-->
مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري
مدونة تُعنى بالتاريخ والتراث والأنساب، لصاحبها: أحمد بن عبد النبي آل فرغل الدعباسي البكري، من محافظة قنا - بصعيد مصر. رئيس لجنة تحقيق الأنساب بمشيخة السجادة البكرية الصديقية. له من المؤلفات: السلالة البكرية الصديقية (في جزأين) ط 2014، إقليم نقادة بصعيد مصر ط 2015، إزالة الالتباس عن نسب الشيخ عزاز ط 2016، كناشة الدعباسي ط 2017، التبيين فيمن وطئ أرض مصر من العمريين ط 2019
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

الجولان آخر معاقل المسلمين في آخر الزمان


الجولان  آخر معاقل المسلمين في آخر الزمان
      لا ينفك التاريخ يدور دوران الرحى، تتشابه الأحداث حتى تكاد تتكرر، ولا يمر زمان إلا وهو شر من الزمان الذي سبقه، وكما فقدنا أندلساً بالمغرب ؛ فقدنا – أو كدنا نفقد – أندلساً أخرى بقلب المشرق. يعز علينا أن يكون حالنا كحال أبي البقاء الرُندي  الذي رثى أندلسه فكان مما قال:
لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ         فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ
هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ         مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ
وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ         وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ
فَجائِعُ الدُهرِ أَنواعٌ مُنَوَّعَةٌ         وَلِلزَمانِ مَسرّاتٌ وَأَحزانُ
وَلِلحَوادِثِ سلوانٌ يُهوّنُها         وَما لِما حَلَّ بِالإِسلامِ سلوانُ
دهى الجَزيرَة أَمرٌ لا عَزاءَ لَهُ         هَوَى لَهُ أُحُدٌ وَاِنهَدَّ ثَهلانُ
أَصابَها العينُ في الإِسلامِ فاِرتزَأت         حَتّى خَلَت مِنهُ أَقطارٌ وَبُلدانُ
تَبكِي الحَنيفِيَّةُ البَيضَاءُ مِن أَسَفٍ         كَما بَكى لِفِراقِ الإِلفِ هَيمَانُ
عَلى دِيارٍ منَ الإِسلامِ خالِيَةٍ         قَد أَقفَرَت وَلَها بالكُفرِ عُمرانُ
حَيثُ المَساجِدُ قَد صارَت كَنائِس ما         فيهِنَّ إِلّا نَواقِيسٌ وصلبانُ
حَتّى المَحاريبُ تَبكي وَهيَ جامِدَةٌ         حَتّى المَنابِرُ تَبكي وَهيَ عيدَانُ
يا غافِلاً وَلَهُ في الدهرِ مَوعِظَةٌ         إِن كُنتَ في سنَةٍ فالدهرُ يَقظانُ
يا مَن لِذلَّةِ قَوم بَعدَ عِزّتهِم         أَحالَ حالَهُم كفرٌ وَطُغيانُ
بِالأَمسِ كانُوا مُلُوكاً فِي مَنازِلهِم         وَاليَومَ هُم في بِلادِ الكُفرِ عُبدانُ
فَلَو تَراهُم حَيارى لا دَلِيلَ لَهُم         عَلَيهِم من ثيابِ الذُلِّ أَلوانُ
وَلَو رَأَيت بُكاهُم عِندَ بَيعهمُ         لَهالَكَ الأَمرُ وَاِستَهوَتكَ أَحزانُ
يا رُبَّ أمٍّ وَطِفلٍ حيلَ بينهُما         كَما تُفَرَّقُ أَرواحٌ وَأَبدانُ
وَطفلَة مِثلَ حُسنِ الشَمسِ إِذ برزت         كَأَنَّما هيَ ياقُوتٌ وَمُرجانُ
يَقُودُها العِلجُ لِلمَكروهِ مُكرَهَةً         وَالعَينُ باكِيَةٌ وَالقَلبُ حَيرانُ
لِمثلِ هَذا يَبكِي القَلبُ مِن كَمَدٍ         إِن كانَ في القَلبِ إِسلامٌ وَإِيمانُ
رحم الله أبا البقاء ورحم بلاداً كانت للمسلمين أوطاناً .
