الشيخ النسّابة، عالِم وأمين نسب قبيلة المناقرة بصعيد مصر الأعلى، بنو عامر المنقوري التيمي القرشي من أولاد سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه. عضو لجنة أمناء النسب البكري بمشيخة السجادة البكرية الصديقية بمصر.
هو عمنا، وشيخنا، أبا عُمر، شَحّات بن علي بن محسب بن
علي بن سليم بن عوض الله بن سليم بن عبد الجواد بن أحمد بن أحمد - مكرراً - بن سليم بن علي بن أحمد بن حامد بن قليد بن فارس بن حسين بن علي بن محمد ابن عامر المنقوري، البكري الصديقي، التيمي
القرشي، الإدفوي الصعيدي، النسّابة.
وُلِد – رحمه الله – يوم السبت تاسع عشر ربيع الآخر سنة
1370 هـ الموافق للسابع والعشرين من يناير سنة 1951 م، بقرية "السلايمة"
بديار قبيلته المناقرة بمركز إدفو بمحافظة أسوان بأعلى صعيد مصر، وفيها قضى
طفولته. وهو بِكر والديه، وله من الإخوة سبعة ذكور وثلاث إناث.
في الثامنة عشر من عمره حصل على دبلوم الثانوية الصناعية
وذلك سنة 1969 م وحينها كان الإقبال على الالتحاق بالتعليم ضئيلاً للغاية، وقد تجد
عدد المتعلمين في القرية الواحدة الكبيرة بضعة أفراد فقط. وبسبب ذلك استعان به بعض
أعمامه الكِبار في أمور التجارة، التي كان لها كبير الأثر في تكوين شخصيته؛
الذكية، الواعية، المتفتّحة، النشطة غير الخاملة، الكريمة المعطاءة، كما أتاح له
مناخ التجارة والسفر أن يجوب بلاد كثيرة من ربوع الصعيد ومصر، فجاب مصر من حلايب
وشلاتين جنوباً حتى سيناء والإسكندرية شمالاً، فتعرف أثناء ذلك على العديد من
أبناء قبيلته الكبيرة المنتشرة في كافة محافظات الصعيد الأعلى وغيرها.
حمل الشيخ أبو عمر مهام قبيلته ووظيفتهم القديمة
المشهورة، وهي مهمة فض المنازعات وأمور القضاء العُرفي والديّات والمغارم، وكأنّهم
قد ورثوها عن جدهم الأعلى سيدنا أبي بكر الصديق سيد بني تيم في زمانه، والذي كانت
إليه وظيفة "الأشناق" وهي أحد أهم عشرة وظائف تقاسمتها بطون قريش، مثل:
الحجابة والرفادة والسقاية واللواء والندوة والمشورة والأعنّة والحكومة والأيسار
والسفارة، وكانت الأشناق هي وظيفة القضاء العُرفي للبت في نزاعات الدم والجروح،
وكان الصديق أبو بكر يشارك فيها من ماله ويتحمل بعض المغارم، وكذا فعل أحفاده
المناقرة، الذين إليهم العبء الأكبر في محيط ديارهم في أمور القضاء العرفي، واستمر
الشيخ أبو عمر على وظيفته تلك، كأحد أبرز وأنشط قومه قضاة العرب.
التحق الشيخ بصفوف الجيش المصري جُندياً سنة 1968 م بعد
حرب النكسة، فشهد وشارك في حرب الاستنزاف، وحرب العاشر من رمضان المجيدة، حرب
أكتوبر، فكان مرابطاً في "عزبة أبو خروع" بمنطقة أبي صوير بسيناء، واستمر
في الخدمة الوطنية مدة 6 سنوات. ثم تزوج في عام 1979 م من إحدى بنات عمّه، فرزقه
الله من الذرية: عُمر، وعَمّار، وسُميّة، وابتسام، وأسماء. وقد بدأت رحلة بحثه
وتجميعه وتدوينه للأنساب بعد زواجه واستقراره.
