تأملات مع طوفان سيدنا نوح عليه السلام !
بسم الله الرحمن الرحيم (إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية) [سورة الحاقة: آية 11]
يقول الرازي في مفاتيح الغيب مُفسّراً (وقد قال غيره مثل قوله): طغى الماء على خزانه فلم يدروا كم خرج وليس ينزل من السماء قطرة قبل تلك الواقعة ولا بعدها إلا بكيل معلوم، وسائر المفسرين قالوا: طغى الماء أي تجاوز حده حتى علا كل شيء وارتفع فوقه، وحملناكم أي حملنا آباءكم وأنتم في أصلابهم، ولا شك أن الذين خوطبوا بهذا هم أولاد الذين كانوا في السفينة، وقوله: في الجارية يعني في السفينة التي تجري في الماء، وهي سفينة نوح عليه السلام، والجارية من أسماء السفينة، ومنه قوله: وله الجوار [الرحمن: 24] .
*وأقول: عليه نرى أن هذه الآية أزالت كل لبس في كون بشر اليوم إنما هم من نسل أصحاب السفينة، سواء كان الطوفان قد عم كل الأرض أو موضع منها، فذلك الموضع هو الذي كانت تسكنه كل البشرية وقتذاك.
وأيضاً أن ذرية أصحاب السفينة لم يتبق من نسلهم أحد سوى ذرية أبناء نبي الله نوح عليه السلام، وعليه أرى أن هذه الآية بها إثبات بأن نوح هو أبو البشرية اليوم جميعها، والحمد لله رب العالمين.
#الدعباسي