بالأمس الحزين ، الاثنين من أيام شهر رجب سنة 1440 هـ / مارس 2019 م رزءت بلاد الإسلام بمصيبة عظيمة، وإن كان السلخ لا يضير الشاة بعد ذبحها مثلما قالت السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، فقد اعترف رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة دولة الكيان الغاصب الصهيوني على مرتفعات الجولان السورية العربية الإسلامية ، تزامن هذا مع حملة شرسة وقصف رهيب على الأبطال أهالي غزة بفلسطين ، وقصف أشد وأعظم على ضعفاء المسلمين في الباغوز بشرقي سوريا ، قاد القصف الأول اليهود ، والثاني النصارى ، فقد تحقق فينا قول نبينا الكريم فأصبحنا: "غثاء".
لماذا الجولان ؟! كنت لا اسأل نفسي هذا السؤال إذ يُخبرنا علم دولة الكيان أن حدود دولتهم المرجوة تقع بين نهرين أزرقين ، أحدهما نيل مصر والآخر فرات العراق ، وكل ما بينهما هو مطمع للعدو ، يستندون في ذلك على أن الله وعد الخليل إبراهيم - عليه السلام – أن يكون لذريته ما بين النيل والفرات ، فعجبت لعقول هؤلاء الصهاينة : ألا يرون أن كل ما بين النيل والفرات هم ذرية الخليل إبراهيم من ولده إسماعيل ومن بقية ولده إسحاق عليهما السلام ؟ غير أن اليهود لا يريدون أن يكون أحداً وريثاً لإبراهيم سواهم ، بل جعلوا أنفسهم هم الوحيدون أبناء سام ، رغم أن أكثرهم نسباً من يهود الخزر من أولاد يافث !.
تقع هضبة الجولان بالجنوب الغربي لدولة سوريا ، يحدها من الجنوب نهر اليرموك ودولة الأردن، ومن الغرب دولة فلسطين ، قام المحتل الصهيوني باحتلالها إبان حرب سنة 1967 م ، وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بسيادة المحتل عليها ، مخالفة في ذلك العالم أجمع .
تمتعت هضبة الجولان بموقع جغرافي مهم للغاية، لقربها الشديد من دمشق قاعدة بلاد الشام ، ولكونها في مرتفع من الأرض تجعل لمالكها اليد العليا في حالة وقوع حرب أو حصار . أقدم من سكنها العرب العماليق أو العموريون ، ثم سكنته قبيلة الغساسنة اليمانية التي كانت لها إمارة كبيرة في جنوب بلاد الشام استمرت حتى قيام دولة الإسلام ، ولا تزال بعض آثارها باقية إلى اليوم بالجولان . وقد اتخذ الغساسنة مدينة الجابية بهضبة الجولان عاصمة لإمارتهم ، وقد جاء ذكر الجابية في شِعر لعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما - إذ كان قد رأى ليلى ابنة الجودي ملك غسان فأحبها وذكرها في شِعره، وكان مما قاله:
تذكرت ليلى والسماوة دونها .... فما لابنة الجودي ليلى وماليا
وأنى تعاطي قلبه حارثية .... تدمن بصرى أو تحل الجوابيا
وأنى تلاقيها بلى ولعلها .... إن الناس حجوا قابلاً أن توافيا
ولما فتح الله الشام وأرض الجولان والجابية على المسلمين زمن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أمر بابنة الجودي أن تُعطى لعبد الرحمن فتزوجها . وقد زار الفاروق عمر الجابية وله فيها خطبة مشهورة . فعَنْ عبد الله ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "خَطَبَنَا عُمَرُ بِالْجَابِيَةِ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنِّي قُمْتُ فِيكُمْ كَمَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِينَا، فَقَالَ: "أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ، حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ وَلا يُسْتَحْلَفُ، وَيَشْهَدَ الشَّاهِدُ وَلا يُسْتَشْهَدُ، أَلا لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ، عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنْ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ؛ فَلْيَلْزَمْ الْجَمَاعَةَ، مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ، وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ؛ فَذَلِكُمْ الْمُؤْمِنُ".

