-->
مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري
مدونة تُعنى بالتاريخ والتراث والأنساب، لصاحبها: أحمد بن عبد النبي آل فرغل الدعباسي البكري، من محافظة قنا - بصعيد مصر. رئيس لجنة تحقيق الأنساب بمشيخة السجادة البكرية الصديقية. له من المؤلفات: السلالة البكرية الصديقية (في جزأين) ط 2014، إقليم نقادة بصعيد مصر ط 2015، إزالة الالتباس عن نسب الشيخ عزاز ط 2016، كناشة الدعباسي ط 2017، التبيين فيمن وطئ أرض مصر من العمريين ط 2019
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

نسج الخيال ومُنتهى الجمال عن صفة وحِلية المشاهير (للدعباسي)

هي مقالتي الأولى بصحيفة صوت الصعيد ...
تُلقي بظلالها على الوهم القديم لدى الأمم والقداسة التي أعطوها في مخيلاتهم لصور من أحبوهم من المشاهير ، مثل المسيح بن مريم عليه السلام ، وعلي بن أبي طالب وكثير من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم . مقال مُستخرجة مادته من بطون كتب السير والتراجم والتواريخ ، ندعوا الله أن يقدم إفادة للقارئ الكريم . تحياتي / أحمد الدعباسي .
 
نسج الخيال ومنتهى الجمال
عن صفة وحِلية المشاهير

تالله ما أنصف من المُحبين إلا قليلاً ! ، وكيف يكون الإنصاف ومرآة المُحب عمياء كما قال الأولون ؟! . يُحب الإنسان فيبالغ في وصف معشوقه حال رؤيته ، فيشبهه بالقمر وبالشمس والنجوم ، بل ويشبهه بما لم تره عينه كالحور العين ! ، هذا حاله في وصف معشوقه الذي رآه وأبصره ، فما بالنا بوصفه لمعشوق له لم يبصره أو يقابله ؟! .

قد أحب كل قوم أنبيائهم وعظمائهم وحكمائهم ، ومدحوهم بكل قول حسن ، وبكل فعل بديع ، فرسموا صورهم في بطون الكتب بالمداد والحبر والقلم ، وصوّروهم على الجدران والأحجار والأخشاب والصلبان ، وبالغوا في وصف من أحبوا ، فتلك شيمتهم لا ولم ولن تتغير .

أحب النصارى مسيحهم ابن مريم الناصري ، وهو رجل من بني إسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم إخوة العرب بنو إسماعيل بن إبراهيم وبنو عمومة الأراميين والكلدانيين والأشوريين وغيرهم من أمم بلاد الهلال الخصيب وشمالي جزيرة العرب ، وهم كما هم اليوم في أشكالهم وأبدانهم لم يتغيروا ، إذ لم يتغير مناخ بلادهم عمّا كان عليه منذ ثلاثة آلاف عام .

قام نصارى الروم ومن شايعهم برسم صورة المسيح وأمه كأجمل ما يكون الرجل والمرأة منهم ، شعرٌ أشقر وعينٌ خضراء أو زرقاء وأنفٌ دقيق وبشرةٌ بيضاء مشربة بحمرة ، وكأن المسيح قد وُلِد فوق رُبى سيبيريا أو في سهول جبال الألب ؟! . 

وعلى النقيض قام الأحباش والزنوج في قارتهم السمراء برسم صورة المسيح بهيئاتهم وألوانهم ، ذو شعر أجعد ذا تلافيف ، وبشرة سمراء داكنة وشفاه غليظة وقوام ممشوق قوي ، وكأن العذراء قد ولدت وليدها في حديقة النجاشي ؟! .

