-->
مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري
مدونة تُعنى بالتاريخ والتراث والأنساب، لصاحبها: أحمد بن عبد النبي آل فرغل الدعباسي البكري، من محافظة قنا - بصعيد مصر. رئيس لجنة تحقيق الأنساب بمشيخة السجادة البكرية الصديقية. له من المؤلفات: السلالة البكرية الصديقية (في جزأين) ط 2014، إقليم نقادة بصعيد مصر ط 2015، إزالة الالتباس عن نسب الشيخ عزاز ط 2016، كناشة الدعباسي ط 2017، التبيين فيمن وطئ أرض مصر من العمريين ط 2019
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

الآثار المروية في ثبوت الشرف لآل عثمان وبني أمية

الآثار المروية في ثبوت الشرف لآل عثمان وبني أمية
( بحث تاريخي يتناول الفترة ما بين : القرن الأول - السابع الهجري )


بسم الله الكبير المتعال، والصلاة والسلام على النبي وخير آل، والصحب والأنصار ذوي الأفضال، ومن سار على نهجه في كل حال.
والرضا يا ربنا في كل آن، على الصديق، والفاروق، والكرّار، والحيي عثمان، وعلى خديجة، وعائشة، وحفصة، ورملة بنت أبي سفيان، وسائر أمهات المؤمنين، أما بعد:
السيد والشريف، لقبان يدلّان على شرف نسب وحسب حاملهما؛ ففي كل قوم أو جماعة يوجد سادة وأشراف، وكذا في كل قبيلة وعشيرة.  وقد وُصِفَت قبيلة قريش بأنها قبيلة الأشراف، مثلما وصفهم "دغفل بن حنظلة النسابة" فقال عنهم:
(بخٍ بخٍ أهل الشرف والرياسة)
 وكان بنو هاشم غرة قريش وذؤابتها ، فهم أهل بيت سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وهم أصل الشرف ومنبعه لأفضليتهم ؛ ولكون سيدنا رسول الله منهم ، وذلك كما أخبر سيدنا رسول الله حين قال: ((إن الله عز وجل اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل ، واصطفى من بني إسماعيل كنانة ، واصطفى من بني كنانة قريشاً ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم))([1]).
وقد ثبت إطلاق لقبيّ "السيد" و"الشريف" لعموم بني هاشم ، كما ثبت لبطون أخرى من قريش ، وأيضاً لقبائل من بقية العرب ؛ مثل بعض الأنصار.  يقول ربنا عز وجل في كتابه الكريم : (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) سورة آل عمران : 33-34 ، وقريش هم خاصة وذؤابة آل إبراهيم الخليل عليه السلام. وهم أشرف العرب، فهم الذين اختصهم ربّهم دون بقية خلقه بسدانة وحجابة وعمارة بيته الحرام، وإن لم تكن لهم سوى هذه المنقبة بين العرب والناس لكفتهم؛ شرفاً وعزّاً وسيادة وسؤدداً، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. فنُعتوا – في جاهليتهم - جملةً بالأشراف ؛ لا لدينٍ أو لكثرة أو لمنعة ؛ وإنما لأنهم أهل هذا البيت الحرام ، وقد كانوا يُدعون بآل الله وجيران الله. وقد جعل الله لهم سورة باسمهم في كتابه الكريم، عدد فيها بعض نِعَمه التي أنعمها عليهم، يقول عز وجل (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) سورة قريش.