وكما شغلت الجولان حيزاً مهماً من الجغرافية فقد شغلت حيزاً مهماً كذلك من التاريخ ، إذ ذكرها "العهد القديم" في سفر التثنية وسفر يشوع بأنها كانت ملاذاً لمن قام بجريمة قتل بالخطأ وخاف الانتقام . كما أنها كانت مسرحاً لحروب بين اليهود والعرب الأنباط ، وبين متمردي اليهود وجنود الرومان قبيل خراب بيت المقدس بالقرن الأول الميلادي .
ونجد كذلك عند النصارى أهمية للجولان ، فقد تحدث جغرافيو العرب عن دير بهضبة الجولان ، قريب من بحيرة طبرية يدعى "دير فيق" أو "دير أفيق" فيقول أبو الحسن الشابشتي (ت 388 هـ): (دير فيق: وهذا الدير في ظهر عقبة فيق فيما بينها وبين بحيرة طبرية، في جبل يتصل بالعقبة، منقور في الحجر. وهو عامر بمن فيه ومن يطرقه من النصارى لجلالة قدره عنده، وغيرهم يقصده للتنزه والشرب فيه. والنصارى يزعمون أنه أول دير عمل للنصرانية، وأن المسيح صلى الله عليه، كان يأوى إليه، ومنه دعا الحواريين. وفيه حجر ذكروا أن المسيح كان يجلس عليه. فكل من دخل الموضع كسر قطعة من ذلك الحجر تبركاً به. وعمل هذا الدير في الموضع على اسم المسيح عليه السلام). انظر: الديارات للشابشتي ، ومعجم البلدان لياقوت الحموي
أما عند المسلمين: فقد انتبهت لأمر يخص الجولان أثناء مطالعتي لأحاديث فتن وملاحم آخر الزمان في المصادر الإسلامية ، وهو أنها ستكون المقر الأخير لكل مِن: المسلمين ، وللمسيح الدجال عند خروجه في آخر الزمان وانتهاء سياحته في الأرض واستقراره لتدمير آخر معقل من معاقل المسلمين يومذاك ، هذا المعقل الأخير سيكون بأرض الجولان .
وأن عندها ستكون جنود الإسلام في مواجهة مع جنود الدجال في حرب لا طاقة ولا قدرة فيها للمسلمين على جنود الدجال ، فيهبط المسيح الحق عيسى بن مريم عليه السلام بدمشق القريبة من الجولان بـ 60 كيلو متر فقط، فيأتي إلى "عقبة فيق" بهضبة الجولان حيث معسكر الدجال ، فيهرب المسيح الدجال لفوره فور رؤيته المسيح الحق، حتى يصل لمنطقة "لد" بفلسطين ، وهي قريبة من من تل الربيع "تل أبيب" وهناك يقتل مسيح الحق مسيح الضلالة . وقد أرفقت بالمقالة صورة توضيحية لموضع مدينة "فيق" بأرض الجولان، فهي تقع في جنوبيه ، شرق بحيرة طبرية ، وهي قريبة جداً من نهر اليرموك ومن مدينة صفورية الشهيرة.
يروى نعيم بن حماد في "الفتن" (حديث: رقم 1526 ، رقم 1527، ورقم 1601): (حدثنا أبو عمر، عن ابن لهيعة، عن عبد الوهاب بن حسين، عن محمد بن ثابت، عن أبيه، عن الحارث، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا بلغ الدجال عقبة أفيق، وقع ظله على المسلمين، فيوترون قسيهم لقتاله، فيسمعون نداء: يا أيها الناس، قد أتاكم الغوث، وقد ضعفوا من الجوع، فيقولون: هذا كلام رجل شبعان، يسمعون ذلك النداء ثلاثاً، وتشرق الأرض بنورها، وينزل عيسى ابن مريم ورب الكعبة، وينادي: يا معشر المسلمين، احمدوا ربكم وسبحوه وهللوه وكبروه، فيفعلون، فيستبقون يريدون الفرار، ويبادرون، فيضيق الله عليهم الأرض إذا أتوا باب لد في نصف ساعة، فيوافقون عيسى ابن مريم قد نزل باب لد، فإذا نظر إلى عيسى فيقول: أقم الصلاة، يقول الدجال: يا نبي الله، قد أقيمت الصلاة، يقول عيسى: يا عدو الله، أقيمت لك، فتقدم فصل، فإذا تقدم يصلي يقول عيسى: يا عدو الله، زعمت أنك رب العالمين، فلم تصلي؟، فيضربه بمقرعة معه فيقتله، فلا يبقى من أنصاره أحد تحت شيء أو خلفه إلا نادى: يا مؤمن، هذا دجالي فاقتله) اهـ.
