-->
مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري
مدونة تُعنى بالتاريخ والتراث والأنساب، لصاحبها: أحمد بن عبد النبي آل فرغل الدعباسي البكري، من محافظة قنا - بصعيد مصر. رئيس لجنة تحقيق الأنساب بمشيخة السجادة البكرية الصديقية. له من المؤلفات: السلالة البكرية الصديقية (في جزأين) ط 2014، إقليم نقادة بصعيد مصر ط 2015، إزالة الالتباس عن نسب الشيخ عزاز ط 2016، كناشة الدعباسي ط 2017، التبيين فيمن وطئ أرض مصر من العمريين ط 2019
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

مناقشة كتاب (الكوم من صفحات التاريخ) – تأليف الأستاذ: جلال ممدوح همام

سعدتُ الليلة بمناقشة كتاب (الكوم من صفحات التاريخ) – تأليف الأستاذ: جلال ممدوح همام ، وذلك ببيت ثقافة نقادة بمحافظة قنا، وإليكم نص ما ألقيته:
بسم الله الملك الوهّاب المتعالي، والصلاة والسلام على النبيِّ وخيرِ آل، والصحبِ والأنصارِ والموالي، نبدأ بمشيئة الله تعالى الحديث عن كتاب "الكوم من صفحات التاريخ".
بداية أُحيي السادة الأفاضل الحضور، وأحيي أخي الأستاذ/ جلال ممدوح همام ، صاحب الكتاب موضوع مناقشة اليوم ، فأهلاً ومرحباً بالجمع الكريم.
انتدبني نادي الأدب ببيت ثقافة نقادة لمهمة المشاركة في الاحتفال بصدور مولود جديد مبارك إن شاء الله، ومناقشة فحواه، ومحاولة الوقوف على ما جاء فيه من كل أمر جديد، نافع ومفيد، عن تاريخ قرية من أحد أكمنة أو كيمان الصعيد، وكذلك نقدْ ما يستوجب النقد فيه، فتلك هي العادة، فلا كمال إلا لكتاب الله وحده.
النقد والنقض؛ كلمتان متقاربتان لفظاً، متباعدتان مقاصِداً، فالنقد - بالدال - يكون لتقويم البِناء، أما النقض – بالضاد - فيكون للتقويض والهدم، غير أنه لا نقد بغير بناء، فجزى الله خيراً كل من بنى وشيّد في صروح العلم، يقول الشاعر:
العلم يرفع بيوتاً لا عِماد لها ... والجهلُ يخفضُ بيتَ العز والكرم
وقد كان للأستاذ جلال همام سَبْقٌ كبير في هذا المضمار، إذ سار على درب السابقين من مؤرخي الصعيد، بدايةً من أبي الفضل كمال الدين جعفر الإدفوي (المتوفى سنة 748 هـ / 1347 م) صاحب "الطالع السعيد الجامع تاريخ بلاد الصعيد" الذي أرّخ لبلاد الصعيد الأعلى، وهو القائل:
أحنُّ إلى أرض الصعيد وأهلها = ويزداد شوقي حين تبدو قبابها
وتذكرها في ظلمة الليل مهجتي = فتجري دموعي إذ يزيد التهابها
وما صَعُبت يوماً علي ملمّةً = وشاهدتها إلا وهانت صعابها
بلاد بها كان الشباب مُساعدي = على نيلِ آمالٍ عزيزٌ طِلابها
وقضيت صفو العيش في عرصاتها = لذلك يحلو للفؤاد رحابها
مَوَاطِنُ أهلي ثم صحبي وجيرتي = وأول أرضٍ مَس جلدي ترابها

وكذلك العلامة محمد ابن حامد الجرجاوي (المتوفى بعد سنة 1355 هـ / 1936 م) صاحب كتاب "تعطير النواحي والأرجاء في ذِكر تاريخ جرجاء". ومثله من المعاصرين صاحبنا الأستاذ المستشار/ أحمد عبد الباسط الحايق صاحب كتاب "تاريخ قرية المريس" من محافظة الأقصر.
ومما مرّ نستنتج أنه مع تطاول الأزمان ، واتساع العمران ، وكثرة السكّان ؛ يتجه المؤرخون للتخصيص، فمنذ سبعة قرون نجد الإدفوي (المتوفى سنة 748 هـ / 1347 م) يكتب عن إقليم الصعيد الأعلى كله، أما في زمن الجرجاوي منذ مائة عام ؛ يبدأ الأمر في التخصيص فنجده يقتصر في حديثه على إقليم واحد من أقاليم الصعيد وهو "إقليم جرجا"، وأما في زماننا المعاصر فقد بلغ الأمرُ ذروته، إذ صارت الحاجة ماسة لكتبٍ مُخصَّصَة لقرى ونجوع بعينها، فصَدَرَ كتاب "تاريخ قرية المريس"، ثم الكتاب الذي بين أيدينا اليوم (كتاب الكوم من صفحات التاريخ).
