باختصار: الأعمال مرتبطة بالنية، والتوفيق يكون عند صلاحها ، حتى وإن كان المبذول ليس على القدر المأمول.
تابعتُ أولى حلقات "ممالك النار" فصدمتُ حقاً، فقد صُنع هذا العمل ليس لنشر الثقافة والتوعية الدينية والتاريخية، إنما لغرض النيل من العدو، النيل من الأخ، ومن وراء هذا النيل كان مس بأعلام ورموز إسلامية مجيدة، أحدها مدحه النبي صلى الله عليه وسلم من وراء بضع مئة سنة !، وذاك هو الفاتح محمد بن مراد العثماني، وإن كان كغيره بشراً يُصيب ويخطئ، وكذا النيل من فاتح مصر سليم خان، مذل الروافض وكاسر خشومهم، ومدمر الدولة الصفوية النجسة، ووالد سليمان القانوني فاتح أوروبا، الذي لم يبلغ شأوه أحداً من السلاطين الرعاع !
كان هذا العمل بمثابة رد - حسبما أرى - على نجاح مسلسل أرطغرل (والد عثمان)، والذي لم يهن فيه العرب أو غيرهم، بل مجد فيه أشخاصاً من العرب، مثل الشيخ محيي الدين ابن عربي الصوفي المشهور والذي هو من ذرية حاتم الطائي من أصول العرب، بل وجدنا الأتراك يحرصون على تعظيم شعائر الإسلام، ونشر فضائله ومكارمه، ويعظمون أيضاً من مفاخر قومهم، وهو لهم حق، لكونهم لم يحقروا من غيرهم. وكم للترك من مفاخر، فهذا ألب أرسلان، وهذه الدولة الخوارزمية، وهذا قطز الخوارزمي التركماني، وذاك بيبرس الجركسي التركماني، وهذا محمد الفاتح العثماني ، وغيرهم.
أما العرب، فقد أنفقوا مالهم ليغيظوا عدوهم، على حساب دينهم، ألا خبتم يا حثالة الزمان، ونخالة العربان.
# روى الإمام البخاري في "التاريخ الكبير" - وأحمد والطبراني وغيرهما - عن بشر الغنوي: ( لَتُفتَحنَّ القُسطنطينيةُ ولنِعمَ الأميرُ أميرُها ولنعم الجيشُ ذلك الجيشُ ) . فرضي الله عن الفاتح محمد بن مراد (نِعم الأمير) رغم أنف من أبى!
#الدعباسي