فقريش هي قبيلة الأشراف، وقد وجدنا عند أهل السير والتراجم والطبقات نَعت للكثير منهم بالشرافة، ومن أمثلة ذلك : الشريف الحسني ، الشريف الحسيني ، الشريف الجعفري الطياري ، الشريف العَقيلي الهاشمي ، الشريف العباسي ، الشريف العثماني ، الشريف الأموي ، الشريف البكري الصديقي ، الشريف العمري ، وغير ذلك  .
وقد سبق لنا إعداد مقالة عن السادة الأشراف البكريين الصديقيين "آل أبي بكر الصديق" وتم نشرها في كتابنا "السلالة البكرية الصديقية"طبعة 2014 م - فليُنظر ، كما سبق أيضاً إفراد مقالة عن السادة الأشراف العمريين العدويين وسمّيتها "ضوء القمر في ثبوت السيادة والشرف لآل عمر" رضي الله عنه ، ونشرتها في كتابي "كناشة الدعباسي : مقالات في التاريخ والأنساب"طبعة 2017 م فليُنظر.
وها أنا اليوم أفرد هذه المقالة الجديدة من هذه السلسلة الشريفية : لسيدنا أمير المؤمنين ، الراشد ، الحيي ، ذي النورين:  عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ولآله ورهطه من بني أمية بن عبد شمس القرشيين ، المغبون حقّهم عند كثير من المسلمين ، فكانت تلك المقالة اعترافاً منّا بفضلهم ، وبِما لهم عند رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلممن قرابة ومكان، ونسب، وصهر.
وإنّي لأحسب أن بني أمية قد حازوا منقبة لم يحزها أحد من العالمين ؛ فلا أعلم رجلاً قط تزوج ابنتي نبيّ غير سيدنا عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي العبشمي الأموي - رضي الله عنه - الذي تزوج السيدة رقية، ثم السيدة أم كلثوم ابنتي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلممِن زوجته أم المؤمنين ، وسيدة نساء العالمين:  خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشية رضي الله عنها. كما أن بقية اخوتهم من بني عبد شمس بن عبد مناف حازوا أيضاً شرف أن يتزوج رجل منهم بنت النبي صلى الله عليه وسلم : السيدة زينب ، أخت : رقية ، وأم كلثوم ، وفاطمة : زوجة سيدنا علي الكرار رضي الله عنهم جميعاً.
وإن بني أمية هُم قوم أمّنا وأم كل مؤمن:  السيدة أم حبيبة ، رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية - رضي الله عنها.  وكذلك فهم رهط الصحابة الكرام:  خالد ، وعمرو ، والحكم (عبد الله) ، وسعيد ، وأبان .. وهم بنو أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية.  كذلك أبي سفيان بن حرب بن أمية ، ويزيد ، ومعاوية ، وهما ابنا أبي سفيان ، وأم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية ، وهي من المُهاجرات المبايعات قبل الفتح ، وعتّاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية:  أول ولاة مكة المكرمة ، ثم العادل عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ، الذي هو من هو في الفضل والخير والعدل ، والذي يعدّه كثير من الناس خليفة من الراشدين المهديين ، رحمه الله ورضي عنه.