وإن الأستاذ جلال همام لأحسبه أول رجلٍ صنّف كتاباً عن تاريخ قريةٍ واحدة في مركز نقادة كله، جمع فيه ما استطاع مِن تراث الأقدمين، وأخبار الفضلاء والصالحين، فأنار به درباً للسالكين، وحفظ به وفيه تراث أهله وبعض تاريخهم ومآثرهم ؛ صوناً له من الضياع، وجعله بين دفّتي كتاب، وكما قال الحكيم العربي: (العلمُ صيد، والكتابة قيد، وإذا ضاع القيد ذَهَب الصيد)، فنسألُ الله تبارك وتعالى أن يُبارك في صيد أخينا الأستاذ جلال، وأن يجزيه خيراً عن أهل بلدته، وندعو له بالسداد والتوفيق فيما هو قادم إن شاء الله.
أما الكتاب موضوع مناقشة اليوم، فقد تجاوز المائة صفحة بقليل، بذل فيه مُصنّفه جهداً ملحوظاً، واجتهاداً ملموساً، حيث لم يترك – فيما يبدو - الكثير ولا القليل، ولا الكبير ولا الصغير في بلدته إلا وأتى على ذِكره، حتى أنه لم يفته ذِكر عدد "محلات البقالة" وعدد "الصيدليات" و"المخابز" بقرية كوم بلال. وحوى كتابه بعض الخرائط المهمة، والرسومات التوضيحية التي تساعد القارئ في استيعاب المعلومات المُقدمة بشكل أفضل، وهو مما يُحسب للمؤلف.
كما أنه اعتنى غاية العناية بوصف الأمور الحياتية والمناسبات الدينية والعادات المحلية لأهل قريته بكل دقة، وبأدق التفاصيل، وأظْهَرَ فيها من المعلومات الجديدة والمفيدة الشيء الكثير، ومنها مثلاً: وصفه كيف أن الطرقات الداخلية القديمة بقريته كانت ضيقة، والمنازل كان أغلبها لا يتجاوز الطابق الواحد، الأمر الذي يجعل راكب الجمل يُضطر للنزول والترجّل عن بعيره حتى لا يقع نظره على عورات البيوت وأهلها.
واعتنى الكاتب مشكوراً بالترجمة لمشاهيرٍ من أهل قريته، من أهل العلم والصلاح والإصلاح والأعمال الخيرية النافعة، وكان المُلاحَظ أن جميعهم من الرجال، ليست بينهم امرأة واحدة. وقد أفاد الكاتب ببراعة بين سطور كتابه كيف أن المرأة بقريته ظلّت مظلومة من المهد إلى اللحد. ولم يفته استنكار بعض العادات الخاطئة التي نُشِّئَت عليها الفتيات منذ الصغر.
كما أن المؤلف بذل جهداً في السفر خارج بلدته، باحثاً عن بقية أهلها في شتات نواحي مصر، ليطّلع على أحوالهم، ويرصد ويُسجل أخبارهم. كما لم يفته أن يوضح مدى التباين الكبير بين أحوال المهاجرين من أبناء قريته للخارج وبين حال من بقي فيها من أهلها، وكيف أن من سافر وجد الخير الكثير، والمال الوفير، والمناصب الجليلة، بخلاف من بقي راكداً فيها، حيث كاد أن يُعدم أن تجد فيهم من هو موظفٌ بالدولة المصرية كما سيأتي بيانه. والأمر كما قال ابن الوردي الشاعر:
حُبّكَ الأوطانَ عجزٌ ظاهرٌ ... فاغتربْ تلقَ عن الأهلِ بَدَلْ
فبمُكثِ الماءِ يبقى آسناً ... وسُرى البدرِ بهِ البدرُ اكتملْ
وكان مما لاحظناه في هذا الكتاب أيضاً نقاط وجدنا أنه من اللازم الوقوف عندها، لتبيان ما نراه من مواطن خلل ظاهرةً فيها، أو لبس بيّن بها، لُنراجعها مع المُصنّف ليستدرك منها من يمكن استدراكه ، ويزيد فيها ما تنبغي زيادته في الطبعات اللاحقة من كتابه إن شاء الله. وكانت ملاحظاتي في عشرين نقطة، وهي:
*1- تضارب واختلاف عجيب في تحديد اسم الكتاب ! ؛ فنجد على الغلاف الخارجي أن اسم الكتاب هو (الكوم من صفحات التاريخ)، بينما في أولى صفحاته نجد للكتاب اسماً آخر وهو (لماذا سُميّـت كوم بلال؟) ، وكذلك ورد نفس الاسم الأخير في الصفحة الثانية المشتملة على بيانات الكتاب، وهذا أمرٌ لم أقف على مثله في كتاب غير هذا، فكان حري بالمُصنِّف أن يجعل لكتابه عنواناً واحداً، يكون متطابقاً بين المكتوب على الغلاف، وبين المدوّن بفهرسة الكتاب المُودع بدار الكتب المصرية.
