطانِ العشياتِ أروعا
تراه كصَدرِ السيفِ يهتزُ للندى = اذا لم تَجد عند امرىءِ السَّوءِ مطمعا
وإن ضَرَّسَ الغزوُ الرجالَ رأيتَهُ = أخا الحربِ صَدقاً في اللِّقاءِ سَمَيدَعا
وما كان وقّافاً اذا الخيلُ أَحجمت = ولا طائشاً عند اللّقاءِ مُدَفّعا
فعينيَّ هلاّ تبكيانِ لمالكٍ = اذا أذرَتِ الريحُ الكنيفَ المرفَعا
وانّي متى ما أدعُ باسمكَ لا تُجِب = وكنتَ جديراً ان تجيبَ وتُسمِعا
وعشنا بخيرٍ في الحياة وقبلنا = أصابَ المنايا رهطَ كسرى وتبّعا
وكنا كندماني جذيمةَ حقبةً = من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تَفَرّقنا كأني ومالكاً = لطول اجتماعِ لم نَبت ليلةٌ معا
فان تكن الايامُ فَرَّقنَ بيننا = فقد بان محموداً أخي حين ودَعا
فتىً كان أحيا من فتاةٍ حييةٍ = واشجعَ من ليثٍ اذا ما تَمتَعا
أقول وقد طار السنا في ربابه = وجون يَسُحُ المَاءَ حين تريّعا
سقى الله أرضاً حلِّها قبرُ مالكٍ = ذهابَ الغوادي المدجناتِ فأمرَعا
وآثَرَ سيلَ الواديين بديمةٍ = تُرشِحُ وسمياً من النَبتِ خِروعا
فمجتمعَ الاسدامِ من حول شارعٍ = فروّى جبال القريتينِ فَضَلفَعا
فوا اللهِ ما أُسقي البلادَ لحبِّها = ولكنني أسقي الحبيبَ المودَّعا
تحيتُهُ مني وان كان نائياً = وأمسى تراباً فوقَهُ الارضُ بلقعا
...
من أعظم ما قرأت في الرثاء
لـ متمم بن نويرة اليربوعي التميمي