وكان عمر بن الخطاب يقول: من ولدي رجل بوجهه شجة يملأ الأرض عدلاً، أخرجه الترمذي في تاريخه، فصدق ظن أبيه فيه. وأخرج ابن سعد أن عمر بن الخطاب قال: ليت شعري! من ذو الشين من ولدي الذي يملؤها عدلاَ كما ملئت جوراً. وروى البيهقي بسنده عن نافع قال بلغنا أن عمر بن الخطاب قال: إن من ولدي رجلاً بوجهه شين يلي فيملئ الأرض عدلاً. قال نافع: لا أحسبه إلا عمر بن عبد العزيز.
 وجاء عن ابن عمر أنه قال: كنا نتحدث أن الدنيا لا تنقضي حتى يلي رجل من آل عمر، يعمل بمثل عمل عمر، فكان بلال بن عبد الله بن عمر بوجهه شامة، وكانوا يرون أنه هو، حتى جاء الله بعمر بن عبد العزيز، وأمه ابنة عاصم بن عمر بن الخطاب.
قال الحافظ السيوطي : أخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن علي بن أبي طالب قال: لا تلعنوا بني أمية فإن فيهم أميراً صالحاً. يعني: عمر بن عبد العزيز.
وقال: أخرج البيهقي عن سعيد بن المسيب أنه قال: الخلفاء أبو بكر والعمران. فقيل له: من عمر الآخر؟ قال: يوشك أن تعرفه. قال البيهقي: وابن المسيب مات قبل عمر بن عبد العزيز بسنتين ولا يقوله إلا توفيقاً([2]).
وقد جمعتُ بعضاً مما تناثر في بطون الكتب عمن نُعت بالسيادة والشرف من رجالات بني أمية بن عبد شمس ، وبالأخص بني أمير المؤمنين:  عثمان بن عفان -  رضي الله عنه - في شتى بقاع العالم الإسلامي:  مكة والمدينة بالحجاز، دمشق وبيروت وطرابلس وصور ونابلس وبيت المقدس بالشام، البصرة والكوفة والرّقة وبغداد بالعراق، الإسكندرية والقاهرة بمصر، قرطبة بالأندلس، طبرستان وخراسان وسمرقند وهراة ببلاد المشرق.
فإليكم ما أكرمني ربي بجمعه ممن اقترن ذِكره منهم بالسيادة والشرف ، وهم عشرون رجلاً ، وقد ذكرت ما تيسر من سيرتهم ، ورَتّبتهم حسب سِنِيّ الوفيات :
(1) يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أمية الأموي([3]):
ويقال له:  يزيد الخير، أمه زينب بنت نوفل الكنانية ، أسلم يوم الفتح وحسن إسلامه ، وشهد حنيناً ، وأعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - من الغنائم فيما قيل مائة بعير وأربعين أوقية ، وهو أحد أمراء الأجناد الأربعة الذين عقد لهم أبو بكر الصديق -  رضي الله عنه - وسيرهم لغزو الشام ، فلما فتحت دمشق أمره عمر بن الخطاب -  رضي الله عنه - على دمشق ، ثم ولى بعد موته أخاه معاوية.  وتوفي يزيد سنة 18 هـ.
قال الإمام الحافظ الذهبي:  وكان جليل القدر شريفاً سيداً فاضلاً.