*2- لم أجد للكتاب فهرساً ! ، وقد جرت العادة منذ ظهور الطباعة أن تُوضع للكتب فهارس، لا سيما الكتب البحثية . وكذلك فقد خَلَى الكتاب تماماً من قائمة مُرفقة بمراجع ومصادر البحث ، سواء الشفاهية منها أو النقلية ، المطبوعة منها أو المخطوطة ، وكذلك لم يرد في متن الكتاب أسماء مراجع المعلومات التاريخية أو المصادر البشرية لتراجم المشاهير إلا القليل، مما يُقلل من القيمة العلمية للكتاب.
*3- في الصفحة رقم 5 ذكر الكاتب أن نسبة الموظفين من أبناء قريته في الدولة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، أي أن عدد الموظفين من أبناء قرية كوم بلال لا يتجاوزون الـ 5 أفراد ؛ في حين أن تعداد القرية يقارب 11 ألف نسمة طبقاً لإحصاء الكاتب . وهذا أمر أستغربه جداً ، وقد يستغربه مثلي الكثير من القرّاء، فهنا أطلب من الكاتب التحري والتدقيق أكثر، فكل كلمة يكتبها الباحث أو المؤرخ يجب أن تكون من الدقة بمكان. وأما إن كان مقصد الكاتب : التبيين عن قلة نِسبة الموظفين بقريته؛ فهناك ألفاظ أخرى تدل على القلة، بينما التحديد الدقيق بالأرقام هو أمرٌ فيه من المجازفة الكثير.
*4- الكتاب كان في حاجة ماسّة للمراجعة اللغوية، أو على الأقل في حاجة لوضع الفواصل بين الجُمل، حتى يصل المعنى للقارئ بيُسر، وكذلك حتى تتم تصويب الكلمات المغلوطة فيه، مثل كلمة (حبشتسوت) بصفحة 5 والتي هي (حتشبسوت)، والتي تكرر ذكرها أيضاً بنفس الخطأ في صفحة 11. وكذلك كلمة (بوجلوسه) بصفحة 19 والتي صوابها (بإجلاسه) ، وكلمة (لجنة المصطلحات) بصفحة 39 والتي صوابها (لجنة المصالحات)، وكلمة (محرك بك) بصفحة 68 والتي صوابها (محرم بك) وغير ذلك.
*5- يقول الكاتب أن قرية كوم بلال تكاد تكون هي القرية الوحيدة [الموجودة] غرب ترعة أصفون قبل التوسع بالبناء، وأقول: إن في قوله هذا مغالطةً كبيرة، قد لا يخفى غلطها على العوام من الناس؛ فضلاً عن العلماء والباحثين، فهناك قرى أخرى تقع غربي ترعة أصفون، والتي يعود تاريخ بعضها للحقبة الرومانية بل وللعصور المصرية القديمة [الفرعونية]، مثل: قرية أصفون نفسها، وقرية القرنة وهي قرية قديمة عريقة ، وقرية البعيرات القريبة في تاريخ نشأتها من قرية كوم بلال، وكذلك قرية نجع البِركة، ثم قرية أسمنت الكبرى وهي قرية قديمة وتجاورها أسمنت الصغرى، ثم قرية قرقطان وهي قرية قديمة منذ زمن الرومان وكان اسمها "دير قطان".
*6- في صفحة رقم 10 تحت عنوان "كوم بلال تلك الحضارة المنسية" نجد تَعمُّد المؤلف ذِكر اسمه والتنويه بأنه هو صاحب ذلك البحث، في حين أن الكتاب كله معلوم أنه من تصنيف وبحث صاحبه الذي يضع اسمه على الغلاف، فهنا نسأل: ما سبب هذا التكرار؟!
*7- يُرجِع الكاتب سبب إهمال المؤرخون العرب لذكر قريته كوم بلال – حسب ظنّه - إلى عدم استطاعة أهلها استضافة أحد من هؤلاء المؤرخين نظراً لفقر قريته. وأقول: إن في قوله بعدم استطاعة أهل قريته القيام بواجبات الضيافة؛ انتقاص وتجريح لهم، خاصة لكون ما ذهب إليه إنما هو فرضية محضة افترضها، ليست عليها دلائل، وإن هذا الكتاب يُفترض أن يكون منبراً للتعريف بفضائل قريته، وليس للانتقاص من قدرها؛ بسبب أوهام وظنون خامرت عقل المؤلف.
وخاصة أن هؤلاء المؤرخين العرب من الظُلم البيّن وصفهم جميعاً بأنهم مجاملون منافقون باحثون عن اللقمة والطعام، وإنه كان من الأولى عدم الدفاع عن الظن بخلو كتابات المؤرخين العرب من ذكر لقرية المؤلف بمزاعم قد لا تكون عليها أدلة، خاصة أن ممن أرّخ لبلاد الصعيد الأعلى رجال أفاضل، منهم الأثرياء الوجهاء أصحاب المال الوفير والنفوذ الكبير؛ مثل ناظر ديوان المعارف المصرية: السيد علي باشا مبارك صاحب الخطط التوفيقية، ومثل العلماء المتصفون بالعدل والصلاح مثل الإمام أبو الفضل جعفر الإدفوي ، والمؤرخ محمد بن حامد الجرجاوي.
