-->
مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري
مدونة تُعنى بالتاريخ والتراث والأنساب، لصاحبها: أحمد بن عبد النبي آل فرغل الدعباسي البكري، من محافظة قنا - بصعيد مصر. رئيس لجنة تحقيق الأنساب بمشيخة السجادة البكرية الصديقية. له من المؤلفات: السلالة البكرية الصديقية (في جزأين) ط 2014، إقليم نقادة بصعيد مصر ط 2015، إزالة الالتباس عن نسب الشيخ عزاز ط 2016، كناشة الدعباسي ط 2017، التبيين فيمن وطئ أرض مصر من العمريين ط 2019
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

(صحائف الأنساب بصعيد مصر) اعداد اللجنة العلمية لبحوث الأنساب بالسجادة العنانية


بسم الله الرحمن الرحيم
( صحائف الأنساب بصعيد مصر )

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:
اعتنى العرب في كثير من الأمصار بتدوين أنسابهم في صحائف مخطوطة، اتخذت هذه الصحائف أسماء عدة، من بينها: الجريدة، والجرد، والدرج، والمشجر، والمبسوط. ونتحدث في موضوعنا هذا عن "الجرد والمشجر" بصفتهما من أشهر مسميات صحائف الأنساب في صعيد مصر.

الجرد: وهو أشهر مسميات صحائف الأنساب بصعيد مصر، ويقابله ويرادفه مسمى "الدرج" وهو الإسم الشائع لصحائف الأنساب بدلتا مصر. والجرد هو جريدة نسب، أي جرد وذكر وبيان لأسماء الأصول والفروع عن طريق بسط النسب، ابتداءً من الجد الأعلى ونزولاً لأحد الفروع.

لا يحتوي الجرد فقط على النسب، وإنما يحوي بطياته العديد من التواريخ المرتبطة بمواليد ووفيات ورحلات وتنقلات أفراد سلاسل الأنساب الواردة به، وبعض الحكايات والروايات المختلفة لأحداث جرت معهم، مع ذكر أبرز أعلامهم ومزاراتهم ومواطن دفنهم، وشيء من كراماتهم في حال كانوا من الأولياء.

وفي العادة يزيل الجرد في ختامه بتاريخ تحريره وكتابته، أو تاريخ نسخِه، مع التنويه عن التواريخ السابقة لذلك النسخ، مع بيان أسماء الشهود العدول من نفس الفروع صاحبة النسب أو من جيرانهم أو من قضاة الشرع بمحلتهم، مزيّلة بتوقيعاتهم وممهورة بأختامهم، وقد يُضاف إلى أصل هذه الجرود لاحقاً تفاصيل بالفروع اللاحقة من ذرية الأفراد والأسر المذكورة، وتسمى هذه الإضافات بالتذييلات، وأيضاً يتم ذكر تاريخ إضافتها واسم واضعها.

· من أنواع صحائف الأنساب بالصعيد: 

1-الجرد العام للقبيلة: هو جريدة نسب كبيرة وشاملة، تهتم بقبيلة بأكملها، وتأتي على ذكر أصولها وفروعها وناقلتها والتواريخ المهمة المرتبطة بتنقلاتها ورحلاتها وبيان بأعلامها وأماكن وفاتهم وأضرحتهم إن وجدت، وتذكر بعض أسباط القبيلة وبعض أحلافهم ومواليهم بل وجيرانهم في موطنهم الأخير أو أثناء تنقلاتهم المختلفة قبل تاريخ تحرير الجرد العام، ويُوقع على هذا النوع من الجرود في الغالب شيخ القبيلة أو كبير القوم، وبعض مشاهير رجالات فروع القبيلة المختلفة، وبعض قضاة الشرع أو أعيان أحلاف القبيلة أو جيرانهم.

2-العُجالة: وهي جريدة نسب تؤخذ لشخص أو فرع بعينه، وغالباً ما يكون قد تغرّب عن وطن قبيلته الأصلي، وهم ما يعرفون في علم الأنساب بالمتنقلة أو الناقلة، والعجالة عبارة عن بيان بعامود نسب الفرد أو الأسرة، مع تخصيص الحديث فقط عما يخص فرعهم من بيان بالأعقاب والتواريخ والأحداث والمواطن المهمة المتعلقة بهم.