ويروي الإمام أحمد في مسنده (حديث رقم 17900) : (....وينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق، فيبعثون سرحا لهم، فيصاب سرحهم، فيشتد ذلك عليهم، وتصيبهم مجاعة شديدة، وجهد شديد، حتى إن أحدهم ليحرق وتر قوسه فيأكله، فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من السحر: يا أيها الناس أتاكم الغوث، ثلاثا، فيقول بعضهم لبعض: إن هذا لصوت رجل شبعان، وينزل عيسى ابن مريم عند صلاة الفجر) اهـ.
ويذكر الإمام الطبراني في "المعجم الكبير" (حديث رقم 8392) : (...ثم يأتي – الدجال - الشام فيلتجئ أهله إلى عقبة أفيق، فيبعثون سرحا لهم فيصاب سرحهم فيشتد ذلك عليهم، وتصيبهم مجاعة شديدة وجهد حتى إن أحدهم ليحرق وتر قوسه فيأكله، فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من السحر: أيها الناس أتاكم الغوث، فيقولون: هذا صوت رجل شبعان، وينزل عيسى ابن مريم عليه السلام صلاة الفجر) اهـ.
وروى ابن منده في "الإيمان" (حديث رقم 1033) : (عن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أعلم بما مع الدجال، معه نهران أحدهما نار تأجج في عين من يراه، والآخر ماء أبيض. من أدركه منكم فليغمض وليشرب من الذي يراه نارا فإنه ماء بارد. وإياكم والآخر فإنه فتنة. واعلموا أنه مكتوب بين عينيه كافر يقرأه من كتب ومن لا يكتب، وإن إحدى عينيه ممسوحة عليها ظفرة، وإنه يطلع من آخر أمره على بطن الأردن على ثنية أفيق وكل أحد يؤمن بالله واليوم الآخر، وإنه يقتل من المسلمين ثلثا، ويهزم ثلثا، ويبقى ثلث...) اهـ.
وكذا ذكره كل من: الحاكم في "المستدرك على الصحيحين: حديث رقم 8473"، وابن أبي شيبة في "المصنف : حديث رقم 37478 و37479"، وحنبل بن اسحاق في "الفتن : حديث رقم 27 و 50"، وغيرهم .
ولذلك لا عجب أن يحرص اليهود على حيازة أرض الجولان ، لأنها ستكون مقر مسالح الدجال في آخر وأعظم معاركه مع أهل الحق من المسلمين ومنها سيحكم وسيفسد في الأرض حتى يأتي النصر من عند الله ، فحري بنا عباد الله أن نكون نحن جند الله الصابرون الذين يقاومون الدجاجلة في كل زمان ، ويجاهدونهم بكل ما استطاعوا من قوة ، صابرين ،  محتسبين ، متوكلين على الله ، ولا خاب من على الحق اتكل ، فحسبنا الله نعم الوكيل .

كتبه / أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي ، الثلاثاء من أيام شهر رجب الحرام سنة 1440 هـ بالقاهرة .



عن الكاتب

أحمد فرغل الدعباسي البكري
  1. جزاك الله خير الجزاء أستاذنا

    ردحذف
  2. جزاك الله خير الجزاء أستاذنا

    ردحذف
  3. هذه معلومات مهمه لمن يريد آت يعتبر
    بورك فيك. وجعلك نبراسا يضيئ لنا الطريق
    تحياتي............ واحترامي... لكم

    ردحذف
  4. رائع ما شاء الله لا قوة إلا بالله جزاكم الله خير الجزاء ،،،قلبي أبيض

    ردحذف

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري

2016