*8- افترض الكاتب افتراضاً نرى أن الصواب قد جانبه فيه، فيقول الأستاذ الكاتب في صفحة 11: أن المعابد لا تُقام إلا على أرض صلبة، ليستدل بذلك على صحة قول بعض علماء الآثار أن معبد أمبوس بُني في قرية كوم بلال، وليس في قرية "الشيخ علي" القريبة منها؛ طبقاً لقول علماء الآثار الأخرين، هذا طبعاً مع إغفال الكاتب ذِكر الرأي الآخر الذي أوردناه آنفاً.
بينما الناظر في آثار المصريين القدماء ومعابدهم يجدها في السهل والجبل، والساحل والصحراء، فهذا معبد الأقصر، وذاك معبد الكرنك؛ يقعان مباشرة على شاطئ نهر النيل، فوق أرض ليست بصلابة وقوة الأرض الجافة البعيدة عن شاطئ النهر مثل قرية كوم بلال، وكذلك معبد إسنا المُقام بقرب شاطئ نهر النيل، وغيره الكثير.
*9- في صفحة 13: أورد الكاتب مبحثاً بعنوان (البئر والطلمبة والمَكَن الارتوازي) إلّا أنني بعد قراءة ذلك المبحث لم أجد فيه ذكراً للطلمبة ولا للمكن ، إنما فقط وجدت أحاديث عن البئر والمياه الجوفية ، وكان ينبغي أن يكون العنوان أكثر دقة، أو أن يكون المبحث أكثر تفصيلاً.
*10- الخروج عن اللغة العربية ، واستخدام كلمات وجمل عامية كثيرة، وليت الكاتب التزم بالكتابة بالكلمات العامية لوحدها أو اللغة العربية الفصحى لوحدها، إلّا أنه جمع بين الاثنتين، فخلط الزيت بالماء وهما إن اجتمعا بحال لا يمتزجان؟! فنتجت عن هذا الأمر كلمات وجُمل كثيرة مُشوّهة، تحوي كلماتٍ بعضها مبتذل للأسف. رغم أن ما كنا ننتظره هو كتاب غاية في إتقان الصنعة، وسلامة اللغة العربية؛ لكون المؤلف من معشر الشعراء، وله من الدواوين ثلاثة، كما أنه يشغل منصب "سكرتير نادي الأدب" بنقادة .
ومن تلك النصوص ما جاء بالصفحات : بدايةً من صفحة 15 إلى صفحة 23 ، يقول الكاتب: (بعد صلاة العصر يسبّحوا العريس) (تروح أم العريس – وتتغدى من طبْخها - وكمان تخليها تقعد جمبها - والمهم إنها تشم خشمها ومناخيرها لأنها ممكن تطلع بخرة ، وكمان لازم تشوف كعب رجلها لا تطلع بعرقوب ناشف – والعريس مش بيروح بيت العروسة خالص) ، ويقول : (يقوم أهل العريس ببناية أوضة جوه بيت العيلة) ، ويقول: (جوز شبشب – جوز جزمة) ، ويقول: (اللي بتحنّي الحنة بنت بنوت) ، ويقول: (بعد ما يخلص الفرح الشباب يلم الدكك) ، ويقول: (ويوم قروص مطبق ويوم كنافة على التوالي والعشا خد عندك: 3 أزواج فراخ حمام) ، ويقول: (والأب ربّك ما يحطّك مكانه) ، ويقول: (الفلوس تنزل عليها مطرة ترُخّ) وغير ذلك مما يطول ذكره.
*11- غياب تفسير بعض المصطلحات والكلمات المُغرِقة في المحلية والتي يستشكل على الكثير من القرّاء من خارج الصعيد فهمها، مثل كلمة (المُطاهِر، المُخلِف ، والزِيانة بالنهار: بصفحة 15)، وكلمة (القرينة والهريند : بصفحة 16) ، وكلمة (المَنُّون : بصفحة 17) ، وكلمة (بشكير: بصفحة 18) ، وكلمة (الماجور – التي ذكرها بالهمز خطأً فقال المأجور: بصفحة 19) ، وكلمة (جرباح النخل : بصفحة 21) ، وكلمة (أيام النَصْبة : بصفحة 26) ، وكلمة (الويكة ، الطشّة : بصفحة 55) ، وكلمة (الشلولو ، وسيد الطبلية المش : بصفحة 56) وغير ذلك مما يطول ذكره.
*12- أورد الكاتب بعض العادات الشركية والمخالفات الشرعية المنتشرة بقريته، مثل الطواف حول القبور والأضرحة . دون أن يُنوّه عن حالها في زمانه: من الاستمرار أو الانحسار أو الانقراض. وكذلك أعيب عليه عدم التنبيه عن خطأ هذه العادات، وعدم التحذير منها، فالسكوت يُعدّ من مظاهر الإقرار والرضا.
*13- تَعَسُّر فِهم بعض الجُمل أحياناً، مثل: (ارجوا أن تتواصلوا معنا لذكر عما ضل عن ذاكرتي عن الذكر) بصفحة 68.