(2) الوليد بن عقبة بن أبي معيط([4]):
الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، واسم أبي معيط : أبان بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس ، القرشي الأموي ، أبو وهب.  له صحبة يسيرة ، وهو أخو عثمان بن عفان لأمه.
روى عنه:  الشعبي ، وأبو موسى الهمداني.  وولي الكوفة لعثمان ، ولما قتل عثمان سكن الجزيرة ، ولم يشهد الفتنة.
قال ابن سعد:  أسلم يوم الفتح ، وبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صدقات بني المصطلق ، وولاه عمر صدقات بني تغلب.  وولاه عثمان الكوفة بعد سعد ، ثم عزله عنها ، فقدم المدينة ، ولم يزل بها حتى بويع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فخرج إلى الرقة فنزلها ، واعتزل علياً ومعاوية - رضي الله عنهما -  وتوفي بعد سنة 35 هـ.
قال الإمام الحافظ الذهبي:  وكان سخياً شاعراً شريفاً.

(3) سعيد بن العاص بن أبي أحيحة بن العاص([5]):
 سعيد بن العاص بن أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، والد عمرو بن سعيد الأشدق ، ووالد يحيى ، القرشي الأموي المدني الأمير، قتل أبوه يوم بدر مشركاً ، وخلف سعيداً طفلاً.
قال الشيخ صفي الدين بن أبي الخير الأنصاري اليمني في "خلاصة تهذيب تهذيب الكمال" : وكان شريفاً سخياً فصيحاً.
وقال الإمام الذهبي:  كان أميراً ، شريفاً ، جواداً ، ممدحاً ، حليماً ، وقوراً ، ذا حزم وعقل ، يصلح للخلافة.
قال أبو حاتم:  له صحبة.  حدث عنه:  ابناه ، وعروة ، وسالم بن عبد الله.
وُلِد في حدود سنة 2 أو 3 ه . يقول ابن سعد:  توفي النبي - صلى الله عليه وسلم-  ولسعيد تسع سنين أو نحوها ، ولم يزل في صحابة عثمان لقرابته منه ، فولاه الكوفة لما عزل عنها الوليد بن عقبة ، فقدمها وهو شاب مترف ، فأضر بأهلها ، فوليها خمس سنين إلا أشهراً ، ثم قام عليه أهلها وطردوه.
ولمّا كان على الكوفة غزا طبرستان فافتتحها.  وفيه يقول الفرزدق:
ترى الغرَّ الجحاجحَ من قريشٍ ... إذا ما الأمرُ ذو الحدثان عالا
قياماً ينظرونَ إلى سعيدٍ ... كأنهمُ يَرونَ به هلالا
وولي إمرة المدينة غيرَ مَرةٍ لمعاوية ، وقد اعتزل الفتنة فأحسن ، ولم يقاتل مع معاوية.  ولما صفا الأمر لمعاوية وفَد سعيدٌ إليه فاحترمه ، وأجازه بمال جزيل.
قال البخاري:  مات سنة 57 أو 58 هـ.

(4) سعيد بن عثمان بن عفان([6]):
سعيد بن عثمان بن عفان الأموي القرشي ، والٍ من الفاتحين ، نشأ في المدينة ، وبعد مقتل أبيه وفد على معاوية ، فولاه خراسان سنة 56 هـ ففتح سمرقند ، وأصيبت عينه بها ، وعزل عن خراسان سنة 57 هـ ، ولما مات معاوية انصرف إلى المدينة ،  فقتله أعلاج كان قدم بهم من سمرقند سنة 62 هـ.
ذكره ابن حبيب في "المُحبر" في عِداد العوران الأشراف ، وقَرَن ذِكره بسمرقند.

(5) عبد الله المُطْرَف بن عمرو بن عثمان بن عفان([7]):
 عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان ، أبو محمد الأموي ، سبط ابن عمر ، مدني ، كان يقال له:  المُطْرَف ؛ من حسنه وملاحته ، وهو والد محمد الديباج.
قال الإمام الحافظ الذهبي:  كان شريفاً ، كبير القدر ، جواداً.
قال الحافظ المزي:  كان شريفاً ، جواداً ، ممدحاً.
قال الحافظ شمس الدين السخاوي:  كان شريفاً ، كبير القدر ، جواداً.
قال الحافظ جلال الدين السيوطي:  كان شريفاً ، جواداً ، ممدحاً.
وقال البلاذري : (إن عمر بن عبد العزيز لما تلقّى الوليد ومعه الأشراف وضع لهم الوليد أربعة كراسي ، فجلس عليها أربعة من أشراف قريش ، أمّ كل واحدٍ منهم من بني عَديّ بن كعب ، وهم:  عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفَّان ، ويُسمَّى المُطْرَف لجماله ، وأمّه حفصة بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -  ومحمَّد بن المنذر بن الزُّبير...).
روى عبد الله المطرف عن:  ابن عباس ، ورافع بن خديج ، والحسين بن علي ، وجماعة.
روى عنه:  أبو بكر بن حزم ، والزهري ، وابنه محمد الديباج:  مدحه الفرزدق ، توفي بمصر سنة 96 هـ.
وعن جميل أنه قال لبثينة:  ما رأيت عبد الله بن عمرو بن عثمان يخطر على البلاط إلا أخذتني الغيرة عليك وأنت بخبائك.