3-مشجر النسب: وهو لقب غلب على مشجرات ومبسوطات الأنساب في الصعيد على السواء، بينما الصحيح أن المشجر شيء والمبسوط شيء آخر، فالمشجر يبدأ بذكر الفرع ثم الأصل، بينما المبسوط يبدأ بذكر الأصل ثم الفرع. ويُسمّى مشجر النسب أيضاً في الصعيد بمخطوط النسب، لكونه مكتوب بخط اليد، وتمتاز مشجرات الأنساب في الصعيد بالشمولية، ففي العادة لا تقتصر تلك المشجرات على ذكر نسب قبيلة بعينها فقط، وإنما تتعداها لذكر أنساب قطر بأكمله أو مدينة بأسرها، وقد لا تكتفي بذكر أنساب الأشراف والعرب فقط وإنما تتعداهم إلى غيرهم من ساكني تلك المواضع.

ومن أشهر أنواع مشجرات الأنساب "الحصر": وكان يجرى الحصر بين تارة وأخرى، عند انتشار وتفشي ظاهرة التزوير والادعاء في النسب، أو عند الاضطرابات السياسية التي تؤدي أحياناً إلى فقدان وتلف العديد من صحائف الأنساب، والحصر بصعيد مصر كان يشمل الأشراف والأنصار والعربان بكامل قطر الصعيد، وأشهر حصر معروف هو حصر الشريف محمد بن عيسى بن خلف بن بحر الجعفري الرضوي الحسيني المتوفى سنة 946 هـ الذي وُضع كتزييل للمشجرة النعمانية الشهيرة، وسنأتي على ذكرها.

· خامات صحائف الأنساب بالصعيد:

1-الجلود: وهي نادرة الاستعمال، وكان يُعمل بها قديماً خلال القرون الهجرية الثلاث الأولى، حتى عصر الدولة العباسية الأول عندما تم الإستيعاض عنها بالأوراق، ومن الملاحظ أن أديرة رهبان المسيحيين بالصعيد كان يستمر أحياناً بها استعمال الجلود في الكتابة.

2-الأوراق: وهي المادة شائعة الاستخدام في كتابة صحائف الأنساب، وقد تنوعت أنواع خامات صناعتها على مر التاريخ الإسلامي، حيث كانت في البداية تصنع من نبات البردي، ثم صنعت في العهد العثماني من قش الأرز، ولكن هذا النوع كان يتصف بالقابلية للتلف السريع والتكسّر. وتلتهما أنواع أخرى من الأوراق.

ومن الملاحظ أن أوراق البردي استمر استعماله لتدوين الأنساب حتى عصور متأخرة، فتجد بعض صحائف الأنساب مكتوبة على ورق بردي صُنع في فترة الاحتلال البريطاني لمصر، ويظهر رمز التاج البريطاني على ذلك الورق. وأيضاً انتشر عند بعض أهل الصعيد اعادة استخدام أوراق البردي القديمة "الفرعونية" واستغلال المساحات الفارغة منها لتدوين "عجالات وجذاذات الأنساب"، وكان ذلك بسبب ندرة الأوراق وصعوبة التحصل عليه في بعض الأماكن النائية بصعيد مصر.

· الخطوط المستخدمة في الكتابة: تنوعت الخطوط المستخدمة في كتابة صحائف الأنساب بين خط النسخ وخط الرقعة، وكان من السهل نسبياً التحقق والتعرف على أصحاب الخطوط المكتوبة، وذلك نظراً لقلة عدد النسابين في القرون الماضية.

· الأختام: لا تختلف كثيراً في أشكالها عن أختام النسابين في الأقطار الأخرى، مع تميز صحائف الأنساب بالصعيد بنوع نادر من التوقيعات، وهي توقيعات بهيئة مربعات بداخلها أرقام مختلفة، وهي عبارة عن قيمة حساب الجُمل لأسماء معينة.



· نبذة عن أشهر صحائف الأنساب بالصعيد:

1-المشجرة النعمانية: تُنسب لناسخها النعمان بن بشير الأنصاري الأندلسي، وكان قد تحصّل على نسختها من بعض الجعافرة الرضويين الحسينيين، الذين ورثوها عن جدهم الإمام جعفر الصادق، وهو بدوره ورثها عن جده لأمه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وهي كتاب أنساب العرب الذي كتبه الخليفة أبو بكر الصديق كما هو مشهور. ثم عادت هذه المشجرة إلى أيدي قبيلة الجعافرة الرضوية الحسينية مرة أخرى وذلك في بلاد المغرب، فنسخها الشريف إبراهيم بن عبد المحسن الصغير بن حسين بن أحمد بن إبراهيم بن عبد المحسن الأكبر بن الحسين الفاسي المغربي الرضوي الحسيني.