*14- مرة أخرى نجد الكاتب يُهمل في الإحصاء؛ بين تقليل للكثير وتكثير للقليل، حيث يقول في صفحة 74: (يكتظ مركز نقادة بمئات الأضرحة والمقامات). وكما هو معلوم أن العدد الجمعي يكون أكثر من ثلاثة، فإذن حسب قول الكاتب فإنه يوجد بمركز نقادة 300 ضريح ومقام على الأقل، وهذا أمر غير صحيح البتة، ومُبالغ فيه للغاية القصوى.
فهناك كتاب مرجعي عن أضرحة ومقامات محافظة قنا؛ صَدر لكل من: الأستاذ عبد الوهاب غرباوي، والأستاذ أبو مفضَّل الأصفوني وهما من مركز إسنا التي كانت تتبع محافظة قنا فيما مضى. وقد أحصى فيه المؤلّفان قرابة 80 ضريحاً ومقاماً بمركز نقادة في جميع قراه، وعند إعدادي لكتابي (إقليم نقادة بصعيد مصر) اعتمدتُ على ذلك الحصر، وأضفت إليه ما فاته ذكره، فكان مجموع ما أحصاه وأحصيته لا يزيد عن 90 ضريحاً ومقاماً، فكان حري بصاحب كتاب "الكوم" مراعاة الدقة، وعدم المبالغة.
*15- رَبَط الكاتب بين الشيخ عزاز صاحب الضريح أو المَقَام بكوم بلال وبين عائلة العزازية بمحافظة الشرقية، دون أن يورد سند معتبر في هذا الربط والتنسيب؛ مثلما جاء في صفحة 70 و71 و72، وهذا مما يُؤخذ على الكاتب؛ خاصة لوصلِه نسب الشيخ عزاز - دفين الكوم - بنسب هاشمي نبوي كريم، مما يستوجب تحري الدقة عند تناوله. وإليكم بعض النقاط التي ينبغي الوقوف عندها:
النقطة الأولى: أرْجَعَ الكاتب كل ما ذكره من معلومات عن الشيخ عزاز إلى مصدر واحد، وهو المهندس عبد الرحيم العزازي (شيخ طريقة العزازية). وهذا المصدر ليس بثقة ولا عَدْل، وقد كان لنا معه وقفة منذ وقت ليس ببعيد، رددنا فيه على دعواه بانتساب السادة العزازية العمرية العَدَويّة إلى الدوحة الحسينية الهاشمية بدون وجه حق، وبدون سند، وأفردنا لهذا كتاب مُفصّل، اسمه: (إزالة الالتباس عن نسب الشيخ عزاز) وهو متاح مجاناً على الإنترنت لمن أراد مطالعته، أوضحنا فيه كيف أن هذا النسب مُدلَّس، وقد عَيّ كل أبناء العزازية عن الرد على ما جاء فيه من حُجج بيّنة. وكذلك قد قمنا بالتحري عن أدلة وأسانيد نسب الشيخ عبد الرحيم العزازي بنقابة السادة الأشراف، ففوجئنا أن مستند نسبه ليست فيه إلا ورقة واحدة حديثة لا يتجاوز عمرها الـ 70 عاماً، فعَجِبنا كيف تعتد بها النقابة؟!، ناهيك عن العشرات من المصادر التي أوردناها بكتاب "إزالة الالتباس" والتي توضح حقيقة نسب الشيخ عزاز الأكبر دفين قرية "أكياد" بالشرقية، ومنها على سبيل الذِكر: كتاب (مدافن الأولياء العنانية) المقيّد بدار الكتب والوثائق القومية المصرية برقم 155 مجاميع، والمحرر سنة 1227 ه، وهو سند حكومي مُعتبر يَأخذ به القضاء المصري، وقد حَصَر هذا المصدر بعض أضرحة الأولياء من السادة العمرية، وذكر من بينهم الشيخ عزاز بن محمد البطائحي (وهو جد قبيلة العزازية) وبعض أولاده ومنهم: محمد، والسيد أحمد، وصالح، والآخرون من أقاربه وأبناء عمومته العمريين.
النقطة الثانية: ذَكَر الكاتب أن الشيخ عزاز دفين كوم بلال هو (السيد علي العزازي بن إبراهيم الأزعر بن محمد بن حسين بن إسماعيل بن أحمد الملقب بأبي خشبة بن عزاز أبو دقن). ونجد فيه أن ما بين السيد علي العزازي دفين كوم بلال وبين عزاز أبو ذقن خمسة أجيال، وهو ما يعني أن الفاصل الزماني بينهما في حدود 160 أو 170 عاماً، وذلك طبقاً للقاعدة التي وضعها العلامة المؤرخ عبد الرحمن ابن خلدون (المتوفى سنة 808 هـ)، يقول ابن خلدون: (ولهذا يجري على ألسنة النّاس في المشهور أنّ عمر الدّولة مائة سنة وهذا معناه فاعتبره واتّخذ منه قانوناً يصحّح لك عدد الآباء في عمود النّسب الّذي تريده من قبل معرفة السّنين الماضية إذا كنت قد استربت في عددهم وكانت السّنون الماضية منذ أوّلهم محصّلةً لديك؛ فِعدّ لكلّ مائة من السّنين ثلاثة من الآباء) انظر: تاريخ ابن خلدون الجزء الأول – ص 215.