(6) أبان بن عثمان بن عفان([8]):
أبان بن عثمان بن عفان الأموي القرشي ، أول من كتب في السيرة النبويّة ، مولده ووفاته في المدينة ، شارك في وقعة الجمل مع أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -  وتقدم عند خلفاء بني أمية فولي إمارة المدينة سنة 76 إلى 83 هـ وكان من رواة الحديث الثقات ، ومن فقهاء المدينة أهل الفتوى ، ودوّن ما سمع من أخبار السيرة النبويّة والمغازي ، توفي سنة 105 هـ.
ذكره ابن حبيب في "المُحبر" في عِداد الحولان الأشراف.
وبمثل ذلك ذكره أبو جعفر الأفسطي الطرابلسي في "المجموع اللفيف".

(7) أبو شاكر مسلمة بن هشام بن عبد الملك([9]):
مسلمة بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ، أبو شاكر الأموي.
قال الحافظ ابن عساكر:  كان شريفاً ، ممدحاً.
ولي في أيام أبيه الموسم وغزو الصائفة ، وأمه أم حكيم بنت يحيى بن الحكم بن أبي العاص ، وداره بدمشق هي المعروفة بدار أما جور لزيق الجامع من ناحية باب البريد ولزيق دار أبي الدرداء.
وإليه يُنسب سيل أبى شاكر:  وهو سيل جاء في ابتداء سنة 120 هـ ودخل المسجد الحرام ، عقب حج أبي شاكر ، فسمى به.
قلت:  توفي بعد سنة 119 هـ لكونه حج في ذلك العام.

(8) عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان([10]):
عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان ، قُتل عبد العزيز بقديد سنة 130 هـ قتلته الحرورية.  كان عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك استعمله على بعث أخرجهم من المدينة من قريش وغيرهم ، فلقوا الحرورية بقديد ، فقتل عبد العزيز بن عبد الله ، وقتل الناس معه.
قال مصعب الزبيري:  وكان عبد العزيز سيداً شريفاً ، له مروءة وقدر.

(9) ابن أبي الشوارب الأموي البصري([11]):
 أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب محمد بن عبد الله بن أبي عثمان بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، القرشي ، الأموي ، البصري.
قال الإمام الحافظ الذهبي:  الإمام الثقة ، المحدث ، الفقيه ، الشريف.
وُلِد بعد سنة 150 هـ وحدّث عن:  كثير بن سليم ، وكثير بن عبد الله الأبلي: صاحبي أنس بن مالك.  وعن عبد العزيز بن المختار ، وأبي عوانة ، وحماد بن زيد ، وعبد الواحد بن زياد ، ويوسف بن الماجشون ، وخلق سواهم.
حدث عنه:  مسلم ، والنسائي ، والترمذي ، والقزويني في كتبهم ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، وأبو حاتم ، ومحمد بن محمد الباغندي ، وأبو القاسم البغوي ، وإبراهيم بن محمد بن متويه ، ومحمد بن جرير الطبري ، وآخرون.
 وكان من جلة العلماء ، قال النسائي:  لا بأس به.  قال الصولي:  نهى المتوكل عن الكلام في القرآن ، وأشخص الفقهاء والمحدثين إلى سامراء ، منهم ابن أبي الشوارب ، وأمرهم أن يحدثوا ، وأجزل لهم الصلات.
يقول الذهبي:  لما ولي ولده الحسن بن أبي الشوارب القضاء تخوف عليه ، وقال:  يا حسن أعيذ وجهك الحسن من النار.
وولي القضاء عدة من ذريته ، منهم:  ولده الحسن قاضي قضاة المعتمد على الله ، وكان جواداً ممدحاً نبيلاً.  مات في جمادى الأولى سنة 244 هــ.

(10) أبو الحسن ابن أبي الشوارب الأموي([12]):
أحمد بن محمد بن عبد الله بن العباس بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، أبو الحسن ، القرشي ، الأموي ، قاضي القضاة ، ولي قضاء البصرة ، ثم وَليَ قضاء القضاة بعد ابن الأكفاني في ثالث شعبان سنة 405 هـ ولم يزل على القضاء إلى حين وفاته.
قال سبط ابن الجوزي:  كان عفيفاً، نزهاً، جليلاً، شريفاً.
وقال القاضي أبو العلاء الواسطي:  ما رأينا مثله:  جلالةً وصيانةً وشرفاً.