ورد تنويه عنها بهامش احدى النسخ المخطوطة من كتاب الصلة لابن بشكوال، باسم الصحيفة الرضوية الحاوية لأنساب السادة الأشراف الجعافرة الحسينيين في بلاد الأندلس والمغرب، كما ورد لها ذكر في رواية ابن ازبك الصوفي (من أهل القرن الثامن الهجري)، باسم كتاب النسب والقصص في رواية السيد أحمد البدوي والتي نقلها ابن عبد الصمد وغيره في كتاب الجواهر السنية في النسبة والكرامات الأحمدية وهي تذكر أنساب الأشراف الرضوية الحسينية وبعض بيوتات الأشراف الأخرى وكثير من أنساب العربان والقبائل الأخرى، وهي بهيئة مبسوط نسب لا مشجر.

2-الشجرة البرزنجية: وهي احدى تزييلات ونسخ المشجرة النعمانية، وقيل أن واضعها هو السيد محمد ابن رسول البرزنجي، وهذه معلومة خاطئة.

3-مشجر البراطيم: ويعرف بمخطوط نسب السادة الكميلاب "الكميلاو" الجعافرة الرضويين الحسينيين بصعيد مصر، وهو احدى تزييلات ونسخ المشجرة النعمانية، وقيل أن كاتبه هو الشريف عبد الكريم الجالي الجعفري الحسيني أو أحد أحفاده.

4-مشجرة الطود: وهي نسخة من جرد قديم لجماعة من الأشراف ببلدة "الأحايوة شرق" وعليه تاريخ سنة 981 هـ، وهناك عجالة منه عليها تاريخ سنة 922 هـ وجدت بالفيوم عند جماعة بها يقال لهم الجعافرة.

نُسخت مشجرة الطود بالجامع الأزهر الشريف سنة 1212 هـ، ثم سجلت بنقابة السادة الأشراف زمن ولاية السيد محمد توفيق البكري الصديقي سنة 1322 هـ، ومنها نسخة آخرى لأحد الفروع الشريفة ببلاد الشام، عليها توقيع قائم مقام نقيب أشراف إسنا بصعيد مصر السيد سعيد عطاي الكلابي المتوفى سنة 1357 هـ تقريباً، وعليها تاريخ 17 رجب سنة 1322 هـ.

5-مشجرات السادة الكلابية: وهي مشجرات عدة، منها ما سُجل بمحكمة إسنا الشرعية بصعيد مصر سنة 1045 هـ، ومن أشهرها المشجرة المعروفة بمشجرة السيد علي أبو النور الكلابي، التي كتبها السيد سعيد عطاي الكلابي الحسيني قائم مقام نقيب أشراف إسنا زمن ولاية السيد محمد توفيق البكري، وهي نقلاً عن مشجر السيد نصار بن عمارة بن عمر بن كلاب بن سلامة بن كلاب بن كليب بن أبي القاسم بن محمد الكلابي اليافعي الحسيني، المُصادق عليها سنة 889 هـ.

6-رزنامة الأنساب: وبها تزييلات كثيرة، وعليها تواريخ مختلفة، بداية من سنة 983 هـ حتى سنة 1282 هـ.

· بعض أخطاء نسّاخ وكتاب صحائف الأنساب بالصعيد:

1-اختزال عامود النسب: وذلك نظراً لقلة إلمام الناسخ أو الكاتب بالنسب، فيُسقط أحيانا بعض وربما الكثير من حلقات سلسلة النسب، كأن يذكر نسب شخص من أهل القرن الخامس الهجري ثم يقول أنه ابن مباشر لرجل من أهل القرن الأول الهجري.

2-الوقوع بكثرة في خطأ عدم التمييز بين متشابهات الأسماء والألقاب والمهن والوظائف، مثل: (القاضي، الخطيب، النجار، الأغا "وهي وظيفة سياسية وعسكرية"، الغازي "وتعني المجاهد كثير الغزو".. وغيرهم).

3-اقحام ألقاب مستحدثة عند الحديث عن أنساب قديمة سابقة على زمن استحداث واستخدام هذه الألقاب، كأن يُذكر شخص من القرن الأول أو الثاني الهجري ويُقرن ذكره بلفظة (البيرق، الغازي، رزنامة) وهي ألقاب لم تكن معروفة زمن حياة هذا الشخص.