وذكر الكاتب في صفحة 71 أن السيد عزاز أبو ذقن قد توفاه الله سنة 580 هـ، أي أن السيد عزاز "علي العزازي" دفين كوم بلال كان حياً حدود سنة 740 هـ. وهنا لدينا أمران:-
أولهما: أن قرية كوم بلال قرية حديثة النشأة ولا يعود تاريخها بحال إلى 700 عام، كما أن الكتب التاريخية والجغرافية التي تناولت بلاد الصعيد في القرون: السابع الهجري (قوانين الدواوين للوزير الأيوبي الأسعد ابن مماتي المتوفى سنة 606 هـ)، والثامن الهجري (الطالع السعيد للمؤرخ أبي الفضل جعفر الإدفوي المتوفى سنة 748 هـ)، والتاسع الهجري (التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية للشيخ الإمام شرف الدين ابن الجيعان المتوفى سنة 885 هـ)، لم تذكر قرية كوم بلال. فإذن بسبب ذلك لا يصح زمانياً أن يكون الشيخ عزاز من أهل تلك الفترة.
وثانيهما: أن المؤرخ أبو الفضل جعفر الإدفوي (المتوفى سنة 748 هـ) تُفترض معاصرته – بحسب هذا الزعم – للشيخ عزاز دفين كوم بلال، فكيف فاته أن يُترجم له في كتابه الحافل بتراجم أهل الصعيد "كتاب الطالع السعيد"؟! وقد اعتنى الإدفوي بالترجمة لمشاهير العلماء والفضلاء والأدباء والصالحين من أهل الصعيد الأعلى بكتابه، وممن ترجم لهم على سبيل الذِكر: محمد التقي النقادي (ت 718 هـ بنقادة)، وحجازي الديرقطاني (ت 701 هـ بقرقطان)، وعثمان الفخر الشوصي (ت 705 هـ بدمشق)، وابن نوح الدراوي (ت 708 هـ بالقاهرة)، وهم من قرى ليست ببعيدة من كوم بلال. انظر تراجمهم بكتاب: إقليم نقادة بصعيد مصر.
النقطة الثالثة: يقول الكاتب في صفحة 71 أن السيد عزاز أبو ذقن قد توفاه الله سنة 580 هـ، ثم ينقل نَسَبه في صفحة 72 هكذا (عزاز أبو دقن بن محمد البطائحي بن عزاز الأكبر بن مستودع بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن إسماعيل). وكما يَدّعي المهندس عبد الرحيم العزازي – الذي هو مصدر الكاتب - أن عزازاً الأكبر هذا هو حفيد للسيد إبراهيم بن محمد المنعوت بالمغربي، ومعلوم أن السيد إبراهيم المغربي هذا هو الجد الأول للشيخ السيد أحمد البدوي بن علي البدري بن إبراهيم المغربي بن محمد بن أبي بكر بن إسماعيل)، أي أنه من المفترض أن السيد أحمد البدوي والسيد عزازاً الأكبر ابنا عمومة متعاصران، وكما هو معلوم أيضاً أن السيد أحمد البدوي توفي في النصف الثاني من القرن السابع الهجري (سنة 675 هـ) طبقاً لما أورده المؤرخ ابن تغري بردي (المتوفى سنة 874 هـ)، والحافظ جلال الدين السيوطي (المتوفى سنة 911 هـ)، انظر: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لابن تغري بردي : الجزء السابع – ص 252، حُسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة للسيوطي : الجزء الأول - ص 522.
فعليه ينبغي أن يكون عزاز أبو ذقن بن محمد البطائحي بن عزاز الأكبر حياً سنة 775 هـ تقريباً وليس سنة 580 هـ، لكونه الحفيد الأول المباشر لعزاز الأكبر؛ الذي هو معاصر وابن عم مباشر للسيد أحمد البدوي.
وهنا نجد التضارب العجيب والغَلَط الواضح، إذ أورد صاحب كتاب "الكوم" أن وفاة السيد عزاز أبو ذقن كانت سنة 580 هـ، أي كانت وفاة الحفيد (عزاز أبو ذقن) قبل مولد الجد (عزاز الأكبر) نفسه بـ 100 عام، وهو ما لا يستقيم عقلاً أو نقلاً، وهو مما يوضح عوار المعلومات المنقولة. والذي هو أولى بالقبول أن يكون الحفيد أبو ذقن حياً بحدود سنة 775 هـ لكون جده عزازاً الأكبر كان حياً سنة 675 هـ على التقريب.