وقد أُولِع الشيخ منذ صباه بالقراءة، فكان قارئاً
نَهماً، كثير الاقتناء للكُتِب والمجلّات وجرائد الصُحف، عندما تدخل بيته تعثر أو
تتعثر في أرتال من الكُتب والأوراق القديمة والحديثة، في مكتبته الخاصة الغنيّة.
امتاز الشيخ بحُبه لتدوين الأنساب، وكثرة الأسفار
والرحلات، والنزول لمواطن قبيلته المترامية الشاسعة، وبحث أحوالهم، وتدقيق أخبارهم، وتدوين أنسابهم
وفروعهم، فكان لا يكف عن الترداد والزيارة، وصلة الأرحام، في كل مناسبة من فرح أو
حزن، أو عند مروره بقرب ديار أقربائه في رحلات التجارة، فأصبح مثار إعجاب،
وموطن اقتداء بمثله، وكان إليه مرجع قبيلته – قاصيهم ودانيهم - في أنسابهم، وقد
عرفته صادقاً لم أجرّب عليه كذباً وحاشاه، وكان شجاعاً قويّاً في الحق، على رِفق
ولين وحُسن خُلق، كريماً، مضيافاً، سَمِحاً، حليماً، طيب المعشر، رحمه الله وأجزل
له الثواب.
وقد كنت كثير التواصل معه، دائم الاستعانة به فيما يخص أنساب
وتاريخ قبيلته الكبيرة، فكان عليه عُمدة الاعتماد لدى مشيخة السجادة البكرية في
أنساب قبيلة المناقرة، أصولاً وغصوناً، وقد علمتُ منه قبيل وفاته بعام تقريباً أنه
انتهى من حصر الغالبية العظمى من أنساب قبيلته، حتى أنه كان يعد العدّة للنزول
لديار القبائل البكرية الأخرى الأقرب نسباً لقبيلته، لتدوين أنسابهم في مشجراته،
حتى أنه دعاني لمشاركته في إصدار عمل مطبوع متكامل في أنساب وتاريخ وتراث قبيلته
المناقرة، وأبناء عمومتهم بصعيد مصر الأعلى من ولد محمد بن أبي بكر الصديق – رضي
الله عنهما - أمير مصر.
توفي رحمه الله تعالى في فجر السابع والعشرين "ليلة
القدر" من شهر رمضان المبارك من سنة 1441 هـ الموافق للعشرين من مايو سنة
2020 م عن عمر 69 عاماً، وأقيم له العزاء بخيمة قبيلة المناقرة بقرية السلايمة
بمركز إدفو موطن فصيلته من قبيلته. وقد حزن عليه ونعاه مَن لا يُحصَون كثرة مِن
أبناء قبيلته ومن عموم ذرية سيدنا أبي بكر الصديق بمختلف البلاد ممن كانوا على
تواصل ومعرفة به، كما نعته مشيخة السجادة البكرية الصديقية، والعديد من محبيّه
وتلامذته. وكان وقع وفاته أليماً شديداً على أهله وقبيلته حيث فقدوا ركناً مكيناً وسداً
منيعاً في أنسابهم، فنسأل الله أن يخلف عليهم بمن هو مثله، وأن يبارك في ذريته،
وأن يجمعنا به في دار الرحمة والمغفرة، آمين.
وكتبه/ أحمد بن عبد النبي ابن فرغل الدعباسي البكري – رئيس لجنة تحقيق الأنساب بمشيخة السجادة البكرية الصديقية. يوم الأحد ثامن عشر محرم الحرام سنة 1442 هـ الموافق للسادس من سبتمبر سنة 2020 م.
جزاكم الله خيرا أبن عمنا نسابة قومه أبو بيان ذكرت سيره عطره لرمز غالي من ذرية ثاني أثنين نسأل الله له الجنه ونعيمها والبركة في ذريته ولكم منا كل شكر وأمتنان.
ردحذفجزاكم الله خيرا وكيفية التواصل معكم
ردحذف