ذلك من فضل الله علينا إذ يُثبت فؤادنا ويُرشدنا بكرم وفضل من لدنه: فقد كنت في حيرة من تفسير بيت شِعري من فن الواو يقول : (إحنا عرب جد وندبح للبوادي بكر) ، فكنت أقول هل كلمة "البوادي" تعني الضيوف بعمومهم من بدو وحضر ؟ أم الضيوف القادمين من البادية فقط ؟! وكنت أميل للرأي الأخير .
وفي نهار هذا اليوم رأيت في المنام رجلاً ملتحي يقرأ هذه الآية فقط : (وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ) وهي من سورة الحج، فجاء في ذهني وقتها هذا البيت الِشعري ، وقلت إن ما ينطبق على (الباد) في تلك الآية سينطبق حتماً على (البوادي) المذكورة في البيت الشعري !
وذهبت للرجل استفسر منه عن كلمة "الباد" وهل تعني (كل القادمين إلى البيت الحرام من الحواضر والبادية) أم تعني (أهل البادية منهم فقط) ؟ .
فكان الجواب أنهم الجميع من حضر وبادية ، فحجاج بيت الله الحرام (يأتونه من كل فج عميق) من الحواضر والقرى وليس من البادية فقط... والحمد لله رب العالمين .
وأقول: اذن المقصود من الكلمة ليس الدلالة اللغوية ، وإنما الإصطلاح ، أي: كل طارئ على المكان وهو ليس من أهله الأصليين ، وجاء لفظ "باد" نظراً لنزول القرآن عربياً على العرب الذين جُلهم بادية والقليل حاضرة .
#الدعباسي