(11) أبو الحسين محمد بن أبي الحسن علي الشريف العثماني([13]):
محمد بن علي بن أحمد بن ثابت بن محمد بن أحمد بن سعيد بن محمد بن العلاء بن محمد بن جعفر بن القاسم بن خالد بن محمد الديباج بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية ، أبو الحسين بن أبي الحسن العثماني الأموي.  كان شيخاً بهياً حَسَن الهيئة.
قال الحافظ ابن عساكر:  سُئل الشريف العثماني عن مولده؟ فقال:  في العشر الأول من رجب سنة 427 هـ وأربعمائة بمصر.
وقال ابن عساكر أيضاً:  ووُلِد أبوه الشريف أبو الحسن في سنة 405 هـ.

(12) الشريف أبو القاسم أحمد بن محمد بن عثمان([14]):
وهو من أهل القرن الخامس الهجري.
قال الإمام الحافظ ابن عساكر: (أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا عبد العزيز بن أحمد قال:  قرأ علينا أبو محمد عبد الله بن أحمد النيسابوري الخفاف المقرئ في مسجد الجامع بدمشق في شعبان سنة 415 هـ قال:  قرأت على الشريف أبي القاسم أحمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن سعيد بن المغيرة بن عمرو بن عثمان بن عفان حدثني أبي محمد بن عثمان العثماني).

(13) الشريف العثماني الديباجي شيخ العمراني([15]):
محمد بن أحمد بن يحيى بن حيي ، أبو عبد الله العثماني الديباجي ، من ولد الديباج محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - من أهل نابلس ، مولده سنة 462 هـ ببيروت.
قال ابن قاضي شهبة:  الشريف العثماني شيخ العمراني.
وعن أبي الحسن سعد الله بن محمد بن علي المقري:  ما صعد كرسي وعظ فيما رأيناه لا أعلم ولا أعف ولا أورع من الشريف الديباجي.
تفقه على الفقيه نصر المقدسي وسمع الحديث منه ، ومن الحسين بن علي الطبري بمكة ، ومن مكي بن عبد السلام المقدسي ، وجماعة.
روى عنه يحيى بن اسعد بن بوش وإسماعيل بن أبي تراب القطان وغيرهما.
يقول السبكي:  وكان إماماً زاهداً ورعاً جامعاً بين العلم والعمل، مُقدماً في الفقه وعلم الكلام على مذهب الأشعري.
قال يوسف الدمشقي:  كان الديباجي سيدنا في علم الأصول، ومقدمنا في الزهد والسنة والمنقول.
وعن الحافظ أبي الفضل بن ناصر:  ما رأيت من جمع له بين العفاف والورع في الوعظ كالديباجي.
وقال الحافظ ابن عساكر:  كان يعقد المجلس في جامع الخليفة وبالمدرسة النظامية ويناظر في مسائل الخلاف نظراً حسناً ويفتي على مذهب الشافعي، وله حرمة عند الخليفة وعند العامة لتصونه وتعففه ولزومه مسجده.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني:  محمد بن أحمد بن يحيى الديباجي العثماني، لقبه العمراني بمكة.
توفي يوم الأحد ثامن عشري صفر سنة 527 هـ.

(14) الشريف أبو عبد الله الأحمر الأموي([16]):
محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الحكم بن سليمان بن عبد الرحمن الناصر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأوسط بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم القرشي الأموي، الفقيه المالكي.
قال عنه الفقيه ابن الأبار القضاعي البلنسي:  الشريف أبو عبد الله ويُعرف بالأحمر.
روى عن أبي جعفر عبد الصمد بن موسى البكري قاضي الجماعة بقرطبة، وأبي عبد الله بن المحتسب النحوي، وأبي القاسم بن النخاس، وابن فرج، وعيسى بن حيرة مولى ابن برد، وأبي بكر حازم بن محمد، وأبي مروان بن سراج وابنه أبي الحسين، وأبي عبيد البكري، وأبي الحسن العبسي ومالك العتبي.
قيل مولده سنة 465 هـ.  توفي بمدينة قبرة وقد كف بصره سنة 542 هـ.

