( التغافل الواسطي ! )
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ما بال الشعراء يقرنون "واسط" - المدينة العراقية - بالتغافل ؟!
ألكونها بعيدة فصارت كنابة عن شدة البًعد الجغرافي .. مثلها مثل "أحاظة" الأبعد نسباً من عرب الحجاز؟ ، فيقول الصحابي كعب بن مالك الخزرجي:
فَلاَ وَأَبيكَ ما بينَ وَاسِطٍ = إلى رُكْنِ سَلْعٍ من عَوانٍ ولا بِكرِ
أَحَبُّ إلى كعبٍ حَدِيثاً وَمَجْلِساً = مِنِ أخْتِ بَنِي النجّارِ لو أَنَّها تَدري
وأما عن التغافل واقترانه بواسط .. فيقول أبو نواس:
تَغافَلُ لي كَأَنَّكَ واسِطِيٌّ = وَبَيتُكَ بَينَ زَمزَمَ وَالحَطيمِ
ويقول ابن الرومي:
فإن غارَ قالتْ له نفسُهُ = تغافلْ كأنكَ في واسط
ويقول أبو عيينة:
سقَطَت إليكَ صحيفَةٌ بعتابِها = يا بؤسَ قلبِكَ بالكتابِ الساقطِ
سألوكَ ما هذا التغافُلُ كلُّهُ = عنّا كأنَّكَ جئتَنا من واسطِ
ولكن يبدو أن أهل "واسط" كانوا على حال لا يسر، لذا قال فيهم بشار بن برد:
عَلى واسِطٍ مِن رَبِّها أَلفُ لَعنَةٍ = وَتِسعَةُ آلافٍ عَلى أَهلِ واسِطِ
أَيُلتَمَسُ المُعروفُ مِن أَهلِ واسِطٍ = وَواسِطُ مَأوى كُلِّ عِلجٍ وَساقِطِ
نَبيطٌ وَأَعلاجٌ وَخُوزٌ تَجَمَّعوا = شِرارُ عِبادِ اللَهِ مِن كُلِّ غائِطِ
وَإِنّي لَأَرجو أَن أَنالَ بِشَتمِهِم = مِنَ اللَهِ أَجراً مِثلَ أَجرِ المُرابِطِ
#الدعباسي