· تزوير الأنساب في الصعيد:

ازداد التزوير وادعاء النسب الشريف بشكل ملحوظ بالقرن الأخير بشكل ملحوظ، رغم سابق وجوده في القرون الماضية، وفي بلدان عدة، ومن الملاحظ أن الغالبية العظمى من تلك الادعاءات والتزويرات تتجه صوب النسب الهاشمي الشريف دون بقية الأنساب، لكونه غاية الشرف ومنتهاه. ولم يقتصر المزورون على استخدام الأوراق لكتابة ما يريدون، وإنما تعدوه إلى استخدام خامات أقدم، كان قد توقف استخدامها في القرن الثالث الهجري.

يقوم هؤلاء المزورون أحياناً باستحداث أختام لأعلام ومشاهير النسابين القدماء، وذلك لإضفاء مزيد من التوثيق علي مدوناتهم، ولكن عند الرجوع إلى أحفاد هؤلاء النسابين القدماء ومقارنة أختام أجدادهم الأصلية بتلك المستحدثة، فإنه يتم اكتشاف زيفها سريعاً.

ومن الملاحظ أيضاً اقحام أسماء بعض الشخصيات المشهورة من السلاطين والملوك والأمراء والعلماء المشاهير في مدونات الأنساب، كموقعين وشهود عليها، رغم عدم تخصص وربما عدم إلمام الكثير منهم بالأنساب بالمرة.

اتجه المزورون كذلك إلى استخدام أساليب عدة تُضفي على الأوراق والصكوك النسبية شكل يوحي بالعتاقة والقدم، وذلك بتعتيقها بطرق يعرفونها، ليبدوا شكلها بالياً وقديماً ومشابه بقدر كبير للأوراق القديمة التي أصابها الضعف والتآكل مع تطاول العهد.

ومنهم من يستغل الصفحات القديمة الفارغة التي كانت تتبقى عند النسابين والعلماء أو في ملاحق بعد المخطوطات القديمة، ويقومون بتدوين أنساب لاحقة وحديثة عليها، ويضيفون إليها تواريخ قديمة وأسماء شهود لرجالات كانوا أحياء في التاريخ الموضوع حتى لا يتبادر الشك إلى زيف هذه الصحائف "مع قدم وعتاقة أوراقها"، بل قد يُقلّدون خطوط هؤلاء الشهود أو الموقعين – المعروفة خطوطهم - على ما كتبوه بشكل احترافي يصعب معه كشف التزوير، ولكن من السهل التنبه لهذا الأمر، وذلك عند الاطلاع على حال مالكها وتتبع كيفية حصوله على تلك الصحائف والجرود.

وفي الختام نُذكّر بحرص الشرع الكريم على التزام الصدق وعدم الانتساب إلى غير الآباء، لما يتحصل لفاعله من آثام قد تودي به إلى الكفر، مصداقاً لبعض ما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة، وإنّا لنعوذ بالله من شر ذلك الإثم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



اعداد اللجنة العلمية لبحوث التاريخ والأنساب بالسجادة العنانية العمرية:



الباحث: عبد الحميد سالم الأبطحي الرضوي الحسيني، الباحث: الشاذلي عباس الجعفري الرضوي الحسيني، الباحث: منصور علوي الجعفري الرضوي الحسيني، الباحث: أحمد فرغل الدعباسي البكري الصديقي، بتاريخ يوم الجمعة 26 فبراير سنة 2016 م

عن الكاتب

أحمد فرغل الدعباسي البكري
  1. اسمي
    عيدكيلاني رشدي مهران عبد السلام محمدعبدالسلام اسماعيل علي عبده
    عبيد الله عمار محمد عماره الكبير عيد احمد منصور الي ان ينتهي بجدي الحسين

    ارجو ارسال الجرد الخاص باجدادي
    للتوثيق بالنقابه

    ردحذف
  2. كما تري أردت أن اعلق تحت اسم مجهول هكذا قبيلتي مجهولة النسب وهي التي تنتمي للنسب الهاشمي فقد قام محمد علي باشا بقتل رؤسها جميعا واخذ اطيانهم وأموالهم وجعلهم أفقر الناس بعد أن اشتروه عند الباب العالي فكل بهم وقتلهم
    واليوم ضاع نسبنا ولا نعلم عنه إلا الشيء القليل جدا جداً
    فهل لك أن تساعدنا في ذلك

    ردحذف

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري

2016