(15) الشريف أبو الندى الأموي الهروي([17]):
 المطلب بن أحمد بن الفضل، القرشي، الأموي، الهروي.
قال الإمام الذهبي:  الشريف أبو الندى القرشي خطيب هراة.
سمع أحمد بن أبي عاصم الصيدلاني، وعنه عبد الرحيم ابن السمعاني، وتوفي بهراة في رمضان سنة 549 هـ.

(16) الشريف أبو محمد عبد الله بن الحسن الديباجي([18]):
 أبو محمد عبد الله بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن هبة الله بن محمد بن يحيى بن نوفل بن عبد الله بن محمد الديباج بن عبد الله المطرف بن عمرو بن عثمان بن عفان الديباجي العثماني.
سمع أبا الفتح عبد الوهاب بن أحمد بن حلبة الفقيه بحرّان، وأبا عمران موسى بن علي الصيقلي النحوي بصور، وأبا القاسم الكحال بمصر، وأبا القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي ببيروت، والقاضي أبا محمد عبد الله بن علي بن عياض وابن عقيل وأبا الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن برهان بصور، وحدث بقرية من قرى البقاع من أعمال دمشق تسمى بخنة، وسمع منه غيث بصور وهبة الله بن عبد الوارث أيضاً.
قال الإمام الحافظ ابن عساكر:  قرأت بخط غيث بن علي: (قتل الشريف أبو محمد عبد الله بن الحسن بن أحمد بن عبد الله الديباجي العثماني عند الجبة في طريق بيروت وهو منحدر إلى طرابلس في العشر الأول من رجب سنة 564 هـ). كذلك حدثني والده وقال لي مولده سنة 527 هـ كان شاباً أديباً فهماً، علقت عنه في المذاكرة شيئاً يسيراً عن الكمال النحوي وأبي الفرج بن برهان وغيرهما.

(17) القاضي الشريف ابن أبي إلياس الديباجي([19]):
 أبو محمد عبد الله العثماني الديباجي من ولد الديباج محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان رضي الله عنهم، ويعرف بابن أبي إلياس.
قال أبو شامة المقدسي:  القاضي الشريف أبو محمد عبد الله العثماني الديباجي.
من بيت القضاء والعلم، وكان واسع الباع في علم الأحاديث، كثير الرواية، قيماً بالأدب، متصرفاً في النّظم والنثر إلّا أنه مقلّ من النّظم، أوحد عصره في علم الشُّروط وقوله هو المقبول على كل العُدُول.
توفي بالإسكندرية سنة 572 هـ.

(18) الشريف الديباجي العثماني المقدسي([20]):
 وهو من أهل القرن السادس الهجري على التقريب.
قال الإمام السمعاني المروزي: (أبنا أبو الحسين بدل بن الحسين بن علي الحلواني، بقراءتي عليه على باب داره بحلوان، أبنا الشريف أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى الديباجي العثماني المقدسي، قدم علينا، أنبأني الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي، قراءة عليه، حدثني الفقيه أبو...).

(19) الشريف أبو شجاع الأموي العثماني([21]):
محمد بن علي بن محمد بن أحمد، الشريف أبو شجاع فخر الدين الأموي العثماني البغدادي الكاتب.
قال الإمام الذهبي:  الشريف أبو شجاع فخر الدين ، ولد ببغداد في سنة 565 هـ، وسكن الديار المصرية، وحدث عن عبد الرحمن بن موقى.
روى عنه الزكي المنذري، وقال:  كان حسن السمت، كثير التصون جداً، من أعيان الطائفة العثمانية، رق حاله، وانقطع إلى العبادة.  وتوفي في خامس شعبان سنة 633 هـ.

