الفول والعدس والبصل المصري (لعنة يهودية) !
قلما خلا افطار المصريين من "الفول" وهو أحد
أشهر البقوليات، سواء تم أكله بطريق مباشر أو بطريق غير مباشر وذلك بإدخاله في
صناعة أطعمة أخرى مثل "الفلافل/الطعمية"، ويشاركه في الحضور الدائم
أيضاً نبات "العدس"، سواء أن يكون وجبة رئيسية أو ضمن وجبة أخرى مثيل
نظيره الفول، وبين هذا وذاك تمتلأ المأكولات والسلطات المصرية بالأخوين: الفوم
"الثوم" والبصل .. إنها منظومة متكاملة !
قد فضل الله الأشياء بعضها على بعض، حتى الأطعمة فضل
بعضها على بعض، فكانت الأطعمة سابقة الذكر من "أدنى" الأطعمة، حتى أن
أدنى وشر الأمم "بنو اسرائيل" قد طلبت هذه الأطعمة من نبي الله موسى
عليه السلام، وذكر الله هذه الحادثة في القرآن الكريم، فقال مخاطباً بني إسرائيل:
(وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من
بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير
اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم) [سورة البقرة: 61].
وأما "مصراً" فقد اختلف المفسرون فيها، بين
قائل أنها أرض مصر، أو أنها مصر من الأمصار، ربما يكون هذا المصر ضمن نطاق
"أرض مصر" أو بالقرب منها على مشارف الشام، وإن كنت أرى أنه مكان داخل
أرض مصر، فالمتأمل لأهل مصر على مر العصور يجد ارتباطهم بهذه الأطعمة (الفول
والعدس والبصل والثوم)، ولعل بني اسرائيل عندما قدموا لمصر زمن نبي الله يوسف عليه
السلام، قد اعتادوا على أكل هذه الصنوف من الأطعمة كبقية سكان مصر، وعندما خرجوا
من مصر اشتاقوا إليها، فطلبوها من نبيهم موسى عليه السلام، وليتهم ما فعلوا !
وعلى النقيض نجد أن نبي الله إبراهيم عليه
السلام عندما زار ولده إسماعيل في مكة المكرمة، ولم يجده، قامت زوجته بإطعام
الخليل إبراهيم من اللحم والماء، وحينها دعى لها فقال: (اللهم بارك لهم في اللحم
والماء) فهنيئاً لهم تلك البركة، وتعساً لما حل بمصر من شؤم "بصل وثوم وفول
وعدس" بني إسرائيل !
الدعباسي