النقطة الرابعة: وهي المتعلقة بنسب الشيخ عزاز دفين كوم بلال، فأُفيدُ بأنه قد وَرَد نسب له في مخطوط نَسَب للسادة آل الحداد بالبصيلية مركز إدفو؛ من تحرير السيد الشريف النسّابة سعيد عطاي الكلابي الحسيني قائم مقام نقيب أشراف إسنا ببدايات القرن الماضي، وهو مخطوط بحوزتي صورة منه، وفيه: (وأما نسب بنو عزاز وبنو خزام ، فهم بأبي مناع وخزام ودشنا ولهم أعقاب. وأما عزاز وإخوته عزوز وعزام أبناء فايز من عرب الصف الجديدة، من مقدم بن سلامة بن علي بن وهب بن جعفر بن مقدم بن ربيعة من [ بني سليم ] ذرية بني عدنان، أما عزوز النازل بأبي مناع خلف الشيخ علي وأحمد ومحمد بالبياضية بجوار قفط، وأحمد أعقابه بدشنا وعزام، وأما الشيخ عزاز بكوم بلال) اهـ.
*16- عودةً على ما ذكره الكاتب من تغافل المؤرخون العرب لذكر قريته كوم بلال حسب زعمه، مما جعله يتهمهم بعدم النزاهة؛ أقول: لم يتغافل المؤرخون العرب عن ذكر قرية كوم بلال، فذكرهم المؤرخ علي باشا مبارك (المتوفى سنة 1311 هـ / 1894 م) في كتابه الموسوعي "الخطط التوفيقية"، حيث قال عند حديثه عن ترعة طوخ:
(...وهذه الفروع والمصارف لتحصيل الطمي بالحيضان المارة بها، وهذه الترعة متممة لري حوض الزوايدة وحوض كوم بلال وحوض الطويرات وحوض الترامسة ثم تصب بترعة الترامسة وتصل لحوض دندرة) انظر الخطط التوفيقية – الجزء 19 صفحة 99.
كما أنني كنتُ قد نقلت هذه المعلومة عند حديثي عن قرية طوخ في كتابي المسمى (إقليم نقادة بصعيد مصر) والصادر منذ ثلاث سنوات، والذي يبدو أن الأستاذ الكاتب لم يطالع ما فيه، رغم توافره لديه. انظر كتاب: إقليم نقادة للدعباسي - صفحة 109 .
ويذكر علي باشا مبارك أيضاً في "خططه" عند حديثه عن قرية البلاص: (وبقرب تلك القرية قرية تسمّى دير البلاص، وقرية تسمّى طوخ يتبعها كفر يقال له نجع أبي بلال، وفي جميعها دواليب لعمل البلاص، ولكن أشهرها في ذلك ناحية البلاص) اهـ.
*17- بصفحة 80 يذكر الكاتب فقرة بعنوان (الإسعاف الطائر) ثم لا نجد في الفقرة أي حديث عن إسعاف طائر !، إنما الحديث كله عن الإسعاف العادي بالسيارات، وهو الموجود بقرية كوم بلال في الواقع. فيبدو أن الكاتب لم يُوفّق في هذه التسمية أو لعله سهى عن كونها تعني: الإسعاف عن طريق الطائرات وليس السيارات.
*18- بصفحة 81 يقول الكاتب: أن طريق قنا الأقصر الزراعي هو الطريق الوحيد الذي يربط بين القاهرة وأسوان غرباً، وأقول: قد استجدت طرق أخرى منها طريق الحاجر الغربي وهو طريق قديم نسبياً، ومنها الطريق الصحراوي الكبير المتاخم للجبال الغربية الذي مرّ على إنشاءه أكثر من عشرة سنوات.
*19- بصفحة 8: يتحدث الكاتب عن سبب تسمية كوم بلال بهذا الاسم، وتبنّى فيها رأي أجداده؛ من أنها تحريف عن اسم البِل أو الإبل. وضّعف من الآراء الأخرى التي تُرجع التسمية لرجل اسمه (بلال) كان ذا صلة بشيخ العرب أمير الصعيد همام بن يوسف الهواري.
وأقول: إن الباحث يجب أن يتجرد تماماً عند تناوله للأمور التاريخية الدقيقة؛ ولا يصح أن يتبنّى قول الأجداد في أمور تاريخية علمية دقيقة كهذه لمجرد افتراضه صدق رواياتهم، إذ يصف قولهم بأنه الحق المحض الذي لا يعتريه شك. فيقول الأستاذ جلال في صفحة 70 - وتكرر في صفحة 73: (تأكد أنه لا يُحكى من أجدادنا إلا صدق، فهي حقائق تتلى على ألسنتهم) اهـ.
بل يجب على الباحث – أي باحث - أن يَعرض كل ذلك على ميزان النقد والجرح والتعديل إن أمكن، أو يُقارنه مع التدوينات المتوافرة، مع النظر في مدى عِلم وعدالة الراوي أو صاحب التدوين، والتدقيق في قِدَم كل من: النص المدوّن والرواية الشفاهية، وملاحظة مدى التكرار والاستفاضة، وعدم التعارُض أو الاتفاق مع المنطق والجغرافية.