هكذا هي الأمم دوماً ، تُحب فتبالغ في وصف من تحب ، كُلٌ يصف من منظوره وزاويته وحاله ، ولم يكن العرب عن هذا ببعيد ، إذ بالغوا في وصف صحب نبينا الكريم وآل بيته الأطهار ، واتّبعوا سنن من كان قبلهم ، خاصة فِرق الروافض ومن على شاكلتهم ، ولمّا أراد هؤلاء الروافض تصوير شكل الإمام علي بن أبي طالب ، فإنهم رسموا له صورة شبيهة بأشكال أهل أوروبا ! ، رغم أنه من غُرر وصميم العرب ، وحِليته في الكتب تذكُر أنه كان أسمر اللون ، شديد السمرة ، ولم يكن طويلاً كثيراً كما يصوروه ، بل إنه كان إلى القصر أقرب .. رضي الله عنه .

أما سيدنا محمد رسول الله فكان كما وُصِف : أجمل الناس خَلقاً وأحسنهم خُلقاً ، أبيض اللون مشرّب بحمرة ، ولم يكن يشبهه في الخَلق إلا القليل من صحابته وقرابته، ومنهم: الحسن والحسين وجعفر بن أبي طالب وقثم بن العباس وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ومصعب بن عمير .

أما بقية نُبهاء العرب في الجاهلية ، وأعلامهم في الإسلام ، فليسوا كما صُوّر لنا في الإعلام المرئي ! ، فكان القائمون على هذا الإعلام – السيئ - يُشنِّعون من صور أهل الجاهلية ، ويُبالغون في وصف أهل الإسلام ، وإن الحق أحق أن يُتبع ، وإليكم قائمة ببعض صفات هؤلاء الأقوام الأعلام في الجاهلية والإسلام ، كما أخبرنا ونقلها لنا أصحاب السير والتواريخ والأخبار :



- أبو بكر الصديق: أبيض نحيف ، خفيف العارضين ، ناتئ الجبهة ، إحدى عينيه يختلف لونها عن الأخرى "أخيف" دون داء بها ، أحنى الظهر قليلاً .

- عمر بن الخطاب: طويل ، أبيض أصابه السواد عام الرمادة ، أصلع .

- عثمان بن عفان: أسمر ، ربعة ليس بالطويل ولا القصير ، كثير شعر الرأس .

- علي بن أبي طالب: أسمر شديد السمرة ، ربعة يميل إلى القصر ، عريض أبيض اللحية ، قليل شعر الرأس وأصابه الصلع بعد أن تقدم في العمر ، ضخم البطن .

- عبد الرحمن بن عوف: طويل رقيق البشرة ، مشرب بحمرة .

- طلحة بن عبيد الله: أسمر ، كثير الشعر ، أحد أصابع يده مشلولة "أصيبت في غزوة أحد".

- بلال بن رباح: أسمر شديد السمرة ، طويل نحيف ، خفيف العارضين ، كثير الشعر .

- عمار بن ياسر: أسمر شديد السمرة ، طويل .

- عبد الله بن الزبير: طويل ، نحيف ، خفيف اللحية جداً .



وتروي كتب الأخبار أن ممن أصابهم العمى من الأشراف: العباس بن عبد المطلب ، وأبو سفيان بن حرب وكان قبلها أعوراً إذ أصيبت عينه في إحدى المغازي. وممن ذهبت إحدى أعينهم في الحروب أيضاً : المغيرة بن شعبة الثقفي والأشعث بن قيس الكندي وعدي بن حاتم الطائي . 

وكان هشام بن عبد الملك الأموي أحول العين ، وكذا زياد بن أبيه. وكان أبان بن عثمان بن عفان أصم أبرص أحول ، وكان أبو الأسود الدؤلي أعرج أبخر .

كما كان أبو طالب بن عبد المطلب أعرج ، ومثله الصحابي عمرو بن الجموح الأنصاري ، وكان أبو لهب عبد العزى بن عبد المطلب أحمر اللون حتى دعاه قومه "أبو لهب" وقد كان أحول العين ، وكذلك كان أبو جهل عمرو بن هشام أحول.


بقلم / أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي

عن الكاتب

أحمد فرغل الدعباسي البكري

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري

2016