-->
مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري
مدونة تُعنى بالتاريخ والتراث والأنساب، لصاحبها: أحمد بن عبد النبي آل فرغل الدعباسي البكري، من محافظة قنا - بصعيد مصر. رئيس لجنة تحقيق الأنساب بمشيخة السجادة البكرية الصديقية. له من المؤلفات: السلالة البكرية الصديقية (في جزأين) ط 2014، إقليم نقادة بصعيد مصر ط 2015، إزالة الالتباس عن نسب الشيخ عزاز ط 2016، كناشة الدعباسي ط 2017، التبيين فيمن وطئ أرض مصر من العمريين ط 2019
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

لطيفة قرآنية وقرينة حَديثية (استنباط): تحديد موضع كتابة (إن شاء الله) في الجملة !



لطيفة قرآنية وقرينة حَديثية (استنباط): تحديد موضع كتابة (إن شاء الله) في الجملة !


لطيفة قرآنية وقرينة حَديثية، وافَقَت ما رواه الصحيحان من أحاديث المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم، اسأل الحق سبحانه وتعالى أن يكون قد فَتَح لي فيها، سبحانه (يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) [سورة الأحقاف: من الآية  30] (وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ) [سورة الأعراف: من الآية  89]
يقول الحق سبحانه وتعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [سورة محمد: آية 24]وقال سبحانه: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [سورة النساء: آية 82]وقال: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [سورة البقرة: من الآية 282]

فقد أَمَرَنَا الحق عز وجلّ بتدبّر هذا الكتاب الكريم، الذي ما ترك مِن شيء فيه فائدة لنا إلا وذكره. يقول سبحانه: (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) [سورة الزمر: آية 27-28]. ويقول: (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [سورة فصلت: آية 3]

قديماً كنت في حيرة من أمري، عندما أتحدث أو أكتب أقع في حيرة: أين أضع جملة (إن شاء الله) في الكلام؟ في أوله أم آخره أم أوسطه ؟! حتى شاء الله لي أن عرفتُ الجواب، ولا أدري أسبقني أحدٌ إلى هذا الاستنباط من القرآن الكريم أم لا ؟ حيث لم أقف على ما يفيد بتحديد موضع معين لكتابة (إن شاء الله) في الجملة، إنما تُوضع حسب سياق الكلام والحاجة إلى تقديم الفاعل أو الفعل !.

يقول الحق عز وجل: (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا) [سورة الكهف: الآية 23-24]. (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) [سورة الإنسان: آية 30]. (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [سورة التكوير: آية 29]

عندما تأملتُ تلكم الآيات الكريمات فكأنّي وجدتُ فيهن الجواب!، حيث تتبعت كل الآيات التي وردت فيهن ألفاظ وكلمات المشيئة، فوجدتُ فيهن نمطاً واحداً، وهو جَعْل "المشيئة" دائماً في وسط الكلامفكأنّما هو قانون للكتابة وضعه الحق عز وجل للناس، ليقتدوا به، والله أعلم بكلامه ومراده.

فإن تأمّلتَ القرآن لن تجد فيه - مثلاً - ما يُشبه جملة: (إن شاء الله أفعلُ كذا) ولا جملة (أفعلُ كذا إن شاء الله)، ولكن تجد دائماً ما يُشبه جملة: (أفعلُ إن شاء الله كذا). وقد أعددتُ قائمةً بالمواضع القرآنية التي ذُكرَت (إن شاء الله) فيها، وجميعها أتت في وسط الكلام:

 1- قال الحق سبحانه على لسان بني إسرائيل: (إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ) [سورة البقرة: من الآية 70].
 2- قال الحق عز وجل على لسان سيدنا يوسف عليه السلام: (ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) [سورة يوسف: من الآية 99]
 3- قال الحق سبحانه على لسان سيدنا موسى عليه السلام: (قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا) [سورة الكهف: آية 69]
 4- قال الحق عز وجل على لسان شيخ مدين عليه السلام: (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) [سورة القصص: من الآية 27]
 5- قال الحق سبحانه على لسان سيدنا إسماعيل عليه السلام: (قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) [سورة الصافات: من الآية 102]
 6- قال الحق عز وجل لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) [سورة الفتح: من الآية 27]


وأما الحديث الشريف، فقد تأملتُ الصحيحين: البخاري ومسلم، فوجدت فيهما الكثير من هذا الضَرْب، على لسان سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم، رغم ما يُعلَم من عدم مطابقة روايات كلمات الحديث النبوي لِما تلفّظ به النبي صلى الله عليه وسلم تمام المطابقة والموافقة، فقد تروى كلمة بنفس معنى شبيهتها، وقد تقوم كلمة مكان أختها، خاصة مع كثرة روايات الحديث الشريف، وسعة اللغة العربية وغزارة مادتها وكثرة مرادفات الكلمات فيها.
ومما وجدته في الصحيحين، من كلام سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، الذي وافق فيه قول الحق عز وجل، مِن وَضْع جملة (إن شاء الله) في وسط الكلام:
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بركت به راحلته: «هذا إن شاء الله المنزل».
 2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد حُنيناً: «منزلنا غداً إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر».
 3-  كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قفل كبّر ثلاثاً، قال: «آيبون إن شاء الله تائبون، عابدون حامدون، لربنا ساجدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده».
 4- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والله، إن شاء الله، لا أحلف على يمين، فأرى غيرها خيرا منها، إلا أتيت الذي هو خير، وتحللتها».
 5- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي دعوة، فأريد إن شاء الله أن أختبي دعوتي، شفاعة لأمتي يوم القيامة».
 6- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً».
 7- عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة، فقال: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا».
 8- عن أبي قتادة، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «إنكم تسيرون عشيتكم وليلتكم، وتأتون الماء إن شاء الله غداً».
9-  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم ستأتون غداً إن شاء الله عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار، فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي».
 10- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد، الذين بايعوا تحتها».


تلك عشرة كاملة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله أجمعين، وسُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

وكتبه/ أحمد بن عبد النبي ابن فرغل الدعباسي - ليلة السبت تاسع ربيع الآخر سنة 1441 هـ الموافق لسادس ديسمبر سنة 2019 م ، بصعيد مصر الأعلى .

عن الكاتب

أحمد فرغل الدعباسي البكري

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري

2016