(20) القاضي الشريف أبو محمد بن أبي الفضل الديباجي([22]):
وهو من أهل القرن السابع أو السادس الهجري.
قال كمال الدين بن أبي جرادة ابن العديم العقيلي: (أخبرنا جعفر بن أبي الحسن بن أبي البركات الهمذاني في كتابه قال:  أخبرنا القاضي الشريف أبو محمد عبد الله بن القاضي أبي الفضل عبد الرحمن بن يحيى بن اسماعيل العثماني الديباجي قال: قرأت على أبي بكر يحيى بن عمر بن شبل فأقرّ به).

انتهى بفضل الله وعونه.

كتبه:  أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي البكري
الثلاثاء 23 ذي الحجة 1439 ه / 4 سبتمبر 2018 م
محافظة قناصعيد مصر



([1])  صحيح مسلم ط إحياء التراث 4/ 1782 ، مسند أحمد ط الرسالة 28/ 194 ، صحيح ابن حبان ط الرسالة 14/ 242 ، المعجم الكبير للطبراني ط ابن تيمية 22/ 66
([2])  تاريخ الخلفاء للسيوطي ت الدمرداش صـ 171 ، الخصائص الكبرى للسيوطي ط العلمية 2/ 199-200 ، تاريخ الإسلام للذهبي ت بشار 3/ 115 ، البداية والنهاية لابن كثير ط إحياء التراث 9/ 221 ، مسند الفاروق لابن كثير ت قلعجي 2/ 693
([3])  تاريخ الإسلام للذهبي ت بشار ط الغرب الإسلامي 2/ 102
([4])  تاريخ الإسلام 2/ 379
([5])  سير أعلام النبلاء ط الحديث 4/ 445 ، خلاصة تهذيب تهذيب الكمال ت أبو غدة صـ 139
([6])  المحبر لابن حبيب ط الآفاق الجديدة صـ 302-303 ، الأعلام للزركلي ط العلم للملايين 3/ 98
([7])  تاريخ الإسلام 2/ 1124 ، تهذيب الكمال في أسماء الرجال ط الرسالة 15/ 363-364 ، التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة ط العلمية 2/ 63 ، إسعاف المبطأ برجال الموطأ للسيوطي ط المكتبة التجارية الكبرى صـ 17 ، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان لسبط ابن الجوزي ط دار الرسالة العالمية 9/ 450
([8])  المحبر لابن حبيب صـ 302-303 ، المجموع اللفيف ط الغرب الإسلامي صـ 509 ، الأعلام للزركلي 1/ 27
([9])  تاريخ دمشق لابن عساكر ط الفكر 58/ 65 ، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ط العلمية 1/ 61
([10])  نسب قريش ط دار المعارف صـ 114
([11])  سير أعلام النبلاء ط الحديث 9/ 143
([12])  مرآة الزمان في تواريخ الأعيان 18/ 322
([13])  تاريخ دمشق لابن عساكر 54/ 241
([14])  تاريخ دمشق لابن عساكر 27/ 13
([15])  طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ط هجر 6/ 88-89 ، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ط عالم الكتب 1/ 296-297
([16])  معجم أصحاب القاضي أبي علي الصدفي ط مكتبة الثقافة الدينية صـ 153-155
([17])  تاريخ الإسلام 11/ 977
([18])  تاريخ دمشق لابن عساكر 27/ 363-364
([19])  الروضتين في أخبار الدولتين ط الرسالة 2/ 455-456
([20])  المنتخب من معجم شيوخ السمعاني ط عالم الكتب صـ 476-477
([21])  تاريخ الإسلام 14/ 119
([22])  بغية الطلب في تاريخ حلب ط الفكر 7/ 3449

عن الكاتب

أحمد فرغل الدعباسي البكري

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري

2016