وأما تسمية كوم بلال فقد وردت فيها نصوص، توضح هذه النصوص أن التسمية إنما هي تسمية لرجل اسمه بلال، وليس للقبٍ يعود لحيوان الإبل. فتذُكر خرائط الحملة الفرنسية لسنة 1798 م نجع كوم بلال ، وتكتبه هكذا : (كوم أبو هلال). وكما يذكره المؤرخ علي باشا مبارك (المتوفى سنة 1311 هـ / 1894 م) في الخطط التوفيقية، فيقول: (نجع أبي بلال). وكلمة (أبو أو أبي) هذه لا تكون إلا للبشر، فهو نجع منسوب لرجل اسمه بلال.
وقد أفاضت مخطوطات الأنساب الأهلية في ذِكر اسم ونسب هذا الرجل، وأنه نزل بقرية كوم الضبع بحري نقادة، وذلك قبل أن يستقل عنها مؤسساً قريته التي حملت اسمه: كوم بلال، وأن له ذريةً بها وبقرية الجميلية [الجِمالية] القريبة من شنهور بمركز قوص. وقد بيّنت المشجرات مدته الزمانية، وأنه كان معاصراً لشيخ العرب همام بن يوسف الذي توفي سنة 1183 هـ الموافق سنة 1769 م.
وعليه ندعو الكاتب لمراجعة هذه النقطة المهمة، التي جعل المؤلف منها اسماً لكتابه، حيث سمّاه (لماذا سميت كوم بلال؟!) انظر صفحة رقم 1.
*20- وأخيراً يُسعدني أن أُهدي لأخي الأستاذ جلال همام نصّ لعله يُفيد، استخرجته من أحد سجلات "محكمة البلاص الشرعية" المودعة بدار الوثائق القومية المصرية، من سِجِل إشهادات شرعية مؤرخ يوم 6 صفر الخير سنة 1274 هـ / الموافق لتاريخ 25 سبتمبر سنة 1857 م .
جاء فيه اسم أو كنية جد إحدى عائلات كوم بلال وهي عائلة الودية (بنو أبي وادي)، وورد فيه أيضاً اسم إحدى القبالات الزراعية بقرية كوم بلال، وهي (قَبَالة المَلَقَة).
والقبالة: هي مساحة زراعية لها مقدار معين؛ كانت تُقسّم بحسبها الأراضي الزراعية قديماً قبل ظهور نظام الأحواض.
أما الملقة أو الملق: فيُخبرنا المعجم الوسيط أنه "كل ما استوى من الأرض".
كما وَرَد بنص الاشهاد الشرعي: اسم رجل نظنه من أهالي قرية كوم بلال، حيث لُقّب بـ "شيخ العرب"، وهو لقب تشريفي فخم، لم أقف على مثله لغيره فيما طالعته من بعض سجلات محكمة البلاص الشرعية.
أما متن النص؛ فمما جاء فيه: (حضر لدينا محمود عبدين الهواري الوكيل الشرعي عن المرأة شهيدة بنت عبد القادر زوجة المرحوم شيخ العرب عثمان محمد حسين وعن ابنتيها منه: فاطمة وعايشة ، وثبوت وكالته عنهم بشهادة الشيخ عثمان رضوان الطوخي ، وصالح علي أبي وادي من كوم بلال ، والوصي الشرعي عن أولاد المرحوم أحمد بن الشيخ عثمان بموجب حجة بإمضاء القاضي عمر عارف قاضي قنا ، وهم : محمد ونفيسة ورية وحوى ، بإقامة المذكور وصياً شرعياً على القاصرين المذكورين في بيان استحقاقاتهم واقامة الدعاوى مع غرماً لهم.
وحضر صحبة الشيخ : عبد الظاهر إبراهيم من أهالي كوم بلال ، وادعى محمود المذكور أن الشيخ عثمان محمد حسين مورّث المذكورين له الثلث في عين ساقية كانت بناحية كوم بلال بقبالة الملقة حد أطيانها .......
بشهادة حسن محسب، وعلي إسماعيل شوريب، وحسين مصطفى الحصين، وعبد الرحيم فراج، وخطاب عثمان، ومحروص سالمان، وعليو علي شيحة) اهـ.
وإلى هنا ينتهي حديثي، الذي أرجو أن يتقبله أخي الأستاذ المؤلف بصدر رحب، وأن ينظر لِما فيه بعين العناية، لعله يجد فيه ما يفيد، وما يُقوّم به عمله الطيب الجميل ، المسمّى (الكوم من صفحات التاريخ).
وإن القوم قد حمّلوني أمانةَ مناقشة الكتاب ؛ مناقشةً علمية منصفة، فبذلت في ذلك جَهدي؛ وكان ما مضى هو خلاصة رأيي. وأدعو الله تبارك وتعالى أن أكون قد وُفّقت في هذه المهمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أخوكم الباحث:
أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي
يوم الخميس 5 ذي الحجة سنة 1439 هـ
الموافق 16 أغسطس سنة 2018 م
مقر بيت ثقافة نقادة – محافظة قنا

عن الكاتب

أحمد فرغل الدعباسي البكري

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

مدونة أحمد فرغل الدعباسي البكري

2016